الكاتبة الصحفية: أسماء محمد مصطفى - العراق
تريدين أن تشفي من هذا العدو المسمى بالمرض الشرس، كي تنثري المزيد من الورود على وجه هذا العالم. لديك في حدائق قلبك الكثير منها، تودين أن يكون أمامك وقت كافٍ لإخراجها الى قلب العالم، كي تقللي من مساحات تصحره الروحي.
يظن العدو أنك وردة رقيقة في كل المواسم، يسهل قطفها أو تمزيق بتلاتها أو سحقها أو جعلها لقمة سائغة في فم عاصفة هوجاء. ربما يمنعه غروره من رؤية الوجه الآخر لرّقتك ولطفك وعذوبتك، ذلك الوجه الشرس الذي تواجهين به جبروته، حتى تشفي وتشقيه.. فالورود الرقيقة نفسها التي تنثر عطرها في حياتك وحياة الآخرين ستقاتلين العدو بأشواكها.
لا تريدين أن تنهزمي في هذه الحرب الضروس..
كي لا تبقى ورودك، من بعدك، حبيسة صناديق تُدفَن في سراديب اللاغد، فتجف ويتبخر عطرها في صحارى غيابك.
لا تريدين الاستسلام ...
كي لا تخفت أناشيد الورود في حقول الروح..
كي لا تصمت موسيقاها في أعماق الأمل..
كي لا يفقد العالم المزيد من القناديل الوجدانية والقلوب العطرية.
لا تريدين أن تنجي من الحرب فقط، وإنما هدفك الانتصار.. ثمة فرق بين النجاة والنصر لدى المحاربين الأشداء أمثالكِ.. أنتِ الوردة التي نمت بين الصخور.. أنتِ الوحش ذو المخالب الشوكية في حرب البقاء والوجود..
ارمِ سلاحك وارفع رايتك البيضاء أيها العدو اللدود، أمامك صخرة بروح وردة، ووردة بصلابة صخرة.