الدكتورة / سامية كيحل - الجزائر
حيث خرجت الطفلة مع أسرتها في رحلة إلى أحد المراكز الترفيهية في احد محافظات جمهورية مصر العربية لتستأذن والدتها بالذهاب إلى الحمام وقضاء حاجتها فوافقت الأم، وبعدما سألت عن مكان الحمام أخبرها العمال لكن اختلط عليها الأمر و اثناء ذلك و نظراً لحداثة سنها فهي لم تكمل عامها الخامس بعد، دخلت حمام الرجال، وبمجرد أن وطأت قدمها دورة المياه تم هتك عرضها وفض غشاء بكارتها، على يد عامل بالمركز لم يتجاوز الـ13 من عمره و ما مكن الطفل المتهم من استدراجها بعيدا والتعدي عليها ، وبسؤال والدي الطفلة المجني عليها فشهدا بما روته لهما ابنتهما إذ جاءتهما مصابة بمنطقة عفتها، وأخبرتهما أنها بعد دخولها دورة المياه بمنطقة ألعاب تعدى المتهم على موطن عفتها بيده، فبحثا عن المتهم في تلك المنطقة حتى تعرفت عليه المجني عليها وأشارت إليه طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما، وهو ذات ما قررته الطفلة في التحقيقات.. بناء عليه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اتجاه الواقعة من قبل مكتب النائب العام المصري وهي من الجرائم التي هزت وجدان المجتمع العربي، كثير من جرائم القتل والاغتصاب والتحرش الجنسي أصبحت تظهر على الساحة هل التقاعس أسرى او مجتمعي او نقص ثقافة ... ما هي الحلول لتجنب تلك الظاهرة التي يتعرض لها براعم الأطفال ...؟ واقعه اليوم يقشعر لها الابدان والوجدان والعمل على التصدي لها بكل اشكالها كي لا تصبح ظاهرة في مجتمعاتنا المدنية مستقبليا.
عقد منذ أشهر سابقه الملتقى العربي الدولي للطفل والتنمية المستدامة و كان من اهم الركائز ان الملتقى يسعى على لمعالجة آفة الانكسار النفسي والذاتي وتحقيق الرؤية الصحيحة التفاعلية للصورة الذهنية بجودة عالية وتكون متميزة تخدم في بناء المجتمع المدني كما كان لها مرورا سريعا على أهداف الملتقى و كان من اهم نقاطها العمل و السعي على تعزيز دور الطفل بالمجتمع المدني و التنمية المستدامة و جعل الملتقى منصة تعبر عن الآراء الأطفال بكل انواعهم و فئاتهم و جنسهم و العمل على بناء طفل حر متصالح مع ذاته و كان من اهم المحاور و قد نوهت الى ان الملتقى يعمل و يهدف على اعداد الطفل للمسئولية للحياة و الاهتمام بقدراته الفكرية و تطوير ثقته بنفسه و حمايته سواء للأمن و السلامة الجسدية على مدار مراحل طفولته.
ضم الملتقى المشاركين في الجلسات الافتراضية يمثلون نخبة من القيادات العربية والإقليمية والشخصيات والأكاديمية والمفكرين والباحثين وخبراء و مخرجين سينمائيين من الخليج العربي و أدباء ورواد الأعمال بالوطن العربي من النساء والرجال إلى جانب أرباب المؤسسات الخاصة من المجتمع المدني والمثقفين والإعلاميين من مختلف المجالات المعنية بالمرأة والرجل من الدول العربية والعالمية لافتة و شهد المؤتمر حضور لفيف من الشخصيات الإعلامية الجزائرية والعربية في المنطقة العربية وهم ممن يتمتعون بخبرات مميزة لافتة بأن هؤلاء جميعهم سوف يسهمون في تقديم رسالة واضحة للمجتمع المدني عن أهمية الطفل و دوره و كيفيه تحريره من الأفكار السلبية و اكتساب الطاقات الإيجابية لتحقيق مشاركة فعاله له في بناء المجتمعات المدنية محليا و إقليميا و دوليا مع الحفاظ على سلامته.
كثير من الأطفال تعرضت لانتهاكات أيضا من قبل المدرسون وخاصه ظاهره الدروس الخصوصي التي تعرض الكثير من أبنائنا الى الاغتصاب والتحرش وهتك العرض خاصه بعد ان ينفرد الكثير من المدرسون مع أطفالنا وتركهم دون رقيب او حسيب وخاصه غلق الأبواب عليهم بحجه التركيز في الدرس المراد عرضه على الطفل.. ظواهر سلبيه لابد ان نتخلص منها على الساحة العربية وكانت نتائجها للأسف مصيبه على مجتمعاتنا العربية وقد تصيب الاسرة العربية ببالغ الضرر من جراء عدم الرقابة.
و كذلك ظاهره تزيين الطفل بحلي تحمل اسمه قد تسهل استدراجه او معرفه المتهم او الجاني باسم الطفل مما يجعل طريقه سهله لاستغلاله و استدراجه من خلال خلق موضوعات تعطي للطفل ايحاء بانه يعلم عنه و يعرفه و يقوم بخلق واقعه قد تقنع الطفل بانه شخص مقرب ، و لابد ان نعلم الطفل كيفيه يستخدم الإنذار المبكر من خلال السماح له بالصراخ على من يجبره على عمل لا يريده او في حالة تعرضه للخطر او التحرش او الاغتصاب او هتك العرض بكل صوره مع تعليمه كيفيه حماية جسده من خلال عدمَ تغيير ملابسه أمام أحد، وعدم تغييرها خارج البيت تحت أي ظرف الا بمعرفه و رقابه الاسرة و خاصه الاب و الام و تعليمه بان لا تسمح لأحد بلمس أماكن العورة أبداً، ولا يلمس الطفل عورة أحد و العمل على تعليمه دينه و ما يفرضه عليه من قواعد و مبادئ لحمايته فكريا و ثقافيا و دينيا و تعد بذلك حجز الزاوية و الأساس لتوفير الامن و السلامة له في حالة الخطر او التعدي او الانتهاك او الاغتصاب مع عدم تقيد حريته في من يقبِل في حياته او يكره دون الضغط عليه ، وحر في السماح بذلك أو رفضه، فإذا احترمت رغبته قد تتكون له شخصيه شاملة الملامح الصحيحة ، و القضاء على الظواهر السلبية في مجتمعاتنا العربيه و التي تعد بداية الانتهاك و الاغتصاب و هتك العرض قبلة الفم للطفل و ننبه عليه بانها غير مسموحة، فغير أنها تنقل الكثير من الأمراض، فهي أيضاً تعود الطفل على تقبيل الجميع بنفس الطريقة، وهذا يجعله أكثر عرضة للاعتداء .
من المهم جداً توعية الطفل بحسب مرحلته العمرية لكيفية حماية نفسه والاهتمام بالتربية الجنسية، والتعرف على التصرفات الغير مناسبة من الغير قدر المستطاع، وأن نعلمه الطفل الخطوات الثلاث الدفاعية حين يشعر بالخطر ومن أهمها الصراخ والهرب والإبلاغ دون ان يكتم او يخفي الواقعة داخله.