في حسبة بسيطة جداً ووفق أحدث الإحصائيات، ذهبت ما يقارب ثمانية عشر ضحية لما يسمى " قتل الشرف " منذ بداية العام الحالي " 2011 " ومن المرجح أن يزيد العدد وفق عملية النسبة والتناسب التي تجري بها هذه الجرائم، تختلف الحالات مثلما تختلف الأمكنة التي تحدث فيها الجرائم، فلا هي مرتبطة بمكان بعينه لنحصره ونقول من الممكن معالجة الخلل عن طريق التوعية، ولا بعمر معين للمغدورات لنعمل على دراسة هذا العمر وما يترتب على المرأة فيه من تبعات قد تلجأ إليها لتحافظ على حياتها من بطش ذكور العائلة .
لم ترد كلمة " الشرف " ولا مرة واحدة في القرآن الكريم ولا بأي صورة من الصور، ولم يحدث أن ورد عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ما يشير إلى هذا الأمر حسب علمي، ولم يطبق أي حكم شرعي على المرأة في عهد النبوة ويستثنى الذكر تحت أي ذريعة كانت، فقد كانت الحدود تطبق حسب الجرم بغض النظر عن الجنس سواء أكان ذكر أم أنثى .
أعرف تماماً أن الكتابة عن هذا الموضوع قد استنزفت الكثير من الحبر، مثلما أعرف تماماً أن هذا الحبر ذهب هباءً ولم يجد من يعطيه حقه من التنفيذ الفعلي لكثرة الشكوى من تكرار هذه الجرائم وتكرار حدوثها بنفس الوتيرة تقريباً، وأن المتغير الوحيد فيها هو نوع السلاح المستخدم في القتل، فالبعض يلجأ للطلقات النارية، والبعض ما زال يحافظ على استخدام السلاح الأبيض ليروي عطشه من منظر دم الضحية وهو يسال على الأرض، والإجماع الوحيد بين هذا وذاك هو تعذيب الضحية قبل الإجهاز عليها وكأنها مجرمة اغتصبت حقوقه وحان وقت الانتقام منها .
لن أطيل فقط سأعود مرة أخرى للآية الكريمة وأبحث معكم عن " الثمانية عشر " ذكر الذين من المفترض أن يكونوا شركاء الفعلة وأسأل عن عقابهم وهل أقيم عليهم "الحد غير الشرعي " أم أننا نعاقب الإناث من منطلق بيولوجي ويلوذ الذكر بحصانة بيولوجية تحميه من إقامة حدود بشرية لا علاقة لها بالدين ولا بالشرف من الأصل ؟