هذا ما كنت أردده طوال الأمس في الذّكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين.
ومضى نهار أخر على نكبتنا...فمتى سيأتي فجر عودتنا؟ ذاك سؤال آخر كنت أردده مع بعض الأصدقاء، وخلف السؤال أحلام اللاجئين التي كبر كثير منها وأصبحت مشاريع للخلاص الفرديّ، حين تفرق أهلها في أصقاع الأرض، وكثير منها امتزج بالطين في زقاق المخيم، وطار أدراج الرياح، أعني رياح الانتظار عند اولئك الذين احترفوه مع الحزن.
كعادتنا دوماً نتبادل الأغاني والأناشيد والشعارات في المسيرات والمظاهرات عن أكذوبة
قبل بضعة أعوام وقفت – في ذكرى النكبة - على قلعة أم قيس في مدينة إربد شمال الأردن، لا أدري ما الشعور الذي داهمني حين نظرت إلى الأفق البعيد ولمحت رذاذاً، وغلالة من الضوء تغلف الأفق البعيد، قيل لي إن ما ترينه هو بحيرة طبريا، خلت لأول وهلة أنها صورة من العالم الآخر .. كان الذي داهمني ساعتئذٍ شعورعاشقة شفّها الوجد وتحرّقت للقاء، كنت كمن وقف على الأطلال حين كانت أسراب اليمام كحرّاس من الملائكة تطير صوب الفردوس المشتهى... من قال إن للمدى حداً...
"طعم ذكرى النّكبة هذه المرة مختلف، ربما لأن الرّبيع العربي بات أحمر" هكذا علق بعض الأصدقاء حين سألت: ما الذي تغير سوى أننا أضفنا رقماً جديداً لعدد السنين؟ ربما أيضاً لأن قضية الأسرى الفلسطينييين لم تحسم بعد؛ فطعامهم ماء بطعم الحياة، وملح بطعم العذاب، كأنهم يقدمون قصيدة للإصرار والعزم: عاجزون نحن أمام إرادتكم، وكم نحن أقزام أمام قاماتكم!.
معاً على فرح الفاء، وألق النون في فلسطين نحيي ذكرى النّكبة لعل اللقاء يكون قريباً قريباً ....صباحاتكم ومساءاتكم أوطان جميلة مزنرة بالحرية والعدالة.