الزوج الذي...

فتحية الراوي - المغرب

الزواج مرحلة مصيرية في حياة أي امرأة فهي إما أن تعيش سبعة أيام مشمش تأتي بعدها سنوات البصل نجانا الله و نجاكم من هذه الفئة صاحبات الحظ العاثر و أحيانا الحالمات فهناك من تتعرف على رجل فيه كل العيوب سكير و عصبي و كل ما طاب لكم من العيوب فتقبل به معللة تصرفها بأنها قادرة على تغيير سلوكه إلى الأفضل و تجدها تقول بحماس "لقد وعدني أنه سيقلع عن الخمر فهو يحبني "يا سيدتي الحالمة اعلمي أن الله عز و جل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا هم ما بأنفسهم ،فبالأحرى أن تغيري أنت "المرأة" مافي "الرجل" من عيوب ،و في هذه الحالة يتحول من "عريس "إلى "هريس" و هي كلمة تنحدر من فعل "هرّس" بمعنى كسر ،حيث ما إن تلعب الخمر بعقله حتى يكسر كل ما طالته يده بما في ذلك عظام زوجته ، و هناك فئة أخرى تتعرف على رجل فيه كل المحاسن حتى تظنه ملاك يسير فوق الأرض لكن ما يلبث أن يتعفرت عليها بعد الزواج ليبين لها أن الملائكة لا تعيش في الأرض وهناك فئة أخرى من النساء تعيش حالة من الوسطية و الاعتدال تتعرف على رجل تعيش معه أيام هناء و شقاء إذ تشرق شمس السعادة على حياتهما لتغيب لكن ما تلبث أن تعود لتشرق من جديد

ورغم هذا و ذاك فإنه لا وجود للرجل المثالي أو حتى زواج مثالي ، إذ المرأة عندما تختار زوجها فكمن يشتري صندوق فواكه يمكن أن يكون ظاهرها طازجا و جميلا وما إن تكتشف ذواخله حتى تجده فاسدا و العكس صحيح .

وسعيا منا أن يكون رصدنا لهذه الظاهرة موضوعيا فلا يجب أن يرمي بلائمة في كل مرة على الرجل و المرأة ، فالمجتمع و رواسبه من تقاليد وعادات، تدفع كثيرا من الزيجات دفعا نحو الهاوية ، إذ أن مجتمعنا لا يرحم المرأة التي لا تجيد الطهي ،فهي بذلك لن تتمكن من الفوز بقلب زوجها فحسب النظرية العربية العجيبة في الطب فقد توصلت إلى أن قلب الرجل في معدته ، فعكس ما يسمع عادة أن القلب يتغذى بالمشاعر فقط فإن القلب العربي يفطر و يتغذى و يتعشى بكل كل ما لذ و طاب من المشروبات و المأكولات.و بالتالي صارت مسألة مهارة الطبخ أساسية و مصيرية بالنسبة للمرأة العربية لكي تفوز بقلب زوجها المعدي .

إضافة لهذا فإن العقم بالنسبة للمرأة العربية هو عيب يقضي على صلاحيتها كامرأة، فمؤسسة الزواج تهدف في جوهرها إلى إنجاب الأطفال و بالتالي تكثير النسل و كما يقال في المثل الشعبي المغربي "المرأة بلا أولاد كالخيمة بلا أوتاد ،فتصير المرأة العاقر إنسانة ناقصة في عين المجتمع ، وقد يضع حدا في كثير من الأحيان للعلاقة الزوجية و هكذا يصير لدى الزوج عذرا وجيها حسب أعراف المجتمع لترك زوجته في المقابل لا يسمح للمرأة بترك زوجها العقيم فتوصف بقلة الأصل وفي كثير من الأحيان تذهب الاتهامات أبعد من ذلك لتمس شرف المرأة ، و هكذا يحل للرجال ما يحرم على بنات جنسهم من النساء ،فيحصر بذلك مجتمعنا و للأسف علاقة الرجل بالمرأة في البطن و ما تحته و الأمر أبعد من ذلك بكثير.

فالزواج في حقيقة الأمر علاقة إنسانية حضارية ، أساسها الإحساس بالآخر في إطار من الشراكة و الصداقة و التفاهم ، و الحوار، والألفة، و الحنان، و الاحترام المتبادل... و هذه الحقيقة لا يدركها إلا الزوج الذي .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-