مقالات
أمل المشايخ - الأردن
استطاع الزوج السادي أن يستعيدها ثانية بعد أن قتل الزوج الحبيب، فصنعت له الطبق المفضل لديه: (مسقعة الباذنجان)، وإذ يأمرها بأن تأكل منه - كعادة المرتاب الذي لا يأمن شيئاً، ولا حتى أقرب الناس إليه - أمام دهشة المشاهد تأكل الزوجة من الطعام قبله لتموت معه وبالسم ذاته؛ لتترك السؤال كبيراً: ما الذي يدفع امرأة إلى أن تموت في سبيل أن تقتل رجلاً كرهته على الرغم من رقتها ووداعتها – إإلى هذا الحد كان بشعاً؟ أم إلى هذا الحد كانت عاشقة للآخر؟ أم إلى هذا الحد هي قسوة الواقع الذي يدور بعجلات من فولاذ دون أن ينتظر أولئك الذين عشقوا الحياة؛ لكنهم لم يتحملوا البشاعة التي تحيق بهم؟
كانت تلك قصة فيلم (موعد على العشاء) الذي كنت اهجس به؛ ذلك الفيلم العذب لسعاد حسني (نوال) وحسين فهمي (عزت) واحمد زكي (رشدي)، فيلم تتحدث فيه الكلمة والحوارات الرقيقة، وموسيقى البيانو الحزين، ومشاهد دالة معبرة ظهرت فيها نوال من خلف القضبان كمعادل موضوعي لسجن الحياة التي تتوق إلى الخلاص منها إلى فضاءات أرحب.
" .... أتناول في هذا الفيلم موضوع الحرية الشخصية للمرأة، وأصل إلى الخلاصة التالية: إن المرأة عندنا لن تتحرر أبداً للأسف، لأنها لكي تصبح حرة فعليها أن تحطم المجتمع وأن تحطم نفسها" ... تذكرت بأسى المجد كيف يغيب، والنجم كيف يأفل حين تذكرت سعاد أخت القمر التي تصادف ذكرى رحيلها الحادية عشرة هذه الأيام.