المرأة العربية في معترك السياسة!!

أسماء صباح - مصر

لا يخفي على أحد ضعف مشاركة المرأة العربية في عالم السياسة، والاسباب كثيرة وتتراوح بين ثقافية ودينية ونظامية، الا ان اللافت اختلاف هذه الاسباب والتمثيل من بلد عربي الى آخر.

وهنا أود الاشارة الى انني اتحدث عن العالم العربي وليس العالم الاسلامي، اذ ان المراقب لحال المرأة في العالم الاسلامي سيجدها افضل بقليل من حالها في المجتمع العربي، ومثال ذلك بناظير بوتو في باكستان، ومغاواتي في اندونيسيا، وخالدة زيا في بنغلاديش، فالدين ليس العامل ادى الى حرمان المرأة من الدخول الى معترك السياسة، انها الثقافة والانظمة الذكورية السائدة، هذه اهم الاسباب التي تمنع تقدم النساء في العالم العربي.

اذ ذكر تقرير لبرنامج الامم المتحدة الانمائي عام 2005 ان النساء العربيات يواجهن مشاكل جمة من خلال سعيهن للتمكين السياسي اذ تعتبر جميع القرارات السياسية في العالم العربي وعلى جميع المستويات بأيدي الذكور.

ان الاصلاحيات التي يتم التغني بها لا يمكنها ان تحقق طموحات المرأة العربية التي تجد نفسها قد اقصيت ومنعت من الدخول في هذا المجال وحرمت من مجالات اخرى للتمكين بسبب خوف السلطة الذكورية على مصالحها، وان تم ادخال اصلاحات هنا او هناك، بالرغم من انها لا تسمن ولا تغني من جوع، فانها تتم بناءا على ضغوط خارجية تجميلية.

ان تمثيل المرأة في عالم السياسة في الوطن العربي يعتبر الاقل بين دول العالم، اذ حققت الكوتا ونظام الحصص للنساء حق المشاركة البرلمانية، مع العلم بأنه لم يطبق باخلاص في غالب الاوقات، وكان هذا القانون هو احد الاصلاحات التي دفعت الانظمة لاتخاذها لا لسواد عيون النساء، وانما كما ذكرنا سابقا من اجل تجميل واجهة السياسة في تلك البلاد، واظهار احترمها شكليا لحقوق المرأة.

وعلى الرغم من المادة الرابعة من اتفاقية سيدوا، والتي تهدف الى القضاء عل كل اشكال التمييز ضد المرأة في العالم، تشجع على زيادة التمثيل النسبي للنساء في الحياة السياسية الا ان التمثيل لا يعني بالضرورة التأثير، فقد يتم ادراج النساء على قوائم الاحزاب الكبرى وتدخل البرلمان لتمثل هذا الحزب او ذاك ان تقصد تحقيق مصالح المرأة، فهي موجودة لتمثل حزبها وليس المرأة.

هذا ويرى بعض المستشرقين ان بلاد الشام " سورية ولبنان والاردن وفلسطين" قد قطعت اشواطا اكثر من غيرها من الدول العربية في مجال الحقوق السياسية للمرأة، وذلك لان الاحتلال الاوروبي لتلك المناطق ترك لهم ارثا تشريعيا يسمح بمشاركة المرأة في مجال السياسة.

اذ يعتبر لبنان البلد العربي الاكثر ليبرالية اجتماعيا في العالم العربي الا انه يخضع لنظام ابوي تقليدي صارم وخاصة في مجال السياسة، اذ نجد المرأة نشيطة جدا في المجال التجاري والفني الا انها غير موجودة على الساحة السياسية، وان نجحت بعض النساء في دخول البرلمان فذلك لعلاقتهن بالذكور من عائلات مهمة في الوسط الاجتماعي والسياسي، مثال بهية الحريري وهي شقيقة المرحوم رفيق الحريري ونائلة معوض أرملة رينيه معوض...ألخ، فالمرأة لا تنتخب لذاتها وانما لعلاقتها بالهرم الذكوري العائلي والاجتماعي والسياسي.

الا ان الارقام في ما يتعلق بالنائب والوزير المرأة لا تعني الكثير أيضا، اذ يظهر في مرحلة توزيع الحقائب الوزارة أسوء انواع التمييز على أساس الجنس اذ تسلم النساء حقائب وزارات التعليم والشؤون الاجتماعية و الثقافة في الغالب، أما وزارت صنع القرار فتبقى تحت الهيمنة والسيطرة الذكورية.
يتبع...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-