الولاء والإنتماء سلاح العلاقات العامة فى إدارة الصراع

الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر أعزائى القراء أعود إليكم من جديد فى موضوع شيق ويعتبر الحديث فيه ملحا هذه الساعة وذلك لطبيعة التحديات التى تتصف بها هذه المرحلة . تعتبر أجهزة العلاقات العامة المسئول الأول عن الخطط الاتصالية والجهود المبذولة من أجل تحسين الصورة الذهنية وزراعة الثقة بين القيادة وشرائح الجماهير النوعية خاصة فى فترات الصراع والحروب الباردة التى تستهدف تماسك الجبهات الداخلية للدول والمؤسسات وتعتبر إدارة الولاء والإنتماء أهم أسلحتها وأقواها لتحقيق هذا الهدف وذلك يرجع فى المقام الأول إلى تلك الحالة التى تحدث للجماهير النوعية عندما يتم تعزيز قيم الولاء والإنتماء لديها فتجد منها أنشطة مميزة وغير مسبوقة ومخلصة وذاتية فى دعم قيادتها السياسية وتماسك الجبهة الداخلية فيما بين شرائحها المختلفة .  وانطلاقا من كونى أحد خبراء العلاقات العامة المعنيين بالرأى العام والمشاركين فى بناء رأى عام وطنى واعى قادر إن شاء الله على تخطى الصعاب التى تفرضها المرحلة وفق مشروع وطنى تشرفت بأن أكون أحد كوادره فيما يخص تحسين الصورة الذهنية وتعزيز قيم الولاء والإنتماء رأيت من الأهمية بمكان أن أتحدث بشئ من التفصيل عن أهمية برامج الولاء والإنتماء فى إدارة الصراع وقدرتها الفائقة على تحصين الشرائح النوعية المستهدفة ضد أى هجمات موجهة من حروب الجيل الرابع والخامس أو ما يوصف بالحرب الباردة .  لا يخفى على المتابع للمشهد الإقليمى ما يطفو على سطحه من توترات مقصودة وموجهة للنيل من ثبات واستقرار وطننا الحبيب وحتى ندرك خطورة ما يجرى سأشرح بشئ من التفصيل مراحل إدارة الصراع وأهمية برامج الولاء والإنتماء التى ترعاها أجهزة العلاقات العامة وكل الأجهزة المعنية بالرأى العام والإستعلامات لمواجهة هذا الصراع .  تأملت التكوين البنائى لكلمة "صراع " ووجدت بها أمرا عجيبا حيث أن الحروف التى تبنى كلمة "صراع" هى الحروف الأولى من كل مرحلة من مراحل إدارة الصراع . لعلك اندهشت ولكنها الحقيقة التى ما إن تبلورت حتى بادرت فى وضعها فى بحث تحليلى حتى نستطيع أن نعرف بعمق خطورة الصراع وما يؤول إليه فى حال كنا بمعزل عن الولاء والإنتماء .  وتعالوا بنا نغوص فى أعماق كلمة "صراع" وحروفها الأربعة التى تخفى فى طياتها حقائق خطيرة حان الوقت لمعرفتها . الحرف الأول فى كلمة "صراع" وهو حرف "ص" ويرمز إلى كلمة "صدمة " : مرحلة الصدمة ، نعم الصدمة والتى تنتج من المفاجأة بسبب حدوث ما لم يكن فى الحسبان وسبب ذلك هو القصور المعلوماتى ،إذ أن المعلومات كلما كانت كافية ومتاحة وسريعة وسليمة كلما كانت حدة الصدمة قليلة والعكس بالعكس ، ولا يخفى على المتابع أن نصف الجولة يكون للمباغت ولعنصر المفاجأة، نعم نصف المعركة يملك نصابها المباغت ، وإذا تأملت وعيد الله لعباده عندما تحدث عن عظم أمر الساعة قال لفظ "بغتة" وذلك فى إجابة من يسأل عن وقتها ، ومن هنا يتبين لنا أنه كلما كان الأمر مفاجئ كلما كان وقعه أعظم ، وكلما كان متوقع ومحتملا كلما كان وقعه أضعف ، والقصور المعلوماتى أحد أهم أسبابه هو عدم تداول المعلومات بين القنوات المعنية من أجهزة العلاقات العامة والرأى العام والتوجيه المعنوى. الحرف الثانى فى كلمة "صراع" وهو حرف "ر" وهو يشير إلى كلمة "رجفة" : وهى المرحلة الثانية من مراحل الصراع وهى مرحلة الرجفة ، والرجفة تعنى الزلزلة التى تصيب البناء الهرمى للكيان المستهدف بمراحل الصراع البارد ،ففى الوقت الذى تحدث فيه الصدمة بسبب عنصر المفاجأة تكون هناك مرحلة أخرى تستهدف القاعدة العريضة من الجماهير المستهدفة وهذه المرحلة تعتمد على تقويض الثقة فى ثلاثة عناصر أساسية وهى الثقة فى النفس والثقة فى الأفراد والثقة فى المؤسسات ، ولذلك عندما تحدث الصدمة فإنها تكون شديدة الوطئ إذا لم يكن البناء الهيكلى للقاعدة الجماهيرية قويا بما يكفى لكى يتحمل وطأة الصدمة ، وفى حالة الصدمة نكون بين أمرين ، الأول حدوث الرجفة والزلزلة إذا لم يكن البناء الجماهيرى قويا متماسكا لا يسمح بأى ثغرات ، أو نكون أمام ما يسمى ب رباطة الجأش وهى تعنى هدوء النفس والاستقرار النفسى للقاعدة الجماهيرية ، ورباطة الجأش هذه هى الثمرة الرئيسية لصناعة الثقة بين القيادة والقاعدة الجماهيرية عن طريق أجهزة الرأى العام والعلاقات العامة والاستعلامات من خلال برامج الولاء والإنتماء والتى يتلخص دورها الأساسى فى زراعة الثقة بين القيادة والجماهير وإزالة أى غموض من شأنه أن يصيب صفو العلاقة والثقة المتبادلة بين القيادة وشرائح الجماهير النوعية .  ومن هنا يتبين لنا أهمية لقاءات التواصل على مختلف توجهاتها التى يعقدها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى بين الحين والحين ، تارة مع الشباب ، وتارة مع الأحزاب ، وهل الحوار الوطنى إلا أحد نماذج هذه اللقاءات التى تجعل البناء الداخلى للشعب متماسكا بشكل يجعل الوطن فى مأمن إن شاء الله من أى هجمات تستهدف ثقته فى أفراده أو فى رموزه أو فى مؤسساته . الحرف الثالث من كلمة "صراع" وهو حرف "ا" وهو يشير إلى كلمة "استئصال ": وهى المرحلة الثالثة من مراحل إدارة الصراع والتى تأتى كمرحلة حتمية إذا نجحت الصدمة والرجفة طبقا للخطة الموضوعة ولم تكن أجهزة العلاقات العامة والرأى العام تتابع عن كثب مجريات الأحداث وتطورات الوضع وتحكم السيطرة من خلال سلاح الولاء والإنتماء ، فعندها يتم استئصال كل رموز القوة والتى كانت سببا فى التفاف القاعدة الجماهيرية حول مائدة الولاء والإنتماء الوطنى وتماسك الجبهة الداخلية للجماهير . واذا نجح العدو فى إدارة المرحلة الثالثة للصراع وهى مرحلة الإستئصال يصبح المشهد السياسى ملئ بالضبابية وهو ما يهدف إليه من يدير الحروب النفسية تجاه تماسك الجبهات الداخلية للأوطان وحينها يصبح المشهد مهيئا للمرحلة الأخيرة "عقر" . الحرف الرابع من كلمة "صراع" وهو حرف "ع" ويشير إلى كلمة "عقر" : والعقر وهى المرحلة الأخيرة من مراحل الصراع والعقر هو القضاء على الأصل وفيها يحدث ضرب سويداء النسيج الوطنى من خلال تشويه الرموز حتى تختل المرجعية وتفقد الجماهير بوصلتها الوطنية وينتشر التشكيك وأعتقد أننا لمسنا جميعا ما حدث من استهداف الدول العربية من خلال الحروب الباردة المسمومة المسماة بالربيع العربى والذى ما زالت شعوبنا العربية حتى الان تنزف من آثاره ولم يلتئم نسيج كثير منها بسبب عدم قدرة أجهزة العلاقات العامة والأجهزة المعلوماتية المعنية على إنتاج المصل المضاد لمواجهة هذه الهجمة النفسية الشرسة من حروب الجيل الرابع .  ومما لا شك فيه أن لبرامج الولاء والإنتماء قدرة فائقة إذا ما تم إدارتها واستثمارها بشكل فعال للتصدى لهذه الحرب الباردة . وتتلخص هذه القدرة الفائقة فى أربعة أدوات أساسية تمدنا بها برامج الولاء والإنتماء وهى نجدها أيضا مجموعة فى كلمة صراع ، نعم نفس الكلمة التى احتوت على مراحل الصراع الأربعة هى هى تحوى نفس الأدوات اللازمة لإدارة هذا الصراع .  الأداة الأولى وتبدأ بحرف "ص " ويشير إلى صمود وهو أهم أداة نجنيها من برامج الولاء والإنتماء حيث أن الولاء والإنتماء قائم على تحسين الصورة الذهنية مع الجماهير واستمرار العلاقة بشكل ينعكس إيجابا على قوتها وعمقها وهذا من خلال التواصل المباشر الذى يتم كأحد أقوى أدوات إدارة الولاء والإنتماء والذى يترتب عليه صراحة المناقشات أثناء لقاءات التواصل المباشر المختلفة ويترتب على هذه الصراحة صلابة البناء وصموده وصلة قوية بين شرائح الجماهير النوعية . الأداة الثانية وتبدأ بحرف "ر" ويشير إلى رباطة الجأش وهى الإستقرار النفسى الذى نجنيه من الصراحة والشفافية بين القيادة والجماهير والهدوء النفسى هو أحد مخرجات برامج إدارة الولاء والإنتماء والثمرة الأساسية لزراعة الثقة . الأداة الثالثة وتبدأ بحرف "ا" ويشير إلى كلمة "اتحاد" وهى النتيجة الطبيعية التى نحصل عليها من الصورة الذهنية القوية التى ترعاها إدارة الولاء والإنتماء فالصراحة ورباطة الجأش لا يمكن أن ينتج عنها سوى اتحاد قوى بين عناصر النسيج الشعبى ليصطف خلف قيادته فى مواجهة أى انحراف مسموم . الأداة الرابعة وتبدأ بحرف "ع" ويشير إلى كلمة "عزم" وتعنى الجد والاجتهاد وتوطين النفس فى عدم الحيود عن الهدف الأسمى فى الدفاع عن الوطن حتى أخر نفس وهذه هى المرحلة الأخيرة التى ما إن تظهر بعد تنفيذ برامج الولاء والإنتماء بشكل فعال عميق يصل إلى سويداء قلب شرائح الجماهير النوعية ، وهى أحد صور العقد النفسى الذى يتم الالتزام به من قبل الجماهير تجاه قيادتها عندما يتم مشاركتها الحوار واطلاعها على منحنيات الطريق . وأخرا وليس بأخر إدارة الولاء والإنتماء ستظل الذراع الطولى لأجهزة العلاقات العامة فى تشكيل رأى عام واعى يحمل على عاتقه هم الدفاع عن الأوطان .

الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر

أعزائى القراء أعود إليكم من جديد فى موضوع شيق ويعتبر الحديث فيه ملحا هذه الساعة وذلك لطبيعة التحديات التى تتصف بها هذه المرحلة .

تعتبر أجهزة العلاقات العامة المسئول الأول عن الخطط الاتصالية والجهود المبذولة من أجل تحسين الصورة الذهنية وزراعة الثقة بين القيادة وشرائح الجماهير النوعية خاصة فى فترات الصراع والحروب الباردة التى تستهدف تماسك الجبهات الداخلية للدول والمؤسسات وتعتبر إدارة الولاء والإنتماء أهم أسلحتها وأقواها لتحقيق هذا الهدف وذلك يرجع فى المقام الأول إلى تلك الحالة التى تحدث للجماهير النوعية عندما يتم تعزيز قيم الولاء والإنتماء لديها فتجد منها أنشطة مميزة وغير مسبوقة ومخلصة وذاتية فى دعم قيادتها السياسية وتماسك الجبهة الداخلية فيما بين شرائحها المختلفة .

وانطلاقا من كونى أحد خبراء العلاقات العامة المعنيين بالرأى العام والمشاركين فى بناء رأى عام وطنى واعى قادر إن شاء الله على تخطى الصعاب التى تفرضها المرحلة وفق مشروع وطنى تشرفت بأن أكون أحد كوادره فيما يخص تحسين الصورة الذهنية وتعزيز قيم الولاء والإنتماء رأيت من الأهمية بمكان أن أتحدث بشئ من التفصيل عن أهمية برامج الولاء والإنتماء فى إدارة الصراع وقدرتها الفائقة على تحصين الشرائح النوعية المستهدفة ضد أى هجمات موجهة من حروب الجيل الرابع والخامس أو ما يوصف بالحرب الباردة .

لا يخفى على المتابع للمشهد الإقليمى ما يطفو على سطحه من توترات مقصودة وموجهة للنيل من ثبات واستقرار وطننا الحبيب وحتى ندرك خطورة ما يجرى سأشرح بشئ من التفصيل مراحل إدارة الصراع وأهمية برامج الولاء والإنتماء التى ترعاها أجهزة العلاقات العامة وكل الأجهزة المعنية بالرأى العام والإستعلامات لمواجهة هذا الصراع .

تأملت التكوين البنائى لكلمة "صراع " ووجدت بها أمرا عجيبا حيث أن الحروف التى تبنى كلمة "صراع" هى الحروف الأولى من كل مرحلة من مراحل إدارة الصراع .

لعلك اندهشت ولكنها الحقيقة التى ما إن تبلورت حتى بادرت فى وضعها فى بحث تحليلى حتى نستطيع أن نعرف بعمق خطورة الصراع وما يؤول إليه فى حال كنا بمعزل عن الولاء والإنتماء .

وتعالوا بنا نغوص فى أعماق كلمة "صراع" وحروفها الأربعة التى تخفى فى طياتها حقائق خطيرة حان الوقت لمعرفتها .

الحرف الأول فى كلمة "صراع" وهو حرف "ص" ويرمز إلى كلمة "صدمة " :

مرحلة الصدمة ، نعم الصدمة والتى تنتج من المفاجأة بسبب حدوث ما لم يكن فى الحسبان وسبب ذلك هو القصور المعلوماتى ،إذ أن المعلومات كلما كانت كافية ومتاحة وسريعة وسليمة كلما كانت حدة الصدمة قليلة والعكس بالعكس ، ولا يخفى على المتابع أن نصف الجولة يكون للمباغت ولعنصر المفاجأة، نعم نصف المعركة يملك نصابها المباغت ، وإذا تأملت وعيد الله لعباده عندما تحدث عن عظم أمر الساعة قال لفظ "بغتة" وذلك فى إجابة من يسأل عن وقتها ، ومن هنا يتبين لنا أنه كلما كان الأمر مفاجئ كلما كان وقعه أعظم ، وكلما كان متوقع ومحتملا كلما كان وقعه أضعف ، والقصور المعلوماتى أحد أهم أسبابه هو عدم تداول المعلومات بين القنوات المعنية من أجهزة العلاقات العامة والرأى العام والتوجيه المعنوى.

الحرف الثانى فى كلمة "صراع" وهو حرف "ر" وهو يشير إلى كلمة "رجفة" :

وهى المرحلة الثانية من مراحل الصراع وهى مرحلة الرجفة ، والرجفة تعنى الزلزلة التى تصيب البناء الهرمى للكيان المستهدف بمراحل الصراع البارد ،ففى الوقت الذى تحدث فيه الصدمة بسبب عنصر المفاجأة تكون هناك مرحلة أخرى تستهدف القاعدة العريضة من الجماهير المستهدفة وهذه المرحلة تعتمد على تقويض الثقة فى ثلاثة عناصر أساسية وهى الثقة فى النفس والثقة فى الأفراد والثقة فى المؤسسات ، ولذلك عندما تحدث الصدمة فإنها تكون شديدة الوطئ إذا لم يكن البناء الهيكلى للقاعدة الجماهيرية قويا بما يكفى لكى يتحمل وطأة الصدمة ، وفى حالة الصدمة نكون بين أمرين ، الأول حدوث الرجفة والزلزلة إذا لم يكن البناء الجماهيرى قويا متماسكا لا يسمح بأى ثغرات ، أو نكون أمام ما يسمى ب رباطة الجأش وهى تعنى هدوء النفس والاستقرار النفسى للقاعدة الجماهيرية ، ورباطة الجأش هذه هى الثمرة الرئيسية لصناعة الثقة بين القيادة والقاعدة الجماهيرية عن طريق أجهزة الرأى العام والعلاقات العامة والاستعلامات من خلال برامج الولاء والإنتماء والتى يتلخص دورها الأساسى فى زراعة الثقة بين القيادة والجماهير وإزالة أى غموض من شأنه أن يصيب صفو العلاقة والثقة المتبادلة بين القيادة وشرائح الجماهير النوعية .

ومن هنا يتبين لنا أهمية لقاءات التواصل على مختلف توجهاتها التى يعقدها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى بين الحين والحين ، تارة مع الشباب ، وتارة مع الأحزاب ، وهل الحوار الوطنى إلا أحد نماذج هذه اللقاءات التى تجعل البناء الداخلى للشعب متماسكا بشكل يجعل الوطن فى مأمن إن شاء الله من أى هجمات تستهدف ثقته فى أفراده أو فى رموزه أو فى مؤسساته .

الحرف الثالث من كلمة "صراع" وهو حرف "ا" وهو يشير إلى كلمة "استئصال ":

وهى المرحلة الثالثة من مراحل إدارة الصراع والتى تأتى كمرحلة حتمية إذا نجحت الصدمة والرجفة طبقا للخطة الموضوعة ولم تكن أجهزة العلاقات العامة والرأى العام تتابع عن كثب مجريات الأحداث وتطورات الوضع وتحكم السيطرة من خلال سلاح الولاء والإنتماء ، فعندها يتم استئصال كل رموز القوة والتى كانت سببا فى التفاف القاعدة الجماهيرية حول مائدة الولاء والإنتماء الوطنى وتماسك الجبهة الداخلية للجماهير .
واذا نجح العدو فى إدارة المرحلة الثالثة للصراع وهى مرحلة الإستئصال يصبح المشهد السياسى ملئ بالضبابية وهو ما يهدف إليه من يدير الحروب النفسية تجاه تماسك الجبهات الداخلية للأوطان وحينها يصبح المشهد مهيئا للمرحلة الأخيرة "عقر" .

الحرف الرابع من كلمة "صراع" وهو حرف "ع" ويشير إلى كلمة "عقر" :

والعقر وهى المرحلة الأخيرة من مراحل الصراع والعقر هو القضاء على الأصل وفيها يحدث ضرب سويداء النسيج الوطنى من خلال تشويه الرموز حتى تختل المرجعية وتفقد الجماهير بوصلتها الوطنية وينتشر التشكيك وأعتقد أننا لمسنا جميعا ما حدث من استهداف الدول العربية من خلال الحروب الباردة المسمومة المسماة بالربيع العربى والذى ما زالت شعوبنا العربية حتى الان تنزف من آثاره ولم يلتئم نسيج كثير منها بسبب عدم قدرة أجهزة العلاقات العامة والأجهزة المعلوماتية المعنية على إنتاج المصل المضاد لمواجهة هذه الهجمة النفسية الشرسة من حروب الجيل الرابع .

ومما لا شك فيه أن لبرامج الولاء والإنتماء قدرة فائقة إذا ما تم إدارتها واستثمارها بشكل فعال للتصدى لهذه الحرب الباردة .

وتتلخص هذه القدرة الفائقة فى أربعة أدوات أساسية تمدنا بها برامج الولاء والإنتماء وهى نجدها أيضا مجموعة فى كلمة صراع ، نعم نفس الكلمة التى احتوت على مراحل الصراع الأربعة هى هى تحوى نفس الأدوات اللازمة لإدارة هذا الصراع .

  • الأداة الأولى وتبدأ بحرف "ص " ويشير إلى صمود وهو أهم أداة نجنيها من برامج الولاء والإنتماء حيث أن الولاء والإنتماء قائم على تحسين الصورة الذهنية مع الجماهير واستمرار العلاقة بشكل ينعكس إيجابا على قوتها وعمقها وهذا من خلال التواصل المباشر الذى يتم كأحد أقوى أدوات إدارة الولاء والإنتماء والذى يترتب عليه صراحة المناقشات أثناء لقاءات التواصل المباشر المختلفة ويترتب على هذه الصراحة صلابة البناء وصموده وصلة قوية بين شرائح الجماهير النوعية .
  1. الأداة الثانية وتبدأ بحرف "ر" ويشير إلى رباطة الجأش وهى الإستقرار النفسى الذى نجنيه من الصراحة والشفافية بين القيادة والجماهير والهدوء النفسى هو أحد مخرجات برامج إدارة الولاء والإنتماء والثمرة الأساسية لزراعة الثقة .
  2. الأداة الثالثة وتبدأ بحرف "ا" ويشير إلى كلمة "اتحاد" وهى النتيجة الطبيعية التى نحصل عليها من الصورة الذهنية القوية التى ترعاها إدارة الولاء والإنتماء فالصراحة ورباطة الجأش لا يمكن أن ينتج عنها سوى اتحاد قوى بين عناصر النسيج الشعبى ليصطف خلف قيادته فى مواجهة أى انحراف مسموم .
  3. الأداة الرابعة وتبدأ بحرف "ع" ويشير إلى كلمة "عزم" وتعنى الجد والاجتهاد وتوطين النفس فى عدم الحيود عن الهدف الأسمى فى الدفاع عن الوطن حتى أخر نفس وهذه هى المرحلة الأخيرة التى ما إن تظهر بعد تنفيذ برامج الولاء والإنتماء بشكل فعال عميق يصل إلى سويداء قلب شرائح الجماهير النوعية ، وهى أحد صور العقد النفسى الذى يتم الالتزام به من قبل الجماهير تجاه قيادتها عندما يتم مشاركتها الحوار واطلاعها على منحنيات الطريق .
وأخرا وليس بأخر إدارة الولاء والإنتماء ستظل الذراع الطولى لأجهزة العلاقات العامة فى تشكيل رأى عام واعى يحمل على عاتقه هم الدفاع عن الأوطان .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-