نادية الجندي الملقبة بـ«نجمة الجماهير» قالت، خلال حوار خاص لـ«الشرق الأوسط»، إنها صنعت اسمها بعد جهد وعناء، فهي غارقة في حب الأدوار الصعبة والمركبة، وتلك التي تتطلب تحدياً كبيراً في الأداء، حتى باتت أعمالها التي دُونت في تاريخ السينما المصرية لا تنسى، وراسخة في أذهان جمهورها، وفق تعبيرها.
وتضيف الفنانة المصرية: «ما يعرض عليّ لا يرضيني، فأنا أحمل على عاتقي مسؤولية كبيرة، واسماً وتاريخاً وثقة بيني وبين جمهوري، الذي اعتاد كل ما هو جيد وقيم، كل هذه العوامل تجعلني أتريث قبل تقديم أي عمل».
وعن الدور الذي تطمح نادية الجندي لتقديمه مجدداً، أكدت أنها قدمت كل الأنماط التمثيلية، ولا توجد شخصية لم تقدمها، مضيفة: «هذا لا يمنع أنني في حالة بحث عن موضوعات تهم الناس وتشغلهم، وفي الوقت نفسه تحتوي على دراما عميقة وإنسانيات، وتمثيل وخطوط تجذب الناس».
نادية الجندي التي تصدرت «البطولة النسائية» بالسينما لسنوات متتالية منذ سبعينات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية الجديدة، أبدت إعجابها بأداء عدد من الفنانات على الساحة حالياً، من بينهن منى زكي، وياسمين عبد العزيز، ومنة شلبي، لكنها أكدت أن «مقاييس البطولة النسائية بالسينما تحديداً تتطلب توافر جوانب عدة، غير متوافرة حالياً، فلا توجد فنانة تتحمّل مسؤولية فيلم بنفس القوة التي اعتادها الناس من جانبي، في الفترة التي تصدرت خلالها إيرادات شباك التذاكر»، موضحة أن «هذا ليس عيباً فما يهم هو القصة الجادة والتمثيل المتقن».
وكرم مهرجان «الزمن الجميل»، في لبنان فيلم «الباطنية»، أخيراً، لكونه «فيلماً أيقونياً وحقق نجاحاً كبيراً وظل يعرض في السينمات لأكثر من عام، وأشادت به شخصيات بارزة حينها، لمناقشته قضية تجارة المخدرات، وتداعياتها»، حيث أكدت نادية الجندي بطلة الفيلم التي تسلمت درع التكريم بصحبة المنتج محمد مختار، أن «فكرة تكريم الفيلم في المهرجان راقت لي، وأعجبتني كونها تُقدَّم لأول مرة»، موضحة أن فيلم «الباطنية»، عمل حقيقي وهادف دعم نجاحها الكبير عقب تصدرها لبطولة فيلم «بمبة كشر»، ولها ذكريات كثيرة معه.
وأكدت نادية الجندي أنها ما زالت محتفظة بكل أزيائها وإكسسواراتها، وفكرت في إقامة معرض لهذه المقتنيات، ولكن «عبر ترتيبات دقيقة»، وفق قولها، مضيفة: «فكل شخصية ولها مقتنياتها الخاصة، خصوصاً مع تنوع أدواري التي جسدتها، فقد قدمت الشخصية الأرستقراطية، والملكة، والراقصة، والخادمة، والمحامية، وغير ذلك».
وعلقت نادية الجندي على تصدر اسمها «الترند»، بين الحين والآخر، قائلة: «اعتدت كل يوم على الشائعات، حتى إن هناك جيوشاً إلكترونية مدفوعة ومسخرة لمهاجمتي بسبب الغيرة».
وتطمح نادية الجندي للوقوف على خشبة المسرح، مؤكدة أنها جاذبة لكل المبدعين، ولكنها تساءلت: «أين المسرحيات والموضوعات التي تشبه أعمال زمان؟ أحب العمل بالمسرح بالتأكيد ولكن عبر عمل جاد ومهم».
وعن احتفاظها بملامح الصبا والشباب، أكدت أن ممارسة الرياضة وراء ذلك، وقالت إن «القلب النظيف والرضا والقناعة والمصالحة مع النفس، كلها عوامل فارقة في المشاعر، بعيداً عن الغل والغيرة والأذى في قلوب البعض».