النجدة يا نساء العرب والمسلمين الشعوب في حاجة إلى نخوتكن وشهامتكن

 نبيل شبيب- " وكالة أخبار المرأة " 

لا يخطرنّ في بالكنّ أيتها النساء.. نساء العرب والمسلمين بين المحيطات الثلاث، أنّ المقصود في عنوان هذا النداء الموجّه إليكن، المستنجد بكنّ، هو شعب سورية وشعب اليمن، وكل منهم يخوض ثورة أبية بطولية يشارك فيها النساء والرجال والشيوخ والأطفال، ويقدّمون جميعا نموذجا يحتذى لرجال العالمين ونسائهم.
وليس المقصود شعوب تونس ومصر وليبيا حيث التحمت في ثوراتها بطولات الرجال والنساء، خطوة ثائرة بعد خطوة، وقطرة دم بعد قطرة، ودمعة ألم بعد دمعة، ولبنة بناء بعد لبنة.

إن الشعوب في الأقطار العربية والإسلامية الأخرى، من بين واحد وعشرين قطرا عربيا وأكثر من خمسين بلدا إسلاميا في حاجة إليكنّ، إلى نخوة النساء في تلك الشعوب وشهامتهن، إلى أحاسيسهنّ وعواطفهنّ وعقولهنّ وثورتهنّ.. في حاجة إليكنّ أنتنّ، وأنتنّ الأمّهات والزوجات والأخوات والبنات، وأنتن ترينّ ما يُصنع بأمثالكنّ من الأمّهات والزوجات والأخوات والبنات في سورية واليمن، وما يصنع بالأبناء والأزواج والإخوة في سورية واليمن، وما يسيل من دماء وينتشر من آلام وأحزان.

وأعترف لكنّ يانساء العرب والمسلمين من أمة تعد مليارا ونصف المليار من البشر، بأن شعورا بالصدمة اجتاح كاتب هذه السطور وأحسبه اجتاح كثيرا من أمثاله، عندما مرّ يوم الجمعة 4/11/2011م، الذي دعا فيه العلماء المسلمون أن يكون يوم الجمعة، اليوم الذي فرضت فيه صلاة الجمعة على الرجال دون النساء، وامتلأت فيه المساجد بالرجال من مختلف الأعمار والأجناس.. أن يكون يوم نصرة لسورية واليمن، وقد اتجه نداء العلماء إلى أولئك الرجال فيما لا يعد ولا يحصى من المساجد في أنحاء الدنيا، فلم نرصد بعد صلاة الجمعة جماهير المصلّين، من الرجال، من الشباب، من الشيوخ، وربما من الخطباء والعلماء، يتوجّهون بعد عبادة الرحمن بالركوع والسجود، إلى عبادة العزيز الجبّار بنصرة عباده من إخوانهم وأخواتهم في سورية واليمن.
. . .
أين الرجولة والشهامة والنخوة والحمية والأخوّة في الدين وفي العروبة وفي الإنسانية؟..
النجدة.. النجدة.. يا نساء العرب والمسلمين
أنجدوا هذه الشعوب.. أنجدوا رجالها.. رجالكم، من آباء وأبناء وإخوة وأزواج، من الموات، أنجدوهم من الخوف، أنجدوهم من اللامبالاة القاتلة، أنجدوهم.. أنقذوهم من أنفسهم.. فوربّ العزّة لا مستقبل لشعوب يقعد رجالها عن نصرة من يتعرّضون للتقتيل والتشبيح والاعتقال والتعذيب، يتعرّضون للرصاص من الرشاشات والقذائف من المدفعية والدبابات.. مثلما يتعرّضون أيضا لقصف "الكلمات" في بيانات وقرارات باسم جامعة عربية تتلوّى، أو عصف ما بلغ حدّ "الشخير" في أروقة منظمة مؤتمر عالم إسلامي استغرقت في سبات عميق!..
دعونا من حكومات وأنظمة، ورؤساء وملوك وسلاطين وأمراء، دعونا من وزراء وسفراء وعلماء وموظفين من مختلف الدرجات وبمختلف الأوصاف.. ودعونا من من مختلف الأصناف من أتباع أصنام المال وأوثان الجاه.. فما أوصل العرب والمسلمين سواهم إلى الدرك الأسفل من منحدرات التخلّف والتمزّق والهون والهوان، وموات القلب والوجدان.
إنّما أخاطبك أنت.. يا أمّ حمزة وهاجر وإبراهيم، ويا أخت حمزة وهاجر وإبراهيم، وهم أطفال ثلاثة من بين العشرات والمئات من أمثالهم، ممّن قتلهم "أسود الشبيحة الأشاوس" من أتباع الأسد ابن الاسد، في أرض الشام.. ولو شئت لذكرت لك اسماء أقرانهم من الأطفال الشهداء في اليمن.. فالاستبداد واحد، والإجرام واحد، والضحايا.. هم هم الضحايا، من أبنائك وبناتك.
أفلا تذكّرك هذه الأسماء الثلاثة على الأقلّ بإبراهيم أبي الأنبياء، وهاجر أمّ إسماعيل أبي العرب، وحمزة سيّد الشهداء؟.. فأين أنت من هؤلاء.. أو هؤلاء؟.. أفلا تخشين على مصير إخوانك وأخواتك من أتباع الديانات السماوية على طريق إبراهيم، من أبناء العروبة من ورثة أنساب إسماعيل، من أولئك الذين يتغنّون بالأمجاد القديمة بالقضائد والأناشيد والخطب والأقاصيص.. على نهج حمزة بن عبد المطلب؟..
أخاطبك أنت يا أماه ويا أختاه ويا ابنتاه.. فشعب سورية وشعب اليمن، يحتمل الإجرام ويواجه الإجرام وسيقضي على الإجرام.. وسيبني على ركام الاستبداد وإجرامه صرح الحرية والكرامة والعزة.. فالله ناصره وكفى به وليا ونصيرا.
إنّما لا يمكن أن نطيق فنسكت على ما نرى، أن تكون مشاهد الإجرام.. والدماء.. والآلام.. عاجزة عن إثارة رجولة الرجال ونخوة الأباة وشهامة البشر لدى الأشقاء.. من الشعوب العربية والإسلامية ما بين المغرب وإندونيسيا، فوالله الذي لا إله إلا هو، إن موات مَن يسير على قدميه ويبيت شبعان بعد سهرة ممتعة بما يتابع من من لهو حرام أو لهو حلال، أمام التلفاز، أخطر شأنا عليه في الدنيا قبل الآخرة، من موت ذاك الذي يسقط شهيدا مضرّجا بدمه، رافع الهام، تستقبله ملائكة الرحمن على أبواب الجنان.
. . .
يا نساء العرب والمسلمين، إن كنتنّ تصبرن على الأب أو العشير أو الابن على تقصير أو ظلم في داره، بين جدران بيته.. فهل أنتنّ قادرات على الصبر عليه يشيح بوجهه عن أن يعطي الشاهد على أنه إنسان يرى ويسمع ويتأثر.. فيتحرّك، أو أنّه مسلم يؤمن ويعي ويفكّر.. ويتصرّف؟..
ما الذي سيكون عليه مصير أولادكن وأحفادكنّ إن اصبح الآباء والأجداد على هذه الحال؟..
إنّني لألمح العبرات في أعينكنّ.. فلتنفجر بثورة تحطّم الحدود ما بين العرب والمسلمين، ما بين القلوب والقلوب، والأجساد والأجساد، لتحرّك بروح الخنساوات رجولة الرجال.. فهيهات هيهات أن ينشأ شباب هذه الشعوب على موات الإحساس، أو الإحساس بالعجز، ثمّ يبني مستقبله حقا.. أو يساهم في بناء مستقبل بلاده للأجيال المقبلة حقا.
لا أستطيع أن أتصوّر وجود زوجٍ على درب خديجة بنت خويلد، زوج الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلّم تنصره من قبل أن يبعث بالرسالة إلى يوم وفاتها في شعب الحصار بمكة المكرمة..
أو أن أتصوّر وجود ابنةٍ على درب فاطمة الزهراء، الابنة التي كانت أوّل من لحق بأبيها بعد وفاته من بين أهله صلى الله عليه وسلّم..
أو أتصوّر وجود أمّ على درب أسماء ذات النطاقين، أمّ عبد الله بن الزبير تعلّمه أن الشاة لا يضيرها السلخ بعد الذبح، أو أمثالهنّ..

أو أتصوّر وجود نساء في شعوبنا هذه الأيام على درب أمثال تلك النسوة اللواتي نروي قصصهنّ أو نستمتع بسماعها، وقد يعلمها بعضكنّ للبنات والبنين.. لا أستطيع تصوّر وجود امرأة مسلمة على درب تلك النساء.. أو على درب مريم البتول سيدة نساء العالمين.. ثم أشهد أنّها ترصد ما ترصد ممّا يجري على أرض الشام واليمن، وتقبل لرجال بيتها بالقعود أمام الشاشة الصغيرة، وهم يقلّبون برامجها ليتجنّبوا رؤية مشاهد الضحايا.. لأنّها مخزية لكلّ من لا يتحرّك له وجدان، ولا لسان، ويستكثر على نفسه أن يكون فردا من جمهور يتحرّك معه ليعلن نصرته لأهله في الشام واليمن.. وليثبت من خلال ذلك أن كافة شعوب العرب والمسلمين على قيد الحياة.. مثل شعب سورية وشعب اليمن وهو يواجه الموت رافع الهام إلى العلياء.

. . .
يا نساء العرب والمسلمين.. إن الشعوب العربية والإسلامية في حاجة إليكنّ لتثبت وجودها، لتثبت أنّها على قيد الحياة.. لتثبت أنّ نساءها ما زلن على قيد الحياة، فقد كاد كثير منّا يقول: لقد عقمت النساء في بلاد العرب والمسلمين عن إنجاب الرجال.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-