والآن، كيف يمكنك أن تعرف ما إذا كان قلبك سليماً ومعافى بما يكفي لممارسة الجنس بعد خوض أحداث مرهقة، مثل النوبة القلبية، أو الخضوع لجراحة قلبية؟
في هذا الصدد، قال د. جيسون ماتوس، اختصاصي أمراض القلب في مركز «بيث إسرائيل ديكونيس» الطبي، التابع لجامعة هارفارد: «معظم الرجال يمكنهم استئناف حياتهم الجنسية المعتادة، بعد التعامل مع هذه المشكلات القلبية. وبطبيعة الحال، يعتمد ذلك على مستوى اللياقة البدنية السابق للشخص، وطبيعة الحدث القلبي، الذي تعرض له. ويمكن للرجال العودة إلى حياة جنسية نشطة وممتعة باتباع إرشادات الطبيب بشأن زيادة الجهد تدريجياً خلال فترة التعافي».
الجنس بعد النوبة القلبية
في هذا الصدد، أوضح د. ماتوس: «مع ذلك، قد يختلف الأمر حسب شدة النوبة القلبية والمشكلات الصحية المصاحبة لها. قد يعدّل الطبيب هذه الإرشادات حسب حالتك الصحية».
الملاحظ أن بعض الأزواج يتجنبون العلاقة الحميمة، خوفاً من التعرض لنوبة قلبية أخرى أو الإضرار بالقلب في أثناء الجماع، إلا أن الجنس لا يُعدّ نشاطاً عنيفاً.
ولا تتفاجأ إذا استغرق الأمر بعض الوقت، قبل أن تشعر بالراحة عند ممارسة الجنس مرة أخرى. عليك التحلي بالانفتاح مع شريكك، إذا واجهت مشكلات في الأداء أو نقصاً في المتعة. وإذا لم يطرح طبيبك موضوع حياتك الجنسية، فلا تتردد في طرحه وطلب النصيحة.
ما مدى صعوبة ممارسة الجنس؟
كما تسهم ممارسة الجنس في حرق نحو 5 سعرات حرارية في الدقيقة، أي ما يعادل المشي العادي في ملعب للغولف.
- الجنس بعد جراحة قسطرة القلب. يختلف توقيت استئناف الجنس بعد القسطرة، حسب مكان إدخال القسطرة (عملية تستخدم لفتح شريان القلب المسدود واستعادة تدفق الدم). فإذا جرى إدخال القسطرة من الفخذ، يجب الانتظار لفترة أطول قبل استئناف أي نشاط بدني، بما في ذلك الجنس، مقارنةً بإذا جرى إدخالها من خلال الشريان في الذراع.
أما إذا أُجريت بعد الإصابة بنوبة قلبية للحدّ من تلف القلب، فقد يوصي الطبيب بالانتظار لفترة أطول.
- الجنس بعد جراحة القلب. تنطبق القواعد العامة نفسها المرتبطة بممارسة الجنس بعد النوبة القلبية، على جراحة القلب المفتوح أو جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي. ومع ذلك، يجب إرجاء ممارسة الجنس حتى تلتئم عظمة الصدر، وهو ما يستغرق عادةً 6 أسابيع، على الأقل. ولعدة أشهر بعد الجراحة، يجب تجنب الأوضاع التي تخلق ضغطاً على الصدر.
الأدوية والعوامل الأخرى
- أدوية القلب. قد تؤثر بعض أدوية القلب على النشاط الجنسي، وتجب استشارة الطبيب إذا ظهرت مشكلات.
من جهته، أوضح د. ماتوس أن «مستوى طاقة الرجل عادةً ما يتحسن بمرور الوقت».
وقد يصف الطبيب أدوية نترات مثل «النيتروغليسرين» أو «الإيزوسوربيد» لعلاج أو الوقاية من ألم الصدر. وتعمل هذه الأدوية على إرخاء جدران الشرايين التاجية، وزيادة تدفق الدم.
- عوامل أخرى. تجب معالجة أي عوامل خطورة مستمرة لأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو زيادة الوزن. هنا، شرح د. ماتوس: «ليس معنى ذلك أنك لا تستطيع ممارسة الجنس بوجود هذه المشكلات، لكن من الأفضل لصحتك أن تتحكم فيها».