الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى - مصر
أعزائى القراء أصبحنا فى عالم لا مكان فيه للأقزام ، ولا خيارات أمامك إلا سلوك طريق العمالقة إذا أردت أن تحافظ على حدودك وأبعادك بين البشر .
إذا تأملت كلم قزم تجدها ق ز م وإذا قرأتها من اليسار إلى اليمين تجدها مزق !
أتدرى ماذا يعنى ذلك ؟
أقول لك وبكل صراحة إن بداخل كل منا قزم وعملاق ولا سبيل ليقظة العملاق إلا إذا مزقت القزم الذى يعيش بداخلك.
نعم بداخل كل منا قزم يمنعه من تحقيق انتصارات تضعه فى مقدمة البشر وفى مصاف العمالقة ، ولكن للأسف بالكسل ينمو هذا القزم إذ أن غذائه هو الكسل والراحة والخمول ، ولن يهدأ له بال حتى تصير عالة على هذا الوجود لا ينتظر منك أى نفع .
ومتى استطعت تمزيق هذا القزم ستصبح شخصا غير عادى شخصا ينظر له الجميع باندهاش وإعجاب لأنك حينها ستفعل أشياء غير عادية ، سيكون للثانية الواحدة فى حياتك ثمنها ووزنها ، ستكون هدفا لكل من أراد أن يبنى تحالفات ناجحة وكل من أراد أن يقتبس من عزمك وإصرارك .
عندما تمزق القزم بداخلك يستيقظ العملاق ويتسع أفقك وتنمو مداركك وترى الاشياء على حقيقتها وبحجمها الذى كان ينبغى ان تراها عليه حتى تقدر لها قدرها ، وعندها ستخطو بثبات نحو القمة التى غاب عن ناظريك بريقها حينا من الدهر لا لشئ إلا لأنك استسلمت لقزمك وأطعمته الراحة والكسل والخمول والوهن حتى أصبحت أعظم أمنياتك ملبس ومأكل ومشرب وفراش وثير للخلود فى نوم عميق لا يفرق عندك استيقظت منه أم لا ، فكلا الأمرين سواء .
وبعد أن عرفنا ضرورة إيقاظ العملاق بداخل كل شخص منا تعالوا بنا نعرف أهم خمس قواعد لكى يستيقظ هذا العملاق وتعد هذه القواعد هى الفارق بين الأقزام والعمالقة .
تأملت طويلا كلمة GIANT الإنجليزية فى لحظات تفكير وتأمل طويلة فوجدت فيها السر ، إن هذه الكلمة تعنى عملاق وفى حروفها الخمسة مؤشرات تقودنا إلى القواعد اللازمة لكى يستيقظ العملاق بداخلنا .
القاعدة الأولى :
حرف G وهو يشير إلى Goals والتى تعنى أهداف وأقصد منها أن كل يوم تشرق عليك شمسه ليس لك فيه أهداف هو فى حقيقته يوم يؤكد أنك ما زلت قزم ، لابد أن تصنع أهدافك قبل الشروق ، سابق العصافير قبل وقوفها على الشجر ، سابق الفجر قبل شيوع ضوء نهاره واصنع أهدافك بحرفية وإتقان وإلا فاعلم أنك ما زلت قزم .
القاعدة الثانية :
حرف I وهو يشير إلى كلمة Insistence والتى تعنى إصرار والتى بدورها توضح أنه لابد من وجود إصرار وعزيمة لتحقيق أهدافك إذا أردت أن تكون عملاق ، لأن الخور والضعف والوهن ما هى إلا صفات أصيلة فى أولئك الذين أرتضوا حياة الأقزام .
القاعدة الثالثة :
حرف A وهو يشير إلى كلمة Approach والتى تعنى منهج ، وأقصد منها أنه بدون منهج لن تتحقق أهدافك فى الحياة ومهما كان إصرارك فبدون منهج سوف يكون إصرارك هذا سدى لا طائل منه ، العملاق يضع بعناية المنهج الذى يتلائم وطبيعة أهدافه وكذلك قوة تحمله حتى يكون الإصرار حينها فى محله .
القاعدة الرابعة :
حرف N وهو يشير إلى كلمة Network والتى تعنى شبكة علاقات ، وأقصد منها تكوين شبكة علاقات قوية لتجتاز بمساعدتها العقبات التى قد تواجهك فى تحقيق أهدافك الموضوعة ، والفارق بين القزم والعملاق هو قدرة كل منهم على تكوين شبكة علاقات قوية ، وما لم تستطع فعل ذلك فاعلم أنك ما زلت قزم فى عالم ملئ بالعمالقة ، وأسمع البعض يهمس الان لى قائلا ، هل نبنى شبكة علاقات ونفرض نفنسا على الأخر ونمدح ، أليست هذه كلها صفات المتملقين ؟
وأجيبهم بأن ما أقصده ليس التزلف والتصنع والمدح المبالغ فيه ولكن ما أقصده هو التعارف الحقيقى والشكر والثناء على جميل الأفعال الذى تراه من شبكة علاقاتك ولم أكن فى يوم من الأيام أعنى بها النفاق .
إن ما أقصده يتلخص فى قول الله تعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) سورة الحجرات .
إنه التعارف والتعرف والتعريف لبناء علاقات متينة أساسها الوضوح هذا ما قصدته من القاعدة الرابعة وليس ما قد يفهم بأنه التزلف والتملق .
القاعدة الخامسة :
حرف T وهو الحرف الأخير من كلمة GIANT والقاعدة الأخيرة التى ينبغى على كل من أراد أن يمزق القزم ويوقظ العملاق اتباعها فى حياته وهنا حرف T يشير إلى كلمة Time Frame وأقصد منها أن تضع إطار زمنى لكل ما تريد تحقيقه من أهداف وحتى يكون منهجك استراتيجى ينبغى أن تربطه بعنصر الزمن .
إن كثير من الخطط والأهداف لا تتحقق بالشكل المعدة له بسبب عدم ربطها بإطار زمنى واضح تستطيع من خلاله أن تقيس تقدمك وتأخرك فى خططك الموضوعة ، وبدون هذا الإطار الزمنى فإن كل ما قمت بوضعه سيظل فى حيز الأمنيات .
وإلى اللقاء فى مقال جديد إن شاء الله .