مقالات
الدكتورة / فاطمة عناقرة - الأردن
عام لمساته صاخبة, ودفئه جليدي, وحضنه بارد كالثلج, ورحمه لم ينجب إلا غرابا, وإن اعترته بعض النسمات العليلة, وانغرست فيه بعض الشجيرات المزهرة.
ولتكن لهفة استقبال ميلاد العام الجديد, حافزا للبقاء, ودافعا للرجاء, ولنلقي ما في جعبة الأمس خلف جدار الشمس, ولندرك بأن الحروف الباهتة لا يمكن أن ترسم سطورا تقرأ, ولكنها قد تجهض العين,وتدمي الجرح.
فإذا تراكم الجليد من حولنا فلنفتح النافذة لنرى إشراقة الشمس,وهي تضيء الدرب, ولنجدد الهواء من جديد. فقصة الأمس قد انتهت ورحلت مع الماضي, فلندع النظر إلى الوراء, فإذا كان الأمس غابر, واليوم آس, فلننظر إلى الغد, لعل الربيع ينبت في العراء, ونغرس غراسا مزهرة بألوان زاهية ذات ثمار مذاقها حلو, لتظلل الحياة أملا ووفاء لشجرة العمر الطامعة بتجديد أوراق التفاؤل واكتساء الأغصان المخضرة, لتبقى دائمة الخضرة, وتنبت في جدار القلب بذور الأمل المتجدد, وتنثر عبق عبيرها مع نسمات الحب الدافئة وعبر الفصول الأربعة, فتصبح الأوقات كلها جميلة, والزمن ذا معنى, ولنقل للماضي وداعا بلا عودة ولا لقاء.......