أنا اعلم جيدا أن البشر بأكملهم يحملون عيوبا وان لا أحد معصوم عن الخطأ و الكمال صفة الخالق جل جلاله،و لكن من أسمى صفات البشر العزوف عن الغلط، و السعي إلى التحلي بشيم نبيلة ،لكن ما ألحظه في المجتمع لا يبت لهذا القول بصلة طبائع الناس التي تتكرر و تتشابه إلى حد ما أصبحت ترعبني لحدة ما أجدها " ملوثة" القول، لماذا يميل الناس إلى الكذب و الخداع بشدة و لأبسط الأمور.
فما أن سالت عن الحال حتى تنهل الشكاوي على مسامعي و كان الشخص الماثل أمامي هو الوحيد في أرجاء الكون الذي يعرف أزمات و نحن نعلم أن الحياة بطبيعتها مليئة بالمشاكل و العراقيل فما القول عندما تكون الشكوى مصطنعة. تجد الأشخاص يشتكون من أداء واجباتهم ووظائفهم و نحن نعلم أن العمل ضرورة الحياة و عبادة فلماذا الشكوى من سعي الإنسان وراء مصدر رزقه، حتى المرأة تشتكي و تتضجر لكونها أما لأطفال و هي مجبرة بتربيتهم و العناية بهم طوال اليوم و كأن أمر الأمومة هذا لم يكن بكامل إرادتها و هدفا من وراء زواجها ،إذن لماذا يشتكي الناس من أداء مسئولياتهم في الحياة ، من الامتثال لمساطر قانونية محددة أومن احترام حقوق الغير. لماذا يعشق الناس دوما لعب دور الضحية إذا ما تعلق الأمر بواجبات أساسية و بديهية و الجلاد في هاته الحالة وهمي و من وحي خيالهم .
الأمر يصبح مضحكا عندما تجد أن هؤلاء الفئات بالضبط هم من المدمنين على الدراما التركية و إذا ما حاورتهم عن سر إقبالهم يجبون انه الشوق الدائم لقصص رقيقة تحمل معها سموا أخلاقيا وقيما حميدة من زمن الحب وكأن للحب زمن و مكان و موطن محدد ، و لسنا نحن الأشخاص برماتنا المسئولون عن تواجده أو انعدامه .
لماذا يعزف هؤلاء الناس عن الصدق و يمقتون الشفافية إلى هذا الحد ؟ لماذا هذا التلوث الروحي الذي صار يداهم هيكل المجتمع و ما من وسيلة للحد من مخاطره ؟