إيمان أحمد ونوس - سوريا
وعلى اعتبار أن المرأة( وهي أحد أهم مكونات المجتمع الأساسية) قد تطورت مسيرتها وأساليب حياتها بفعل انخراطها في مجالات العلم والعمل المختلفة، فأصبحت إنسانة من طراز مختلف عما عهدناه سابقاً، لاسيما أنها وصلت مراحل علمية ووظيفية عليا، وهذا يتطلب من المجتمع والحكومة النظر إليها وإلى مكانتها برؤية مختلفة قانونياً واجتماعياً بحكم أنها من تنجب وتربي الأجيال، ليتم انتقال المجتمع برمته إلى حالة مغايرة لما هو سائد اليوم، كما يتطلب التركيز على قضاياها كافة، من أجل منحها كامل حقوقها باعتبار هذه الحقوق جزء لا يتجزأ من حقوق المواطنة التي نصّ عليها الدستور، وكذلك باعتبارها جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان كما نصّت الاتفاقية الدولية.
وعلى المستوى الرسمي كنّا نعوّل في هذه المرحلة على الاتحاد العام النسائي، وعلى النساء في مجلس الشعب، وكذلك الهيئة السورية لشؤون الأسرة بتبني قضايا المرأة العالقة في الكثير من القوانين والتشريعات، ووضعها كأولوية ضمن جملة الإصلاحات المطلوبة في هذه اللحظة الحسّاسة من تاريخ بلدنا، ولكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي، لأن مجمل الإصلاحات والتعديلات التي طرأت على القوانين السورية في هذه الآونة لم تطل المرأة إلاّ عبر قرار رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 11/7/2011 والذي شكّل بموجبه لجنة برئاسة معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية وعضوية ممثلين عن وزارتي الخارجية والمغتربين والعدل من أجل تعديل المادة /3/ من قانون الجنسية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم/ 267/ لعام /1969/ بما يساهم في منح الجنسية العربية السورية لأبناء المرأة السورية المتزوجة ممن يحمل الجنسية غير السورية.
ولكن، ها قد مرّ أكثر من ثلاثة أشهر ولم نعد نسمع شيئاً عن هذه اللجنة وما توصلت إليه بصدد منح المرأة السورية جنسيتها لأبنائها. بالمقابل، لا يمكننا إغفال تعديل بعض مواد القوانين ذات الصلة بحياة المرأة السورية، كالمادة/584/ من قانون العقوبات التي تمنح قاتل المرأة البراءة فيما يخص جرائم الشرف، والمعدّلة بموجب المرسوم رقم/37/ للعام/2009/ حيث تمّ رفع مدة الحبس لسنتين، ثم عُدّلت هذه المادة بموجب المرسوم التشريعي رقم/1/ للعام/2011/ لتُصبح خمس سنوات مع بقاء الاستفادة من العذر المخفف، هذا العذر الذي تسعى الحركة النسوية السورية للتخلص منه، باعتباره يُبقي على مبررات قتل المرأة تحت ذرائع وحجج واهية تحت مظلة القانون، والمطالبة بأن تُعتبر هذه الجريمة جريمة قتل عادية يُعاقب عليها بموجب قانون العقوبات العام دون تمييز.
أولاً- تعزيز مطالب معظم النساء السوريات والحركات النسوية في سورية من أجل رفع التحفظات السورية على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة- السيداو- خصوصاً أننا تلقينا وعوداً سابقة بإمكانية رفع تلك التحفظات التي أفرغت الاتفاقية من محتواها ومضمونها الأساسي في تعزيز مساواة وتمكين المرأة في كل المجتمعات الإنسانية.
رابعاً- تجديد المطالبة بقانون أسرة عصري يواكب التطورات التي تشهدها الأسرة السورية بمكوناتها الأساسية( المرأة والرجل) بدل قانون أحوال شخصية تراثي صيغ أيام العثمانيين، لم يعد يتلاءم مع ما وصلت إليه المرأة السورية أو الأسرة السورية.
سادساً- تعزيز الاهتمام بالصحة الإنجابية، وتعزيز مسألة تنظيم النسل للحد من ارتفاع معدلات النمو السكانية التي باتت مشكلة حقيقية تُهدد الاقتصاد الوطني من جهة، ومن جهة أخرى ترهق كاهل المرأة بأعباء تعرقل إمكانية تطورها، وتخلق مشاكل اجتماعية ضاغطة تؤثّر على تطور الأسرة والمجتمع.
سابعاً- الاهتمام الجدي والفعّال بتنمية المرأة الريفية، ورفع سوية وعيها بحقوقها التي تسحقها الأعراف والقيم الاجتماعية التقليدية كحرمانها من الإرث وإكمال تعليمها، واعتبارها يداً عاملة غير مأجورة.
هذه هي بعض مطالبنا كنساء سوريات معنيات برفعة وتقدم مجتمعنا، من خلال تعزيز مكانة المرأة السورية وضمان حقوقها كاملة بشكل يضمن لها وللمجتمع تطوراً حقيقياً يضعنا في مصاف البلاد الراقية.