كيف يتوافق حاضرنا المادي وماضينا الروحي؟ أخصائية نفسية تجيب..
هناء العنزي: المجتمع السعودي يسعى للتنمية من خلال وعي الفرد
وكالة أخبار المرأة
قالت أخصائية التوجيه والإرشاد النفسي ومدربة تنمية الذات هناء العنزي بأن الحاجة للتعامل مع الذات وإصلاح عيوبها وتطوير نقاط قوّتها أمر لا بدّ منه.. حيث يؤدي ذلك لتنمية البنية التحتية الحقيقية للمجتمع والتي تتمثل في الإنسان نفسه، وأن المملكة قد وصلت اليوم لتطوّر ملحوظ على جميع المجالات تبعاً لرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- فقد كان تركيزه الأول هو المواطن السعودي، وأن هذا هو الاستثمار الحقيقي؛ لأن العمل والتغيير يبدآن من الداخل وليس الخارج، وعندما نبدأ بالتغيير من نواة المجتمع سيكون التغيير جوهري ونوعي، وأن هذا يؤدي بدوره لدعم عجلة التنمية ورؤية المملكة.
وقالت بأن حياتنا الحالية تسير بسرعة "مادية" متزايدة بعد أن كانت بطيئة بعض الشيء وتركز أكثر على الجانب "الروحي" ما أدى لخللٍ في الميزان ما بين الروحانية والمادية، ولهذا فقد أصبحت حاجة المجتمع للتوازن ملحّة وهنا ازدهرت حركة الوعي وتطوير الذات والتنمية في المجتمع السعودي بشكل ملحوظ جداً كانعكاس لذلك، فنحن عندما نتخلى عن المادية ونركز فقط على الروحانية يغرق المجتمع بمعضلات يصعب التشافي منها كالمجاعات والفقر والجهل والجريمة ومن ثمّ دمار الجانب الروحي والاتصال مع الله، بالمقابل عندما نتخلى عن الجانب الروحي والتواصل مع الله نتحول لآلات تعمل بلا روح أو مبادئ أو قيم ومن ثمّ دمار الجانب المادي، وأن التوازن بين العوامل المادية والروحية سيحدث تغيير جذري إن تمّ الإلتزام به.
مجتمعنا أصبح أكثر استعداداً وقبولاً للتغيير:
وتؤكد العنزي على أن هناك الكثير من المشاريع والطاقات الإبداعية للشباب والشابات في المملكة تعمل على دعم هذا التوازن من خلال تطوير ذات المواطن السعودي ورفع وعيه وتنمية فكره في جميع جوانب الحياة، وهذا يمر ّبازدهار ونمو واضح المعالم بمحاولات شتّى بكل الأحجام والأشكال، وأن هذا يسهم في تطوير مجتمعنا الذي أصبح أكثر استعداداً وقبولاً للتغيير والتخلّي عن كل ما لا يخدم قيمه ومبادئه أو يدمّر فرصه في الحياة، وكون المواطن جزءاً لا يتجزأ من المجتمع فهذا يعني بأننا جميعاً في سفينة واحدة نبحر سوياً أو نغرق سوياً ومن ثمّ فإن ازدهار حركة تطوير الذات الحالية في المجتمع السعودي تسهم بعمق في فتح بوابات من النور لهذا الوطن الغالي.
وترى العنزي بأن الإنسان السعودي قد أدرك ذلك من خلال سعيه الدؤوب وإصراره على تطوير ذاته وأفكاره ومعرفة التعامل مع مشاعره ونسف كل سلبي يؤخره للوراء، وأن هذا يؤدي بدوره لتحسين حياته لاحتمالات أفضل وخيارات أوسع بشكلٍ ملحوظ على جميع الجوانب، وهذا ينعكس من داخل كل فرد يطوّر ذاته ووعيه على المجموعة الأقرب كعائلته وأطفاله وزملائه في العمل ومجموع هذه المجموعات تشكل كامل المجتمع، ومن ثمّ هذا التطور في كل الجوانب للفرد هو تطور للمجتمع نفسه واستمرار ازدهاره، فما يحدث حالياً سيؤدي إلى تغيير داخلي للفرد ومن ثم لمستوى من النضج والحكمة لتفكير المجتمع في السنوات القادمة نتاجها خير عظيم بإذن الله فقوله سبحانه: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) الخير الكثير ووفرة الحياة تأتي من داخل الإنسان، فحكمته دليل وعيه وطريقه الصحيح والسوي في مسارات وسبل السلام.
إقبال كبير من المرأة السعودية في مجال تطوير الذات والمساهمة برفع وعي أفراد المجتمع:
وتؤكد العنزي بأن ما نشهده اليوم من إقبالٍ كبيرٍ وغير مسبوق من المرأة السعودية في مجال تطوير الذات والمساهمة برفع وعي أفراد المجتمع أكثر من الرجل حيث أنها مرّت سابقاً ببعض العادات والتقاليد التي كانت ترفض مشاركتها في العديد من المجالات ما كان دافعاً قويّاً الآن لتحفيز عدد كبير من النساء السعوديات وإشعال الحماس بداخلهن لتقديم شيء، وأن هذه الرغبة أصبحت واضحة وجلية منذ دعم سمو ولي العهد حفظه الله للمرأة السعودية وتأييده لأهمية دورها الأساسي لتقدّم المجتمع.
وتختتم العنزي حديثها بأن كونها امرأة سعودية متخصصة ولديها دافع حب الوطن وشغف ارتقاء وتطوير بلدها كان لها دورها في مجال تطوير الذات ورفع الوعي من خلال المشاركة بالعديد من المواضيع والدورات التي تسهم بتغيير الفكر السلبي وزرع الأفكار الإيجابية والوصول للتشافي داخل الفرد من كل ما يعيق تقدّمه وتطوّره، وأنها تسعى حالياً لتأليف عدد من الكتب في هذا المجال سترى النور قريباً بإذن الله، وهي تشجّع جميع النساء السعوديات أن يقدمن أفضل ما لديهنّ من إبداع ومواهب وإسهام للارتقاء جميعاً والإشراق سوياً.