أسوق هذه المقدمة لموضوع متشعب ومترابط بكم من المحبطات التي تعيشها المرأة الأديبة، وما قد تتعرض له لاحقاً نتيجة للمتغيرات التي بدأت تلوح بالأفق وهبطت على أرض الواقع في بعض الدول العربية، ونحن نعيش " الربيع العربي " والذي أخشى أن يكون ربيعاً للبعض وخريفاً يسقط ورقة المرأة من حساباته .
يحصل هذا الأمر أو هذه الازدواجية في عصر الانفتاح الذي نعيشه، وفي زمن تتعالى فيه الأصوات لمناهضة سلب المرأة حقوقها وكثرة المنظمات والجهات التي تدعم حق المرأة في أن تكون سيدة قرارها، وتعبر عن حقها في العيش وفق قواعد لا تظلمها ولا تدفعها لظُلم غيرها.
هذه التساؤلات لم تقفز بشكل مفاجئ؛ وإنما ثمة إشارات انطلقت من بعض من صعدوا توحي بأن القادم لا يبشر بسير إلى الأمام، بقدر ما ينذر بعودة قسرية بخطوات إلى الخلف، لا أظن بأن أحداً منا لم يلفت نظره تلك المرشحة، التي نشرت صورة زوجها على المنشورات الخاصة بانتخابها لعضوية مجلس الشعب في إحدى الدول العربية! هل سننتظر لنشاهد هذه الصورة تتكرر في المحافل الأدبية ؟؟ هل سنشهد – مثلاً - حفل توقيع كتاب لكاتبة وتكون الدعوة " حفل توقيع كتاب حرم فلان الفلاني " ؟
هل سنشهد تواطؤ خفي بين مجمل العادات والتقاليد التي تدين المرأة و" مثقفين مزدوجي النظرة " وتيارات تسعى لتكتسح الساحات العربية باسم الديمقراطية ؟ ... إن حصل هذا التناغم بين هذا الثالوث سنقرأ على حقوق المرأة السلام، وبدل أن نطالب بأن تأخذ حقها في التعبير والحياة مثلما أخذت نساء من قديم العهد حقوقهن في التعبير مثل " ليلى الأخيلية " و " ولادة بنت المستكفي" ووو الكثير غيرهن من المبدعات على مر العصور، سنشهد ردة صوب الصمت، وسيتم تفعيل كل الموانع المشروعة وغير المشروعة للوقوف بوجه المرأة ووأد أي محاولة للتقدم صوب مكتسبات منتظرة كنا نسعى لها لتمكين المرأة عقلياً وفكرياً؛ لتعرف حقوقها التي نص عليها الشرع وضمنها لها القانون.