أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

مقالات الدكتورة: ريما فايز تيم - استشارية التغذية السريرية - الأردن صحة الأمة في صحة أفرادها، ولما كانت الصحة هي أساس تقدم الدول، كان لابد من أن يكون لنا في وكالة أنباء المرأة وقفة مع مواضيع مختلفة وشاملة تتناول مقومات الحياة بصحة وعافية منذ الطفولة وحتى الشيخوخة، إذ إن لكل مرحلة عمرية متطلباتها من التغذية والنشاط البدني والسلوك الصحي واتباع نظام حياة متوازن وصحي. وقد أثبتت جميع الدراسات الحديثة أن التركيز على السلوك الصحي والمتوازن منذ الصغر قد يقي ويحمي من العديد من الأمراض خصوصاً المزمنة منها. وتعتبر مرحلة الطفولة نواة لبداية الأمراض المزمنة كالسكري النوع الثاني والسمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض إذا ما مرت هذه المرحلة بشكل غير صحي وغير متوازن. فالوالدان هما قدوة أطفالهم وهما من سيحدد مستقبل أطفالهم الصحي، لذا فإنه من الهام جداً التطرق إلى أسس التغذية الصحيحة ونظام الحياة الصحي وتبنيها وتطبيقها واتباعها مدى الحياة وليس ليوم أو أسبوع. كما أن للمدرسة والمعلم الدور الكبير في غرس المفاهيم الصحية الصحيحة وحث الطلبة على تطبيقها. ويعتبر الاعلام من أهم المنابر المؤثرة خصوصاً بالأطفال، لذا فإنه من الضروري نشر الوعي التغذوي الصحيح والمبني على قواعد علمية محكمة للتصدي لهذا الغزو غير الصحي من المنتجات المختلفة ولهذا الكم الهائل من المعلومات المغلوطة وغير العلمية التي تبث يومياً في عقول المجتمع وكافة أفراده.  ونحن في هذه الزاوية نعد القراء الكرام بأن نزودهم بكل ماهو جديد في علم التغذية والنشاط البدني، آملين أن يكون هناك تواصل مستمر فيما بيننا وبين قرائنا الكرام. وستكون خلاصة خبرتنا الأكاديمية والعملية بين أيديكم الكريمة في هذا المجال وسيكون هناك نافذة للتواصل وسماع أرائكم واقتراحاتكم حول المواضيع التي سيتم تناولها في زاوية "صحة عائلتي."

مقالات

الدكتورة: ريما فايز تيم - استشارية التغذية السريرية - الأردن

يعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل مصاب بارتفاع ضغط الدم يعاني من السمنة أو زيادة الوزن، فمن الممكن أن يكون الشخص نحيلاً ولكنه مصاب بارتفاع في ضغط الدم والعكس صحيح، غير أن زيادة الوزن قد تزيد من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويعتبر تخفيف الوزن واتباع برنامج غذائي (قليل الملح أوالصوديوم) وممارسة الرياضة والبعد عن التوتر والضغوط النفسية من أهم الاستراتيجيات للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، 

إذ إن ممارسة الرياضة (3 -5 مرات في الأسبوع ولمدة لا تقل عن ساعة) تزيد من كفاءة وقوة القلب، والذي بدوره سيصبح قادراً على ضخ المزيد من الدم بجهد أقل مما يساعد في خفض خطر ارتفاع ضغط الدم. ولكن عند تطور المرض واستمرار ارتفاع ضغط الدم يحب تناول الأدوية المخفضة لضغط الدم وذلك تحت إشراف الطبيب.

وقد دلت جميع الدراسات الحديثة على أهمية اتباع وتبنى النظام الغذائي الذي يقي من ضغط الدم (DASH Diet)، وهذه الكلمة الاصطلاحية مأخوذة من اللغة الانجليزبة (Dietary Approach to Stop Hypertension) وتعني الأسلوب الغذائي لوقف حدوث ارتفاع ضغط الدم. وهو نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والفاكهة والخضروات ومنتجات الحليب قليلة الدسم مع التقليل من استهلاك الدهون و تناول حفنة (حوالي ¼ وقية) من المكسرات غير المالحة يومياً. 

كما أنه معروف منذ القدم أن الحد من تناول الأطعمة المحتوية على عنصر الصوديوم قد يساهم بشكل فعال في ارتفاع ضغط الدم. ويتم تحديد كمية الصوديوم المتناولة بحسب درجة ارتفاع ضغط الدم ، فكلما زاد معدل ارتفاع ضغط الدم زادت الحاجة إلى التقليل من تناول الأطعمة المحتوية على الصوديوم.

وفيما يلي بعض الارشادات التغذوية والصحية التي ينصح باتباعها للتخفيف من ارتفاع ضغط الدم وخفض جرعة الدواء المتناول:

  1. تجنب الأطعمة المالحة وعدم إضافة الملح إلى الطعام. ومن الأطعمة المالحة ذات المحتوي العالي من الملح: المخللات والأجبان المالحة والمكسرات والخبز العادي المملح واللحوم المدخنة والمعلبة مثل النقانق ومستخلص اللحمة والسردين والأنشوفة واللحوم المخللة.
  2. تناول الخبز قليل الملح أو استبدال الملح العادي (كلوريد الصوديوم) بملح آخر قوامه كلوريد البوتاسيوم ولكن تحت إشراف الطبيب، إذ إن كلوريد البوتاسيوم يعطي طعماً مالحاً مشوباً بالمرارة.
  3. تناول البقوليات والحبوب الكاملة والخبز الأسمر أو خبز القمح والأرز غير المقشور، فهذه الأطعمة غنية بالكربوهيدرات المركبة والمواد المغذية بالإضافة إلى أنها قليلة الدهون.
  4. الإكثار من تناول الفواكه (أكثر من 4 حصص) وكذلك الخضروات (أكثر من 4 حصص) يومياً، لما لها من أهمية تغذوية وصحية فهي تزود الجسم بالبوتاسيوم والمغنسيوم ومضادات التأكسد والألياف. فقد وجد أن الإكثار من تناول المصادر الغذائية الغنية بالبوتاسيوم يساهم في التقليل من امتصاص الصوديوم ويزيد من طرحه خارج الجسم. كما أن العديد من الدراسات أثبتت أهمية تناول الأغذية الغنية بالمغنيسيوم لدوره الهام في توسيع الأوعية الدموية وبالتالي خفض ضغط الدم.
  5.  إذا كان هناك سوء تقدير لكمية الدهن (الزيت) المستعملة للقلي يستحسن التعود على الأطعمة المسلوقة أو المشوية، أو قلي الأطعمة مع إضافة الزيت لها ضمن كمية الدهن المسموحة (مثلاً قلي الخضروات كالباذنجان أو البطاطا مع ملعقة زيت أو ملعقتين كبيرتين من الزيت).
  6. عدم الاستماع إلى الإشاعات التي تقول أن هذا النوع من الزيت أو السمن لا يؤدي إلى زيادة الوزن فكلها تحتوي على طاقة تزيد بالتالي من الوزن.
  7. عدم الإسراف في الشحوم الحيوانية وذلك لتخفيف الكوليسترول الذي يرافقها مع التقليل ما أمكن من تناول اللحوم الغنية بالدهون واستبدالها بالدجاج المنزوع الجلد والأسماك.
  8. تناول الشوربات المصنعة في البيت أو الشوربات التجارية ذات الصوديوم القليل.
  9. الابتعاد عن الصلصات أو البهارات المحتوية على الصوديوم مثل غلوتامات الصوديوم وصلصة الصويا وصلصات الشوي والكاتشب العادي والمخللات بأنواعها والماسترد والزيتون والخل المضاف إليه نكهات.
  10. تناول حوالى 15 غم أي ما يعادل 2 ملعقة كبيرة من البذور (بذور البطيخ والقرع ودوار الشمس) أو 1/3 كوب من المكسرات (الفستق والكاجو واللوز والفول السوداني) 3 مرات في الأسبوع وذلك لتزويد الجسم بالبوتاسيوم والمغنسيوم والألياف وفيتامين هـ. ولكن يجب التنبه إلى أن الإفراط في تناول المكسرات يتسبب في زيادة الوزن.
  11. يجب على المرضى الذين يتناولون مدراً للبول (يزيد من طرح البوتاسيوم وإخراجه من الجسم مع البول) أن يعوضوا البوتاسيوم المفقود بأخذ غذاء غني بالبوتاسيوم (كالموز والبطيخ وعصير الليمون والبرتقال والخوخ والمشمش والبروكولي والملفوف والخيار والجزر والمشروم (الفطر) والسبانخ والبطاطا المسلوقة).
تعليقات