ولدلك كنت في تدوينة في الفضاء الأزرق قد وعدت نفسي أولا واحدى المتضررات من الذكورية المؤسساتية التي تنخر الابداع الفني بالمغرب ،ان نناقش بهدوء واقعنا الفني وقدرتنا على التعايش والانفتاح فيما بيننا بشكل يضمن تعدد الابداع وتنوعه وترية الأجيال القادمة على الفن ورسالته الكبرى ف الحضارة وممواجهة تشيء الانسان وجعله بلا روح وإخراجه من النسق المبدع الى المستلب فكريا وحضاريا.
ان الذكورية الفنية لاتؤمن بالفن النسائي فيصبح جملة ماتضعه الفنانة المغربية من ابداع سواء كان رسما اونحتا اوتعبيرا او موسيقى او أي ابداع تحت حكم من يقدر او لايقدر انتاجها وتشيء الفن النسائي هو جعلها مجرد ديكور يؤثت المشهد في منتصف العمر الفني لها ،ولذلك تغدو العديد من الرموز تحت طي النسيان اما لسيطرة جهة ما على السوق الفنية بالمغرب او ان هناك خلل بنيوي تتحمله هاته المؤسسات ،فحينما نشاهد سلسلة فنية تغيب عنها أسماء وازنة اما لتقدمها في السن او بسبب موقف ما ويتم ابعادها بتقديم انتاجات فنية او اصطناعية تقدم على انها ابداع ،فاعلم ان المشكل اعمق بكثير مما تتصور .
ماجدة بن كيران نضال وابداع
مجيدة بنكيران فنانة عاشقة للفن بامتياز كما أنها مولعة بالكلمة والكتابة, وتحاول أن تعطي كل جانب حقه, فعندما تمثل تنسى أنها كاتبة وعندما تكتب تنسى أنها ممثلة.
تقول الفنانة ماجدة بن كيران في إحدى اللقاءات : “الفنان أو المبدع بشكل عام, عندما يحقق ذاته من خلال تجربة معينة في ميدان ما, فإنه يصبح في موقع يؤهله لانتقاء أعماله”, وهذا ما يحدث معها الآن, إذ أصبحت تحرص على اسمها بشكل أكبر, انطلاقا من فكرة الكيف قبل الكم, موضحة أنها تفضل أن تقدم عملا جيدا في السنة عوض أن تظهر باستمرار بأعمال لا تلقى تجاوبا مع الجمهور..
مثل هاته الأسماء الهادئة والوازنة تغيب من طرف المؤسسات الذكورية التي تقتات على الفن البائس الدي لا يقدم شيئا سوى تفاهة استعراضية لأجسام ولأدوات لانعرف من أين تخرج .
فمثل الأستاذة مجيدة بن كيران كثيرات تعرضن للاقصاء بدون مبرر ،سوى ان هناك غطرسة ذكورية على المشهد ،كما ان التعامل مع المرأة حسب تطورها من شابة الى امرأة ناضجة الى ان تبح متقدمة في السن وهي تحيى في الفن ومؤسساته ،لكن ما يلاحظ ان العددي من الفنانات بمجرد ان يقدمن عرضا واحدا اوبعض العروض تختفي بصمتهن في سباق غريب تقتات الذكورية منه بشتى أنواع الاستغلال ودون ان تفكر في مصيرهن.
فالعمل الفني الدرامي الدي تغيب فيه الجدة والمرأة سواء كانت اما او خالة او عمة في القصة او السيناريو تحت ضغط المنتج اعلم ان ماتقدمه للمشاهد لايؤثر ولايشد الانتباه، ولذلك العديد من المخرجات اللواتي تركن بصمة في اخراج بحبكة فنية راقية مثل فريدة ليزيد او حتى دور فاطمة وشاي في العديد من الأدوار التي شخصت الجدة والام الكبيرة الحكيمة تشكل بحفاوة وغزارة العاطفة في الدراما المغربية قوة تجعلها تشكل طاقة خلاقة في الفن المغربي .
فاطمة وشاي، حينما يصبح الابداع حياة
تحرص فاطمة على ضم مكونات أسرتها إلى هاجس الفن الذي يسكنها، فزوجها كاتب لكثير من أعمالها، كما أن أبناءها الستة عاشوا معها تجربة الفن، حيث إن فهد الذي يعمل في مجال التجارة عاشق للفن ومتتبع لأعمال والدته، وهو متزوج وأب لأول حفيدة تدعى نعمة، وسبق أن شارك في سلسلة «لاباس والو باس». أما مراد، وهو تقني في المعلوميات، فظل يساعد والدته في كثير من أعمالها، بينما شاركت منال في عدد من حلقات برنامج «مداولة». أما المهدي، المتخصص في نجارة الألمنيوم، فلم يتردد في تقديم تصوراته حول ديكور أكثر من مسرحية. فيما شاركت «مسار» في تشخيص فيلم «المارقون» مع المخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور، و«الغرفة السوداء»، كما شاركت الصغيرة مريم في بعض حلقات برنامج «مداولة».
انطلاقتها الفنية كانت من خشبة المسرح، و تألقت في أعمال فنية متميزة. انتقلت بعدها إلى التلفزيون، حيث تركت بصمتها في عدة مسلسلات (سرب الحمام، ودواير الزمان، والمصابون، ووجع التراب).
النسوية والفن الذكوري
قبل بداية الحركة النسوية، لم يُسمح للفنانات بالمشاركة في العروض الفنية الكبرى التي كانت حكرا على الرجال، لذا تطلعت الفنانات النسويات إلى خلق أماكن عرض بديلة وخامات جديدة غير الوسائط التقليدية (النحت والتصوير) التي تحمل تاريخا كبيرا من الهيمنة الذكورية، وظهرت فنون جديدة مثل فنون الفيديو أرت والأعمال التركيبية والكولاج والوسائط المتعددة بكثرة في الفن النسوي، وهنا نظرة على أهم الفنانات النسويات الرائدات والمعاصرات.
ان الفن النسوي ليس أسلوبًا، ولا حركة فنية، لكنه نظام قيم وأسلوب حياة. وكما تقول الناقدة النسوية، غريسيلدا بولوك، فإن "النسوية مشروع تاريخي، وبالتالي هو في حد ذاته يتعلق بنضال النساء"، ومع تطور معنى النسوية في القرن الواحد والعشرين، نجد أن الفن النسوي يشمل العديد من القضايا ووجهات النظر المعقدة، وبالتالي لا يمكن اختزاله في موضوع، أو أسلوب معين، أو اتجاه واحد.
نعيمة زيطان: الجرأة فقط هي السبيل إلى دعم المرأة
أن فرقة «الأكواريوم» تهدف منذ تأسيسها إلى مناصرة قضايا المرأة، وتحاول رفع شعارات المساواة مع الرجل ورفض كل أشكال التمييز ضد المرأة ودعم مشاركتها في الحياة السياسية، وتهدف كذلك إلى تأكيد أن جسد المرأة ملكية خاصة لها، لا يجب أن يكون وسيلة لإذلالها أو الانتقاص من حقوقها.
ورغم ان الجرأة في وقت من الأوقات قد تصبح شكل من اشكال الذكورية التي تعنف المدركات الجمعية التي لاذنب لها في قيم سائدة جعلت الحداثة السائلة هي التي تؤسس لمعالم جديدة بعيدة عن المعقول والمألوف قريبة الى المجهول والمسكوت عنه .