دبي - وكالة أخبار المرأة
الدراسات النفسية والتحليلات التي أجرتها الجهات المعنية بالمرور في دبي توضح أن التزام المرأة على الطريق ناتج عن شعورها بالخوف من عواقب القيادة العدوانية، لكن في المقابل يختلف الوضع كليا مع المرأة التي تتمتع بقدر من الجرأة إذ أنها لا تقل تهورا عن الرجل وتستطيع أن تميزها من مجرد رؤية المركبة التي تقودها، فإذا كانت من السيارات السريعة أو الرباعية الدفع التي تستخدم في رحلات السفاري من الأفضل أن تحذر هذه المرأة على الطريق لأنها عادة لا تهاب شيئا ولا تتورع عن تحدي الرجل.
وترفض نساء التقتهن «لها» في هذا التحقيق النظرة الدونية التي يلاقينها من الرجال على الطريق باعتبارهن أقل خبرة وكفاءة، ويوضحن العوامل المؤثرة في قيادة المرأة السائقة. كما نعرض أرقاما وإحصاءات مهمة تحدد نسب تهور المرأة مقارنة بالرجل مدعومة برأي أحد أهم خبراء المرور والطرق اللواء المهندس محمد سيف الزفين مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي.
حوادث النساء
وبلغ إجمالي الحوادث التي ارتكبتها نساء في دبي خلال العام الماضي 141 حادثا بنسبة 10.14% من إجمالي الحوادث متسببات بوفاة 7 أشخاص وإصابة 221 بإصابات متفاوتة تباينت بين 15 إصابة بليغة و53 متوسطة و46 إصابة متوسطة، مقابل 1239 حادثا ارتكبها رجال عام 2010 بنسبة 89.07% من إجمالي الحوادث وتسببوا بوفاة 144 شخصا وإصابة 1867 بإصابات متفاوتة تباينت بين 158 إصابة بليغة و506 إصابة متوسطة و1059 بسيطة.
وقال الزفين إن هناك ملاحظات على قيادة بعض النساء في الآونة الأخيرة بعدما تعرض بنفسه لبعض التجارب مع سائقات متهورات، لافتا إلى أن شابات ما بين 18 و25 عاماً يقدن أحياناً بسرعـة ويرتكبن مخالفـات خطرة مثل كسر الإشارة الحمراء أو تجاوز السرعات المقررة، وعادة ما يتسببن بحوادث سير، معتبراً أن هذه الفئة تمثل استثناءً بين النساء اللواتي يقدن السيارات.
وأوضح أن أسباب تهور بعض النساء في القيادة تختلف إلى حد ما عن الأسباب التي تقود الرجل إلى ذلك،، لأن الأخير، خصوصا من فئة الشباب، يميل غالبا إلى المغامرة والاستعراض فيما أن من ابرز أسباب تهور المرأة تحمّلها الدور الرئيسي في المنزل من حيث تولي مسؤولية استقبال أو إعادة الأطفال من المدرسة وإعداد الطعام قبل عودة الزوج من عمله، مما يجعلها تحاول العودة سريعاً إلى المنزل،. وأكد أن الظروف العائلية الخاصة لا يمكن اعتبارها مبرراً للتهور أو تعريض حياة الآخرين للخطر، وأن القيادة الآمنة أسرع في الوصول من القيادة العدوانية التي غالباً ما تؤدي إلى وقوع حوادث أو على الأقل توقيف الشخص نفسه وتحرير مخالفة له.
وأفاد أنه رصد بنفسه حالات استثنائية لسائقات لسن أقل تهورا من الرجال في القيادة مثل شابة كانت تقود سيارتها على شارع الاتحاد في دبي، ولاحظ أنها تتجاوز بطريقة خطرة للغاية وحين حاول تتبعها وإيقافها انحرفت بطريقة خطرة أمام سيارته، مشيراً إلى أنها تعاملت باستهتار بالغ، بداية من استخدام سيارة منتهية الترخيص والتأمين، إلى إثارتها الذعر على الطريق من خلال انتهاك قوانين السير وارتكاب مخالفات خطرة، مثل عدم الالتزام بخط السير الإلزامي والتجاوز بطريقة خطرة، فضلاً عن القيادة بسرعة زائدة على المسموح بها على الطريق.
وأشار إلى ان بعض النساء يثرن مبررات غريبة لارتكاب مخالفات أو القيادة بطريقة خطرة، مثل شابة كانت تسير بسرعة كبيرة للغاية وبطريقة متهورة وتجاوزت من على كتف الطريق «يمين الخط الأصفر»، وحين أوقفت قالت أنها كانت متعجلة لأنها في طريقها إلى حفلة وتحمل التورتة التي ستقدم هناك. وشدد على أن القانون لا يفرق في التعامل بين النساء والرجال في حالات التهور، لأن الهدف الأساسي هو ضبط أمن الطريق وحماية مستخدميه، موضحاً أنه تم حجز مركبتها لمدة شهرين.
وتذكر الزفين أن هناك نساء تصدرن أحيانا قوائم المخالفين مثل امرأة إماراتية في العقد الثالث من عمرها سجل عليها مخالفات قيمتها 146 ألف درهم ارتكبتها على مدار عام ونصف ولم تكن تدقق في سجلها المروري مما أدى إلى تراكم المخالفات عليها.