أينَ الدّفاعُ المدنيّ مِن صرخاتِ كوارثِ شعوبِنا؟!

آمال عوّاد رضوان - فلسطين تَحْمِلُنا أَسمَاؤنَا إِلى أَعمَاقِ مَجهُولٍ يَتنَاسَل .. نَحْنُ؛  فِكرَةُ خَلْقٍ يَتَكوَّرُ في رَحمِ المُنَى! * نُعايِنُ ظِلالَ اللهِ تَكسُو بِحَارَ الحَواسِّ؛ تُربِكُنَا أَمواجُ الرَّهبةِ .. فَنَتقوَّس وبِتثَاقُلٍ مُهتَرئٍ بَينَ تَعاريجِ الحُزنِ وشَظايَا الفَرحِ نَتَّكِئُ علَى مَسَاندِ الصَّمتِ نَنْكأُ جُروحَاً تَغفُو لِنَنْشُرَ سَوادَ الأَلَمِ حَلِيباً يَتعَشَّقهُ مِدَادُ الحَنِين * تَتَرنَّحُ قَواربُ أَحلامِنَا خَدِرةً يَتنَاثَرُها جُوعُ عَواصفِ الوقتِ الكَافِر، وفي دَوَّاماتٍ مُفرَغةِ الحُروفِ وبِوَرعِ الضَّوءِ الخافتِ الخافقِ نَرسِمُنا قِصَصاً تَتلوَّى لَوعةً في قَفصِ البَراءَة * لِبُرهَةٍ؛ نُومِضُ بَسَماتٍ تَرتشِفُ دَمعاً يَترَشَّحُ حَيرةً حَيرَى من ثُقوبِ قَلبٍ يَتَفايضُ نُوراً، ولِوَهلَةٍ؛ تَنثَني هَالاتٌ من أَسفَارِ الأَيَّام تَتشَكَّلُ رَغوةَ تَساؤلٍ على جَبينِ الفُصُول وبِخلسَةٍ؛ نَلِجُ أَحشاءَ العَمرِ بِشَهوةٍ تَعزِفُنا أَنامِلُ نَيسَان أُكذُوبةً عَلى أَوتَارِ الذَّاكرةِ والنِّسيَانِ المُتَقَاطِعَة!    Cordes croisées Par :Amal Radwan ……Traduite par : Farah Souames Nos noms nous mènent aux profondeurs d’un inconnu propageant Nous……. L’idée d’une existence roulant au cœur de l’espoir * On lorgne les ombres divines couvrant les mers des sens Les vagues de l’effroi nous déconcertent…on s’incline D’une gêne usagée Entre courbes de tristesse et étincelles de liesse On se repose sur les supports du silence Vexant des blessures qui sommeillent Ressuscitant la noirceur de la douleur en lait Passionnant l’encre de la nostalgie * Les barques de nos rêves se balancent engourdies Dispersées par l’inanition des tempêtes de temps infidèles Dans des remous vides de caractères Et la piété d’une lumière faible et palpitante Se dessinent des contes et se tordent anxieuses A la barre d’innocence * L’espace d’un instant, On scintille des sourires feutres de larmes Infiltrant la perplexité A travers un cœur perce, débordant de lueur * L’espace d’un instant, Les auréoles des périples quotidiens s’inclinent Formant une écume de question au front des saisons Et usant de cacherie On glisse aux tripes de la vie d’une passion Jouée en Avril telle un mensonge Sur Les cordes croisées de la mémoire et l’oubli آمال عوّاد رضوان - فلسطين  جَعَلْتُ قَلْبَكَ عُلّيْقَةَ مُوسَى  تَشْتَعِلُ بِاخْضِرَارِ نَارِي وَلا تَترمَّدُ ! * أنَا عُصْفورَةُ نارٍ لكِنِّي .. لا أُحْرِقُ وَلا أُرْمِدُ وَما كُنْتُ أَنْفُخُ في رَمادٍ بَل ؛ أُلْهِبُ الصُّدورَ الْمُرَمَّدَةَ بِجِمَاري *  دَعِ الدَّمْعَةَ عَلى شِفاهِ الثَّلْجِ تَسحُّ .. تَنْشَطِرُ .. عَلَّ الثَّلْج يَذوبُ .. فَلِمَ تَنتَظِر؟ مَا تِلْكَ بدَمْعَةِ نَدَمٍ ، هِيَ قَطرةُ حَياةٍ دَعْها تََهْمي فَما ذاكَ بِانْكِسَار * أنا مَن احتملَ في مِنْقارهِ جَذْوَةَ نارِ الهَوى دَعْني أُدْفِئْكَ بِها أُجَفِّفُ طَواحينَكَ المُبْتلَّةَ بِحَرَارَتي * أجِيئُكَ أُخبِّئُ لكَ تَحْتَ جَناحَيَّ غِلالَ حُبِّي فَهيِّئْ .. سيِّدي .. أَجنِحةَ عِنَاقِنَا أَثِرْ أَريَاشَهَا بِنَسائِمي لِيأْخُذْنا هَفِيفُهَا إلَى دُوَارٍ لَذِيذ !  Moineau de feu   Par :Amal Radwan Traduite par : Farah Souames   J’ai fait de ton Cœur, un roncier de Moise Brulant à la verdeur de mon feu Sans se réduire en cendre * Je suis un moineau de feu Mais Ni brulant, ni cendreux Je ne soufflais à la cendre Mais Je brulais les âmes cendreuses de mes braises * Laisse une larme sur les  lèvres de glace Couler Fendre Fondant peut être la glace Qu’attends-tu ? Ce n’est nul une larme de regret C’est une goutte de vie Laisse-la se déverser Ce n’est nul une rupture * Moi Qui supporta sur mon bec, le tison des feux de la passion Laisse-moi te réchauffer Sécher tes moulins humides De ma chaleur * Je viens à toi  Cachant sous mes ailes les fruits de ma passion Dresse les ailes de nos étreintes Marque-les de mes brises Que leur bruissement Nous emmène Dans un tourbillon délicieux آمال عوّاد رضوان - فلسطين  لا زالَ يافعًا يانعًا، لا تعرفُ أجنحتُهُ الوهّاجة ذبولاً، رغْم أنّهُ محاصرٌ بينَ قضبانِ الاحتراق، في مِرجلٍ تُزوبعُ به متاهاتُ الدّروب، وذلك؛ لِما تميّز بهِ مِن عذوبةِ موْسقتِهِ وشجنِهِ! كمثلِ حاكورةٍ صغيرةٍ، ملآى بكلِّ أنواعِ الأشجارِ المثمرةِ وأشجارِ الزّينةِ بسياج صبّارِها؛  حاكورةٌ ترعرعتْ وسطَ غابةِ الاستبدادِ وأدغالِ الاحتلالِ وأحراشِ القهرِ! حاكورةٌ نما في أحواضِها الوجعُ، وفي أحضانِها التحدّي، فدُمّرَ كثيرٌ من أعشاشِها، وهُجّر كثيرٌ من أطيارِها دون أرياشِها، في منافي الشّتاتِ والضّياع والفراغ، بلا أرض ولا سماءٍ وبلا هويّة!  إنّهُ الشّعرُ الفلسطينيُّ في الدّاخل؛ راسخُ الجذورِ منذ الجيلِ الأوّلِ، وقد اتّجهَ مؤشّرُ بوصلتِهِ صوْبَ مكانةٍ مرموقةٍ في الشّعرِ العربيّ والعالميِّ!  الشّاعرُ الفلسطينيُّ في الدّاخلِ امتطى صهوةَ ثقافتِهِ وما ترجّلَ عنها، رغمَ الاختناقِ وضيقِ التّنفّس، بل شنّ وعيَهُ وأدواتِهِ اللّغويّةَ اللاّهبةَ ضدّ مذابح الغزو، وضدّ حصْرِهِ في قواقعِ الطّائفيّةِ والأقليّةِ العربيّةِ في دولةٍ يهوديّةٍ، فعايشَ البيئةَ الجديدةَ وواكبَها بالمواجهةِ، وتصدّى لمحْوِ ذاكرتِهِ التّراثيّةِ وتاريخِ حضارتِهِ!  الشّاعرُ الفلسطينيُّ تفاعَلَ معَ العالم الخارجيِّ، ولم يكن رهينَ شعرِ المقاومةِ، كما أطلقَ الأديبُ غسّان كنفاني، ورغمَ المآسي التي يكابدُها، ما تنازلَ عن ثوابتِ وكواشينِ حواكيرِهِ، ولم يقتصرْ شعرُهُ على النّدبِ والشّجبِ فحسْب، إنّما أثمرتِ الحواكيرُ الفلسطينيّةُ ما لذَّ وطابَ مِن شعرٍ شعبيٍّ وفصيحٍ بليغٍ، يتحدّثُ فيهِ عن الحنينِ والغربةِ والمقاومةِ والتّحدّي، والحُبِّ والعِشقِ وجَمالِيات الحياةِ والمشاعرِ الإنسانيّةِ، وتعميقِ الحياةِ وتجميلِ الوجودِ وبناءِ المستقبل، من خلالِ مساحاتٍ فكريّةٍ شاسعةٍ، وانتماءاتٍ ثقافيّةٍ مختلفةٍ وبشتّى الرّؤى.  الشّاعرُ الفلسطينيُّ إنسانٌ اعترَكتْهُ الظّروفُ فعايشَ القهرَ، وتدرّبَ كيفَ يعتلي سُحُبَ الخيالِ والتّصوّر، ليُحلّقَ بأجنحةِ التّصويرِ والإبداعِ، كي يخلقَ عالمًا أجملَ مِن الحقيقة، لذا تفاعلَ معَ البيئةِ والحياةِ وظروفِها وتفاصيلِها اليوميّة بمنتهى الحساسيّةِ الإبداعيّة، وكانَ لشعرِ المقاومةِ أن يتصدّرَ المشهدَ الشّعريَّ مِن أجلِ التّحريرِ والحرّيّة المنشودَيْن، ففرَضَ نفسَهُ إعلاميًّا، وتجلّى بشكلٍ بارزٍ بما يتوافقُ والحالة الرّاهنة التي استمرّتْ واستدامتْ، وقد تُرجمَ كثيرٌ مِنَ الأشعارِ للعبريّةِ ولغاتٍ أخرى، ولوحِقَ بعضُ أصحابِها، لِما تحملُهُ مِن فِكرٍ وتحريضٍ يُعارضُ سياسةَ التّهويدِ المفروضة، وبسببِ الانتماءاتِ الحزبيّةِ، في ظلِّ غيابِ الوطنِ وسيادتِهِ الفلسطينيّة.  مِن شعرائِنا مَن سطعَ نجمُهُم وحضورُهُم في وسائلِ الإعلامِ الحزبيّة، وتركَ بصمةً زيتيّةً في الذاكرةِ الثقافيّة، وأثرًا محفورًا في سنديانِ المهرجاناتِ الثّوريّةِ والاحتفالاتِ الشّعريّةِ التّحميسيّةِ، ومنهم مَن خفَتَ نجمُهم حدَّ البصيص، وما عُرف قدْرُهم وما نالوا حقّهم، فقد توهّجَ بينَ سُحُبِ السّماءِ مَن توهّج، وناسَ بينَ الغيومِ مَن وشّحتْهُ بضبابِها، وقد حوكِم الإبداعُ الأدبيُّ حزبيًّا وسياسيًّا، وبكلِّ أسفٍ، ظلّتْ تخضعُ ثقافتُنا للامتحانِ وإثباتِ الوجودِ والحضورِ، وبقيتْ رهينةً تستعطفُ الودَّ العربيَّ حتّى اليوم، ويحاولُ فلسطينيّو إسرائيل أن ينفوا التّهمةَ المُوجَّهةَ إليهم، كي يُثبتوا أنّهم أبرياء مِن دمِ المبايعةِ أو التّسليمِ والاستسلام، وأنّهم عربٌ أقحاح ما تهوّدوا ولا تطبّعوا ولا تأسرلوا!  وفي ظلِّ التّهميشِ العربيِّ للمأساةِ المستديمةِ العليلةِ، غدا فلسطينيّو ال 48 ضّحيّةً مفخّخةً موقوتةً، ومُعلّقةَ خارجَ الأحداثِ التّاريخيّةِ والخرائطِ الجغرافيّةِ، فهم الضّحيّةُ الموصومةُ بختمٍ إسرائيليٍّ ينبغي التخلّص منه أو تذويبه، وهكذا؛ بُتِرَ شعبُنا عن شقيقِهِ الآخر في الضّفّةِ وغزّة، واستُبعِدَ عن الأمّةِ العربيّةِ وسياساتِها في صُنعِ القرار، كأنّما توقّفتْ عجَلةُ التّاريخِ عند شرْخِ النّكْبةِ دونَ حَراكٍ عربيّ مُسانِد! وكانَ للجيلِ الأوّلِ مهمّةٌ شاقّةٌ مِن خلالِ الإبداعِ الفلسطينيِّ، هو خلْق نموذج مقاومة، مِن خلال الكلمةِ الحادّةِ اللاّهبةِ، والنّاقرةِ على شريانِ وجعِ المنكوبِ ونبض معاناةِ الشّعب، إلاّ أنّ البعضَ دخلوا في مرحلةِ الاجترارِ والتقليدِ للنّموذجِ السّابق، والبعضَ لا زالَ قادرًا على تشكيلِ رؤًى فكريّةً ناضجةً مستحدثة، وإبداعيّةً متميّزة بفنّيّتِها، وبمستوًى عربيٍّ عالميٍّ، وتستمرُّ حربُ الحَرْف!  هل يجهلُ المحتلُّ ما للإعلام الوطنيّ بشتّى وسائلِهِ وتقنيّاتِهِ من دورٍ رئيسيّ هامٍّ في دعْمِ الهويّةِ الوطنيّةِ، ومن محاربةِ النّزعاتِ الطّائفيّةِ، ومن نَشْرِ الثّقافةِ المستقِلّةِ وتعزيزِ الثّقةِ والانتماءِ الوطنيِّ والقوميّ؟ وهل يخفى على المثقّفِ الواعي تأثيرُ الإعلام، وحضورُه الفعّالُ المباشرُ محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، وفي إعطاءِ المبدعُ فرصَ تطويرِ إمكاناتِهِ الأدبيّةِ والإبداعيّةِ، دونَ الولاءِ لجهةٍ ما أو حزبٍ داعم؟  طبعا لا، إنّما حُكم القويّ السّائد الجائر حجّمَ وقلّصَ للشّعبِ الأعزل إمكاناته التقنيّة التثقيفيّة، لكنّه ما استطاع أن يثبط العزيمةَ والهمّة في النّضالِ الواعي، أو يحبطَ التصدّي العنيد، من أجلِ الحفاظِ على الكيانِ الفلسطينيِّ العربيِّ لغةً وحسًّا وانتماءً، دونَ تهجينٍ أو تذويب. لكن؛ وبسبب توقّفَ الاهتمامُ والإعلامُ العربيُّ فقط عندَ أسماء محدودة مِن أدبائِنا، ونماذجَ قليلة مِن شعرائِنا، مَن بيعتْ وسُوّقتْ وتُرجمتْ وانتشرتْ كتبُهم في المكتباتِ العربيّة، ونالَ أصحابُها حصّةَ الأسدِ في تلقّي الدّعوات والمشاركةِ والانتشار عربيّا وعالميّا، وبسببِ غيابِ التّنظيماتِ الثّقافيّةِ والأدبيّةِ الوطنيّةِ المحَلّيّة المُحارَبة صهيونيًّا، فقد تولّدتْ أزمةُ غيابِ النّقدِ الحقيقيِّ الموضوعيِّ المَحلّيِّ والعربيّ، فهيّأتْ مناخًا تسودُهُ الشّلليّةُ المُتسلّقةُ البارزة، والّتي أركنتِ المواهبَ والتّجاربَ الأدبيّةَ المتميّزةَ في هوامشِ الإبداعِ، فكساها غبارُ الإهمالِ والإحباطِ دونَ تسويقٍ، بل عمدتْ على ترويجِ الرّديءِ بدلاً مِنَ الأجوَد.  وها هي واحةَ الشّعرِ الفلسطينيّةِ الزّاهيةِ لا زالتْ تزهرُ وتُثمرُ وتُظلّلُ، وتفوحُ أزاهيرُها في صحراءَ تكثرُ فيها الرّمالُ المتحرّكة لتبتلَعها، حيثُ تنعقَ فيها الأبواقُ المشبوهةُ والهِممُ الوصوليّةُ، الّتي تنعفُ الرّمالَ الحارّةَ في عيونِ المبدعينَ والمثقّفينَ والقرّاءِ والبسطاء. إضافةً إلى الشّبكةِ العنكبوتيّةِ التي لعبتِ دوْرًا هامًّا في كسْرِ الحواجزِ الجغرافيّةِ والحدودِ السّياسيّةِ المفروضة، في السّنواتِ العشرِ الأخيرةِ، كما وساعدتْ في انتشارِ الثّقافةِ الرديئةِ والجيّدة، ولكن على مستوى فرديٍّ وليس جماعيٍّ ووطنيٍّ، وهذا شقٌّ آخر من المأساةِ التي توالتْ أكثرَ من ستّة عقود!  وتاريخيًّا؛ ابتدأتْ معاناةُ الوسطِ الثّقافيّ المَحلّيِّ منذ أحداثِ النّكبةِ، بعدَ إغلاقِ المؤسّساتِ الثّقافيّةِ الفلسطينيّةِ في حيفا ويافا، اللّتيْن كانتا محطّتيْنِ هامّتين أسوةً بالعواصم العربيّة، ففي حين استقطبتا أمّ كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش والكثيرَ مِن الأدباءِ والمثقفين، وزخرتا بالمقاهي الأدبيّةِ والفنادقِ والمطابع والصّحفِ والمسارحِ والنّشاطاتِ الثّقافيّةِ المختلفةِ، وعلى مستوى عربيٍّ يُضاهي بغدادَ والشّامَ والقاهرة ثقافيًّا وحضاريًّا وتجاريًّا، فقد هُجِّرَتْ نُخَبُ شعبِنا المقتدرينَ ثقافيًّا وماديًّا، وهُدّمتِ المراكزُ الثّقافيّة، واعترى البلادُ شللٌ مؤسّساتيّ ثقافيٌّ وتفكّكاتٌ تنظيميّة، فقد صارتْ بلادُنا عبارةً عن قرى صغيرةٍ وكبيرةٍ، تفتقدُ إلى معالم المُدنِ المدنيّةِ والإبداعيّة، وتفتقرُ إلى مؤسّساتٍ وطنيّةٍ ثقافيّةٍ متطوّرة! فهل يُعيدُ الفلسطينيّونَ مجْدَ حيفا العتيق ومناخ عكّا المائج وميناءَ يافا الغابر؟ كيف؟ متى؟ ومِن أيّةِ منطلَقاتٍ يمكن أن تتجاوزَ المِحنة؟ آمال عوّاد رضوان - فلسطين  بموجبِ قرارٍ وزاريٍّ أصدرَتْهُ هيئةُ الأمم المتّحدة بتاريخ 18-12-1990، خُصِّصَ الأوّلُ مِن آذار من كلِّ عامٍ يومًا عالميًّا للدّفاعِ المَدنيّ والحمايةِ المدنيّةِ، إذ يُوافقُ الذّكرى السّنويّةَ لسَرَيانِ مفعولِ القانونِ الأساسيّ عام 1972. فماذا عن بُلدانٍ عربيّةٍ تضرّرتْ مِنَ الصّراعاتِ الدّاخليّةِ والأزماتِ الخارجيّةِ والحروباتِ المزمنة على مرّ العصورِ، وعانت مِنَ الكوارثِ الطّبيعيّةِ والبيئيّةِ، كالفيضاناتِ والزّلازلِ والحرائقِ والجفافِ ونُدرةِ المياهِ والتّصحّرِ، والكوارثِ الصّناعيّةِ والمشاريعِ التّنمويّةِ كالأمنِ الغذائي، وصراعاتٍ وتهديداتٍ متعدّدة على الشّعب؟ الدّفاعُ المدنيّ ليسَ قوًى وفِرَقًا عسكريّة، إنّما يمُدّ يدَ العوْنِ للمواطنينِ للدّفاعِ عن الوطنِ وحمايتِهِ واستقرارِهِ، بمساعدةِ القوّاتِ المُسلّحةِ وإزالةِ المخاطرِ والأضرارِ التي يُلحِقُها العدوُّ بالوطن، كالقنابلِ والألغامِ والغازاتِ الجوّيّةِ والإشعاعاتِ، وتقديمِ الإسعافاتِ وبناءِ المخابئِ والملاجئِ ومواجهةِ الكوارثِ الطّبيعيّةِ والصّناعيّة. عام 1931 أقامَ د. جورج سان بول الفرنسيّ جمعيّةَ "ليورد جنيف" في باريس، وعامَ 1958 حُوّلتْ إلى "مرافئ جنيف" كمنظّمةٍ دوليّةٍ للحمايةِ المدنيّة، فانضمّتْ إليها جمعيّاتٌ حكوميّةٌ ومنظّماتٌ أهليّةٌ لحمايةِ السّكّانِ وتعزيزِ مواجهتِهم للحربِ والكوارثِ الطّبيعيّةِ والإشعاعاتِ في السِّلم، وفي موناكو عامَ 1966 أُقِرّتْ نصوصُ القانونِ الدّوليّ الحاليّ كمنظّمةٍ غيرِ حكوميّة، وكارتباطٍ دوليٍّ يربطُ الدّولَ الأعضاء، ودخلَ دستورُ المنظّمةِ حيّزَ التّنفيذِ والمفعول في 1-3-1972، بوصْفِها منظّمةً دوليّةً، لتعزيزِ وتنسيقِ النّظامِ العالميّ وتطويرِ أعمالِ المنظّمةِ ووسائلِها الفنّيّة، مِن أجلِ تداركِ وتخفيفِ نتائجِ الكوارثِ الطّبيعيّةِ في السِّلم أو عندَ استخدامِ السّلاح في النّزاع، وعامَ 1975 سُجّلت المنظّمةُ في أمانةِ الأممِ المتّحدة في نيويورك، وعامَ 1977 وَضعَتِ المنظمةُ الصّياغةَ القانونيّةَ النّهائيّةَ لاتّفاقيّاتِ جنيف. أهمّ أهدافِ الدّفاعِ المّدنيّ: *مكافحةُ كافّةِ أنواعِ الكوارثِ وشتّى المخاطرِ بمساندةٍ دوليّةٍ فعّالةٍ على الصّعيدِ العالميّ. *تعزيزُ دوْرِ أجهزةِ وإداراتِ الدّفاعِ المدنيّ في العالم. *توطيدُ العلاقاتِ فيما بينَها وبينَ أجهزةِ الإعلامِ المختلفةِ، لتاديةِ الرّسالةِ ولنشْرِ توجيهاتِ وتعليماتِ السّلامةِ والحمايةِ للمواطنين. *عقدُ ندواتٍ تعريفيّةٍ بالدّفاع المدنيّ وواجباتِهِ ومهامّهِ، وتوزيعُ نشراتٍ ومُلصَقاتٍ توعويّةٍ على المُنسّقينَ والمُؤسّساتِ والمُواطنينَ والمدارسِ والجامعاتِ. منذ عام 1990 حمَلَ الدّفاعُ المدنيُّ شعاراتٍ حولَ خدماتِهِ وأدوارِهِ المختلفة كحقِّ وواجبِ الجميع، وكجزءٍ مِن البرامجِ المدرسيّةِ، وكأداةٍ تضامنٍ لتطويرِ الحمايةِ المدنيّةِ، وركّزَ على العناصرِ الأساسيّةِ في الدّفاعِ المدنيّ في منْعِ الكوارث وخدمةِ البيئةِ، وأمانِ الوطن وحمايةِ الأرواح والممتلكاتِ والبيئةِ، والخدماتِ التّطوعيّةِ وتحليلِ المخاطرِ لتحقيقِ منْع الكوارثِ بشكلٍ أفضل، في القانونِ الإنسانيّ الدّوليّ وسلامةِ الطّرقِ، والسّلامةِ في موقع العمل وإجراءاتِ السّلامةِ والإنذارِ. مهامّ الدّفاع المدنيّ: *الاهتمامُ بزيادةِ وعْيِ الحكوماتِ حولَ الوقايةِ مِنَ الأزماتِ والتّأهّبِ لها بطُرُقٍ مدروسةٍ وفعّالة. تطويرُ قدراتِ السّلطاتِ المَحليّةِ والإقليميّةِ والوطنيّة. تطويرُ مشاريع وقايةٍ تحسينُ جداولَ أعمال. إعدادُ خطّةٍ وطنيّةٍ للتأهّبِ للكوارثِ ولجانِ إغاثةٍ. وضْعُ سياساتٍ وإنشاءُ أنظمةِ معلوماتٍ جغرافيّةٍ وآليّاتِ إنذارٍ مُبكّر، وقدراتِ تحليلٍ وقواعدَ بياناتٍ حولَ الخسائرِ النّاجمةِ عنِ الكوارثِ وتقييمِ المخاطرِ وتفاديها. تنظيمُ استراتيجيّاتٍ وطنيّةٍ لحلِّ النّزاعات. *تعزيزُ قدراتِ الإشرافِ والقيادةِ لتنسيقِ نهجٍ وقائيٍّ إقليميّ للتّخفيفِ، وتحسينُ منهجيّةِ التأهّبِ والإستجابة، وتأهيلُ كوادرَ ومؤسّساتٍ وتنميةُ قدراتِها المادّيّةِ والتّنظيميّةِ وتقنيّاتِها الوطنيّةِ لإدارةِ الكوارثِ والتّأهّبِ لحالاتِ الطّوارئِ على أفضلِ وجه، وتعزيزُ عمليّاتِ الإنعاشِ بعدَ انتهاءِ الأزمات. *تعزيزُ التّعاونِ وتبادلِ المعلوماتِ والتّحليلاتِ للتّبليغ عن الأخطارِ والتّحذيراتِ في الوقتِ المُناسب، وإقامةُ شراكاتٍ مع مؤسّساتِ البحوثِ والجامعاتِ ووكالاتِ الأممِ المتّحدةِ وغيرِها مِنَ المنظّماتِ الإنسانيّةِ والإنمائيّةِ ذاتِ الصّلة. التنفيذُ يتمّ بحَمَلاتِ توعيةٍ حولَ السّلامةِ الشّخصيّةِ في حالاتِ الكوارث، واستستثمارِ البُنيةِ التّحتيّةِ التّكنولوجيّةِ وتطويرِ الدّرايةِ التّقنيّةِ اللاّزمةِ والدّعمِ التّقنيّ، ودعْمِ الأنشطةِ الهيكليّةِ وتخصيصِ الأموالِ اللاّزمةِ لها، لتخفيفِ آثارِ الفيضاناتِ والجفافِ كجزءٍ مُهِمٍّ في استراتيجيّةِ إدارةِ المواردِ الطّبيعيّةِ والإنعاش، ووضْعِ خططٍ لدعْمِ وزارةِ الزّراعةِ في التّخفيفِ مِن آثارِ الجفافِ، والتّعاونِ مع السّلطةِ الاقتصاديّةِ بإدماجِ تدابيرَ السّلامةِ مِنَ الزّلازلِ بطُرقِ البناءِ وتطويرِهِ، وتنميةِ قدراتِها المُؤسّساتيّةِ والتّنسيقيّة لإستباقِ التّهديداتِ والوقايةِ منها ومواجهتِها، لأنّها تُعيقُ التّنميةَ البشريّةَ والاستقرار، وتطويرُ قدراتِ قسم الأرصادِ الجوّيّةِ وتفويضِهِ بإصدارِ التّحذيراتِ مِنَ الكوارث، ليَضمنَ التّقييمَ السّريعَ للكوارثِ والاستجابة لها. استعراضُ التّفويضاتِ للأقسامِ المختلفة، والتّنسيقُ بينَ الوزاراتِ، وتوزيعُ الأدوارِ والإجراءاتِ اللاّزمةِ المُتّفقِ عليها وطنيًّا. لكن؛ لو تتبّعنا بلداننا العربيّة لوجدنا: أنّ مصرَ تُعاني مِنَ الفيضاناتِ المَحلّيّةِ وغمْرِ المناطقِ السّاحليّة، والعراق مُهدّدٌ بالجفافِ والزّلازلِ لندرةِ المياه، وعمّان والعقبة في الأردن مهدّدتانِ بالزّلازل لوقوعِهما على خطّ صدع البحر الميت، وبيروت وطرابلس بلنان معرّضتانِ للزّلازلِ والحرائقِ والفيضانات، ومدينة دمشق في سوريا مهدّدةٌ بزلزالٍ حادّ، واليمن يتعرّضُ لمخاطرِ الزّلازل، والمغرب والسّودان والصّومال بلدان تُعاني مِنَ الفيضاناتِ والجفاف! وها اليومَ معظمُ شعوب بلدانِنا تثورُ سِلميًّا ضدّ ظُلمِ حكّامِها، مَن مارسوا الاستبدادَ والاستعبادَ والاستغلالَ والقمْع، والدّيمقراطيّةُ المُغيّبةُ عن الوعي تصحو وتنتفضُ مِن سُباتِها، تُطالبُ بحقوقِها وبحياةٍ كريمةٍ ومشاركةٍ حقيقيّةٍ فعّالةٍ في الحياةِ السّياسيّةِ وإدارةِ شؤونِ البلاد، وتحقيقِ العدالةِ السّياسيّةِ والاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ لكلّ شرائحِ الشّعب! فهل مِن مؤسّساتٍ حقوقيّةٍ دوليّةٍ غربيّة وعربيّةٍ تؤازرُ الحُرّيّةَ ومطالبَ شعوبِنا؟ أينّ يقفُ مجلسُ الأمنِ الدّوليّ وهيئةُ الأممِ المّتحدةِ مِن تطبيقِ المواثيقِ الدّوليّةِ لحقوقِ الإنسان، والتّضامن مع ما يجري اليومَ على أرضِ الواقع؟ أليسَ استخدامُ القوّةِ والقمْعِ ضدّ حرّيّةِ التّعبيرِ عن الرأيِ السّلميّ هو انتهاكٌ وخرْقٌ لحقوقِ الإنسان؟ ما جدوى نشْرِ ثقافةِ حقوقِ الإنسانِ إعلاميًّا مِن خلالِ مناصرةِ حرّيّتِهِ، والمؤسّساتُ الحقوقيّةُ العليا صامتةٌ لا تُحرّكُ ساكنًا؟ ومتى تتحرّكُ؟

آمال عوّاد رضوان - فلسطين 

بموجبِ قرارٍ وزاريٍّ أصدرَتْهُ هيئةُ الأمم المتّحدة بتاريخ 18-12-1990، خُصِّصَ الأوّلُ مِن آذار من كلِّ عامٍ يومًا عالميًّا للدّفاعِ المَدنيّ والحمايةِ المدنيّةِ، إذ يُوافقُ الذّكرى السّنويّةَ لسَرَيانِ مفعولِ القانونِ الأساسيّ عام 1972.
فماذا عن بُلدانٍ عربيّةٍ تضرّرتْ مِنَ الصّراعاتِ الدّاخليّةِ والأزماتِ الخارجيّةِ والحروباتِ المزمنة على مرّ العصورِ، وعانت مِنَ الكوارثِ الطّبيعيّةِ والبيئيّةِ، كالفيضاناتِ والزّلازلِ والحرائقِ والجفافِ ونُدرةِ المياهِ والتّصحّرِ، والكوارثِ الصّناعيّةِ والمشاريعِ التّنمويّةِ كالأمنِ الغذائي، وصراعاتٍ وتهديداتٍ متعدّدة على الشّعب؟
الدّفاعُ المدنيّ ليسَ قوًى وفِرَقًا عسكريّة، إنّما يمُدّ يدَ العوْنِ للمواطنينِ للدّفاعِ عن الوطنِ وحمايتِهِ واستقرارِهِ، بمساعدةِ القوّاتِ المُسلّحةِ وإزالةِ المخاطرِ والأضرارِ التي يُلحِقُها العدوُّ بالوطن، كالقنابلِ والألغامِ والغازاتِ الجوّيّةِ والإشعاعاتِ، وتقديمِ الإسعافاتِ وبناءِ المخابئِ والملاجئِ ومواجهةِ الكوارثِ الطّبيعيّةِ والصّناعيّة.
عام 1931 أقامَ د. جورج سان بول الفرنسيّ جمعيّةَ "ليورد جنيف" في باريس، وعامَ 1958 حُوّلتْ إلى "مرافئ جنيف" كمنظّمةٍ دوليّةٍ للحمايةِ المدنيّة، فانضمّتْ إليها جمعيّاتٌ حكوميّةٌ ومنظّماتٌ أهليّةٌ لحمايةِ السّكّانِ وتعزيزِ مواجهتِهم للحربِ والكوارثِ الطّبيعيّةِ والإشعاعاتِ في السِّلم، وفي موناكو عامَ 1966 أُقِرّتْ نصوصُ القانونِ الدّوليّ الحاليّ كمنظّمةٍ غيرِ حكوميّة، وكارتباطٍ دوليٍّ يربطُ الدّولَ الأعضاء، ودخلَ دستورُ المنظّمةِ حيّزَ التّنفيذِ والمفعول في 1-3-1972، بوصْفِها منظّمةً دوليّةً، لتعزيزِ وتنسيقِ النّظامِ العالميّ وتطويرِ أعمالِ المنظّمةِ ووسائلِها الفنّيّة، مِن أجلِ تداركِ وتخفيفِ نتائجِ الكوارثِ الطّبيعيّةِ في السِّلم أو عندَ استخدامِ السّلاح في النّزاع، وعامَ 1975 سُجّلت المنظّمةُ في أمانةِ الأممِ المتّحدة في نيويورك، وعامَ 1977 وَضعَتِ المنظمةُ الصّياغةَ القانونيّةَ النّهائيّةَ لاتّفاقيّاتِ جنيف.
أهمّ أهدافِ الدّفاعِ المّدنيّ:
*مكافحةُ كافّةِ أنواعِ الكوارثِ وشتّى المخاطرِ بمساندةٍ دوليّةٍ فعّالةٍ على الصّعيدِ العالميّ.
*تعزيزُ دوْرِ أجهزةِ وإداراتِ الدّفاعِ المدنيّ في العالم.
*توطيدُ العلاقاتِ فيما بينَها وبينَ أجهزةِ الإعلامِ المختلفةِ، لتاديةِ الرّسالةِ ولنشْرِ توجيهاتِ وتعليماتِ السّلامةِ والحمايةِ للمواطنين.
*عقدُ ندواتٍ تعريفيّةٍ بالدّفاع المدنيّ وواجباتِهِ ومهامّهِ، وتوزيعُ نشراتٍ ومُلصَقاتٍ توعويّةٍ على المُنسّقينَ والمُؤسّساتِ والمُواطنينَ والمدارسِ والجامعاتِ.
منذ عام 1990 حمَلَ الدّفاعُ المدنيُّ شعاراتٍ حولَ خدماتِهِ وأدوارِهِ المختلفة كحقِّ وواجبِ الجميع، وكجزءٍ مِن البرامجِ المدرسيّةِ، وكأداةٍ تضامنٍ لتطويرِ الحمايةِ المدنيّةِ، وركّزَ على العناصرِ الأساسيّةِ في الدّفاعِ المدنيّ في منْعِ الكوارث وخدمةِ البيئةِ، وأمانِ الوطن وحمايةِ الأرواح والممتلكاتِ والبيئةِ، والخدماتِ التّطوعيّةِ وتحليلِ المخاطرِ لتحقيقِ منْع الكوارثِ بشكلٍ أفضل، في القانونِ الإنسانيّ الدّوليّ وسلامةِ الطّرقِ، والسّلامةِ في موقع العمل وإجراءاتِ السّلامةِ والإنذارِ.
مهامّ الدّفاع المدنيّ:
*الاهتمامُ بزيادةِ وعْيِ الحكوماتِ حولَ الوقايةِ مِنَ الأزماتِ والتّأهّبِ لها بطُرُقٍ مدروسةٍ وفعّالة. تطويرُ قدراتِ السّلطاتِ المَحليّةِ والإقليميّةِ والوطنيّة. تطويرُ مشاريع وقايةٍ تحسينُ جداولَ أعمال. إعدادُ خطّةٍ وطنيّةٍ للتأهّبِ للكوارثِ ولجانِ إغاثةٍ. وضْعُ سياساتٍ وإنشاءُ أنظمةِ معلوماتٍ جغرافيّةٍ وآليّاتِ إنذارٍ مُبكّر، وقدراتِ تحليلٍ وقواعدَ بياناتٍ حولَ الخسائرِ النّاجمةِ عنِ الكوارثِ وتقييمِ المخاطرِ وتفاديها. تنظيمُ استراتيجيّاتٍ وطنيّةٍ لحلِّ النّزاعات.
*تعزيزُ قدراتِ الإشرافِ والقيادةِ لتنسيقِ نهجٍ وقائيٍّ إقليميّ للتّخفيفِ، وتحسينُ منهجيّةِ التأهّبِ والإستجابة، وتأهيلُ كوادرَ ومؤسّساتٍ وتنميةُ قدراتِها المادّيّةِ والتّنظيميّةِ وتقنيّاتِها الوطنيّةِ لإدارةِ الكوارثِ والتّأهّبِ لحالاتِ الطّوارئِ على أفضلِ وجه، وتعزيزُ عمليّاتِ الإنعاشِ بعدَ انتهاءِ الأزمات.
*تعزيزُ التّعاونِ وتبادلِ المعلوماتِ والتّحليلاتِ للتّبليغ عن الأخطارِ والتّحذيراتِ في الوقتِ المُناسب، وإقامةُ شراكاتٍ مع مؤسّساتِ البحوثِ والجامعاتِ ووكالاتِ الأممِ المتّحدةِ وغيرِها مِنَ المنظّماتِ الإنسانيّةِ والإنمائيّةِ ذاتِ الصّلة.
التنفيذُ يتمّ بحَمَلاتِ توعيةٍ حولَ السّلامةِ الشّخصيّةِ في حالاتِ الكوارث، واستستثمارِ البُنيةِ التّحتيّةِ التّكنولوجيّةِ وتطويرِ الدّرايةِ التّقنيّةِ اللاّزمةِ والدّعمِ التّقنيّ، ودعْمِ الأنشطةِ الهيكليّةِ وتخصيصِ الأموالِ اللاّزمةِ لها، لتخفيفِ آثارِ الفيضاناتِ والجفافِ كجزءٍ مُهِمٍّ في استراتيجيّةِ إدارةِ المواردِ الطّبيعيّةِ والإنعاش، ووضْعِ خططٍ لدعْمِ وزارةِ الزّراعةِ في التّخفيفِ مِن آثارِ الجفافِ، والتّعاونِ مع السّلطةِ الاقتصاديّةِ بإدماجِ تدابيرَ السّلامةِ مِنَ الزّلازلِ بطُرقِ البناءِ وتطويرِهِ، وتنميةِ قدراتِها المُؤسّساتيّةِ والتّنسيقيّة لإستباقِ التّهديداتِ والوقايةِ منها ومواجهتِها، لأنّها تُعيقُ التّنميةَ البشريّةَ والاستقرار، وتطويرُ قدراتِ قسم الأرصادِ الجوّيّةِ وتفويضِهِ بإصدارِ التّحذيراتِ مِنَ الكوارث، ليَضمنَ التّقييمَ السّريعَ للكوارثِ والاستجابة لها.
استعراضُ التّفويضاتِ للأقسامِ المختلفة، والتّنسيقُ بينَ الوزاراتِ، وتوزيعُ الأدوارِ والإجراءاتِ اللاّزمةِ المُتّفقِ عليها وطنيًّا.
لكن؛ لو تتبّعنا بلداننا العربيّة لوجدنا:
أنّ مصرَ تُعاني مِنَ الفيضاناتِ المَحلّيّةِ وغمْرِ المناطقِ السّاحليّة، والعراق مُهدّدٌ بالجفافِ والزّلازلِ لندرةِ المياه، وعمّان والعقبة في الأردن مهدّدتانِ بالزّلازل لوقوعِهما على خطّ صدع البحر الميت، وبيروت وطرابلس بلنان معرّضتانِ للزّلازلِ والحرائقِ والفيضانات، ومدينة دمشق في سوريا مهدّدةٌ بزلزالٍ حادّ، واليمن يتعرّضُ لمخاطرِ الزّلازل، والمغرب والسّودان والصّومال بلدان تُعاني مِنَ الفيضاناتِ والجفاف!
وها اليومَ معظمُ شعوب بلدانِنا تثورُ سِلميًّا ضدّ ظُلمِ حكّامِها، مَن مارسوا الاستبدادَ والاستعبادَ والاستغلالَ والقمْع، والدّيمقراطيّةُ المُغيّبةُ عن الوعي تصحو وتنتفضُ مِن سُباتِها، تُطالبُ بحقوقِها وبحياةٍ كريمةٍ ومشاركةٍ حقيقيّةٍ فعّالةٍ في الحياةِ السّياسيّةِ وإدارةِ شؤونِ البلاد، وتحقيقِ العدالةِ السّياسيّةِ والاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ لكلّ شرائحِ الشّعب!
فهل مِن مؤسّساتٍ حقوقيّةٍ دوليّةٍ غربيّة وعربيّةٍ تؤازرُ الحُرّيّةَ ومطالبَ شعوبِنا؟
أينّ يقفُ مجلسُ الأمنِ الدّوليّ وهيئةُ الأممِ المّتحدةِ مِن تطبيقِ المواثيقِ الدّوليّةِ لحقوقِ الإنسان، والتّضامن مع ما يجري اليومَ على أرضِ الواقع؟
أليسَ استخدامُ القوّةِ والقمْعِ ضدّ حرّيّةِ التّعبيرِ عن الرأيِ السّلميّ هو انتهاكٌ وخرْقٌ لحقوقِ الإنسان؟
ما جدوى نشْرِ ثقافةِ حقوقِ الإنسانِ إعلاميًّا مِن خلالِ مناصرةِ حرّيّتِهِ، والمؤسّساتُ الحقوقيّةُ العليا صامتةٌ لا تُحرّكُ ساكنًا؟ ومتى تتحرّكُ؟
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-