تحقيق: حسين أبو السباع - الرياض - وكالة أخبار المرأة
رفعت النساء شعار «آخذ حقي بيدي» في العرس الذي كاد يتحول إلى مأتم، حين انقلب إلى حلبة مصارعة نسائية في محافظة القطيف بالسعودية؛ بسبب رغبة العروس في إدخال العريس إلى داخل القاعة، واعترضت أمها على دخوله؛ حتى لا يشاهد الحاضرات في الصالة، ليتدخل أهل العريس، وسرعان ما قام الطرفان بالملاسنة التي حوَّلت الصالة إلى حلبة عراك بين الطرفين، وكاد الفرح أن يتحول إلى مأساة نسائية، لولا تدخل العقلاء لفض الاشتباكات، لكن العروس ذهبت إلى بيت زوجها في اليوم التالي للعرس.
وعن الموقف الذي اضطرت فيه إلى رفع شعار «آخذ حقي بيدي»، ترويه قائلة:« كنت وأختي الصغيرة في سوبر ماركت نشتري بعض الأغراض، وكانت أختي الصغيرة التي تدرس في الصف الثالث المتوسط بمدرسة في الرياض على خلاف مع زميلتها في المدرسة، وما أن دخلنا السوبر ماركت حتى تحرشت بنا زميلة أختي، وأخذت تسبنا أمام الناس بصورة استفزتني جدًا، والغريب أنّ أمها كانت معها، وانضمت هي الأخرى لعاصفة السباب الموجهة ضدنا، فما كان مني إلا أن رفعت شعار «آخذ حقي بيدي»، وضربت الأم وابنتها بعد محاولتي في البداية تهدئة الموقف لكن من دون جدوى، ضربتها هي وأمها التي لم تربِّ ابنتها، وحين تدخل الناس لفض الاشتباك الذي خرج من السوبر ماركت إلى الشارع شعرت بأنني مرتاحة جدًا؛ لأني «أخذت حقي وحق أختي بيدي».
وأخرى دموية: موقف آخر للمعارك النسائية ما روته فتاة أخرى «هـ.س» عن تجربتها حين ذهبت إلى محل بيع الذهب في أسواق العويس بالرياض؛ لتستبدل بذهبها ذهبًا يتماشى مع أحدث صيحات الموضة، وحين دخلت المحل أمسكت بها امرأة أخرى، والتفاصيل ترويها قائلة: «ضربتها بكعب «السابو» الذي كان في قدمي وسببت لها جرحًا في رأسها وآخر في حاجبها؛ لأنّ تلك المجنونة ما إن رأتني حتى أمسكت بي، واتهمتني بأني سرقت منها حقيبة مليئة بالمال حسب روايتها، لم أتمالك نفسي، وأخذت حقي منها بيدي، ضربتها، نعم ضربتها، وحين فضت النساء بيننا، تأكدت أني لست المقصودة باتهامها لي، وحين حاولت الاعتذار لي بكل السبل رفضت؛ لأني كنت أخذت حقي بضربي إياها، وجرحي رأسها وحاجبها».
لا للعنف: المواطنة السعودية التي ترشحت للانتخابات الديموقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية فريال مصري تقول: «لا أؤمن بالعنف، وعلى المرأة ألا تستعمل العنف؛ لأنّ العنف يتنافى وأخلاق المسلمين، وكانت أمي وأنا صغيرة تنصحني بعدم توصيل الموقف إلى التشابك بالأيدي، ولا يمكن أن أنسى تلك النصيحة الغالية أبدًا، وأنا أعتبر العنف نوعًا من أنواع الضعف».
لسنا في غابة
شماعة الثورات العربية: ويقول الإعلامي عمر الزبيدي: «العنف ضد طبيعة المرأة، لذلك حين تتعامل المرأة مع القضايا بعنف فهي تكون قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من القهر والتجاهل والتهميش، والعالم العربي أصبح بسبب تخلفه يحاول الأفراد فيه تقليد المؤسسات من حيث التعالي والفوقية في قهر بعضهم بعضًا، خصوصًا الرجال والنساء». ويؤكد الزبيدي أنّ في السعودية كثيرًا ممن يخافون أن يتعاركوا أو حتى يعبروا عن ألمهم من النساء.