استيقضت البلاد التونسية على يوم مشمس و حار و دافىء و جميل..أجواء الشارع اشبه بيوم العيد ..كل الوجوه مستبشرة..و الكل يدعو لبلده بمستقبل الخير والعطاء و الأمل..المكاتب و المدارس تعج بالمنتخبين والمنتخبات..طوابير طويلة منتظرة دورها و ادلاء صوتها بالانتخاب..فترى مختلف تعابير تقاسيم الوجه..و لكل فرد طموح معين و أهداف معينة..عادة ما نرى يوم الأحد شوارع تونس فارغة فهو يوم عطلة تتفرغ فيه السيدات لواجبات ابنائهن المدرسية و لتنظيف بيوتهن أو لتناول الفطور في بيت الجد والجدة..و لكن هذا الأحد ليس كغيره..فالشوارع مليئة بالسيارت..فلا تجد أين تركن سيارتك..و خرج الأطفال بدراجاتهم تملأ وجوههم السعادة الغريبة..فهم لا يعلمون من السياسة قواعدها و لا من الانتخاب مناهجه و لا أهدافه..و الغريب في الأمرأن الشعب التونسي ايضا يعيش حالة من الغرابة شان هؤلاء الأطفال الأبرياء فببراءته ينقسم الى قسمين قسم اذا سالت البعض منه لماذا تنتخب حزب كذا تكون اجابته أنه انتخبه " لدوافع شخصية"فهو يحلم بكذا و كذا..و قسم اذا ما سالته عن اختياره لحزبه تكون اجابته انه ينتخب من أجل كافة الشعب التونسي لنصرة جميع القضايا كالتشغيل و النظافة البيئية والحق في توزيع عادل للثروات و تكريس مبدأ المساواة بين الأجير و المؤجٍر..و بين هذا و ذاك تكمن هوة شاسعة فأيهما الصائب..هل الدوافع الشخصية و الحقد المتخثر في العقول و القلوب أم قضية الشعب بأسره..قضية الشباب و الجيل الصاعد..تعيش تونس أجواء أشبه بالاحتفال و اللذي يلفت الانتباه البريق و شعاع الأمل في الأعين ..فترى الناس تنتخب ثم تقصد المقاهي و المطاعم حشودا و مجموعات نساء و رجالا و أطفالا و رضعا من أجل تناول فطور الصباح و من أجل تناول طعام الغداء..الأجواء عادية و مريحة ..و قد جندت الشرطة و الجيش و كل القوات نفسها لخدمة الشعب منذ أكثر من أسبوع قبل "الصمت الانتخابي"...نعتبر ما تعيشه تونس الان و ماعاشته منذ الرابع عشر من جانفي" يوم الثورة الجليل" و اطاحة النظام الدكتاتوري.. أقوى ما تعيشه منذ الاستقلال..و السؤال المطروح هنا "هل سيتمكن كل تونسي من الاعلاء من شأن بلده عبر تحديده لمصيره"
أجواء الانتخابات في تونس ...يوم حافل و كأنه يوم عيد
تعليقات