الجدل حول المرأة

إثارة الجدل حول المرأه و حقوقها و نظريات التحرير و حلقات النقاش التي تدار حولها مستمره و لن تتوقف. إذا حاولنا ان نبدأ في رصدها سنجد ان البدايات كانت دائما تدور حول فكرة تحرير المرأه و مساوتها مع الرجل و حقها في العمل و المشاركه .علي العكس من الجدل الدائر في الآونه الأخيره, و الذي نستدل عليه من المؤشرات التي بدأت تشير الي المرأه بأصابع الإتهام ,بحيث تعتبرأنها وجودها في سوق العمل تسبب في أحداث البطاله بين الشباب علي سبيل المثال وبالتالي تتطالبها بالعوده الي المنزل .

نظريات تحرير المرأه هي مجموعة مختلفة من النظريات الاجتماعية، والحركات السياسية، والفلسفات الأخلاقية، التي تحركها دوافع متعلقة بقضايا المرأة. يتفق أصحاب هذه النظريات على أن الهدف النهائي هو القضاء على أشكال القهر المتصل بالنوع الجنسي، ليسمح المجتمع للجميع نساءً ورجالً بالنمو والمشاركة في المجتمع بأمان وحرية. ومعظم هؤلاء مهتمون بشكل خاص بقضايا عدم المساوة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين النساء والرجال، ويجادل بعضهم بأن مفاهيم النوع الاجتماعي والهوية بحسب الجنس تحددها البنية الاجتماعية. يختلفون حول السبب في انعدام المساواة، وكيفية الوصول إليها، والمدى الذي يجب أن يصل إليه التشكيك في التعريفات المبنية على أساس الجنس والنوع الاجتماعي وانتقادها. لهذا، كأي أيديولوجيا، أو حركة سياسية، أو فلسفه، فليس هناك صيغة عالمية موحدة توحد اصحاب هذه النظريات .نشاطاتاتهم تكون غالباً عباره عن حملات في قضايا مثل الحقوق الإنجابية (الحق في اختيار إجهاض آمن وقانوني، منع الحمل، ونوعية الرعاية الصحية المتوفرة للأمهات)، والعنف في العلاقات الأسرية، وإسقاط الحمل، والتحرش الجنسي، والتحرش في الشوارع، والاغتصاب، والتمييز، وعدم المساواة في الأجور.

و يجادل العديد من اصحاب هذه النظريات اليوم بأن حركاتهم هي حركات شعبية تهدف إلى تخطي الحواجز المبنية على العرق، المرتبة الاجتماعية، الثقافة، والدين، التي تتعلق بالمرأة في المجتمع. وتناظر في توسعات قضايا معينة وتأثيراتها على المجتمع العالمي مثل الاغتصاب، زنا المحارم، والأمومه

في سياق الاشتراكية والماركسية ترى قضايا المرأة كجزأ ونتيجة للمجتمع الرأسمالي. يرى هذا الاتجاه أن قهر المرأة مرتبط بالاستغلال وقوة العمل عن طريق تحقير المجتمع لقوة عمل المرأة وأنتاجها في العمل مدفوع الأجر والعمل غير مدفوع الأجر (المنزلي). يكمن الحل لدي الاشتراكيات والاشتراكيين في العمل على تغيير المجتمع بصورة كلية وبالتالي تغيير وضع المرأه

الأصولية ترى أن مشكلة المراة تكمن في شكل تنظيم المجتمع تحت النظام البطريركي والذي يستند على أفضلية الرجل. ومن تلك النظرة يصبح حل مشاكل المرأة هو هدم النظام البطريركي واحلاله بنظام يساوي بين الناس بغض النظر عن توعهم الجنس

الاتجاه الليبرالي يرى أن حل مشكلة المرأة يكمن في تغيير القوانين والسياسات بصورة إصلاحية. لذلك فمن الممكن حل مشكلة المرأة بدون أحداث أي تغيير جذري في المجتمع، فكل ما نحتاجه هو تغييرات إصلاحية. ينظر ذوي الاتجاه اليبرالي لقضية المرأة من منظور فردي، كل امرأة كفرد قادرة على تحقيق ذاتها والمساوة مع الرجل حتى في ظل المجتمع الذكوري. في اليبرالية لا ينظر للطبقة أو الأثنية أو الجنسية الخاصة بالمرأة كعامل ذو أهمية كبيرة، فكل أمرأة قادرة على الاختيار والتغيير حتى تصبح مساوية للرجل.

وعلي الرغم من ان المرأه الأن تترأس الحكومات وتدير الشركات وتشكل نحو نصف القوى العاملة في العالم لكن استطلاعا عالميا للرأي اظهر ان واحدا من كل اربعة اشخاص معظممهم من الشباب يعتقدون ان المرأة مكانها المنزل.

واظهر الاستطلاع الذي اجرته رويترز ونشرت نتائجه عشية اليوم العالمي للمرأة وشمل اكثر من 24 الف بالغ في 23 دولة ان اشخاصا من الهند (54 بالمئة) وتركيا (52 بالمئة) واليابان (48 بالمئة) والصين وروسيا والمجر (34 بالمئة لكل منها) وكوريا الجنوبية (33 بالمئة) يتفقون على الارجح على انه يجب الا تعمل المرأة.

وربما كان من المدهش ان الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و34 عاما كانوا الاكثر تأييدا لهذا الرأي على الارجح وليس الجيل الاكبر والاكثر تمسكا بالتقاليد.

المدهش حقا ان يصبح الجدل يسير في مناحي مختلفه تماما بحيث ان يتخذ شكل معاكس

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-