نبيلة حسني محجوب - " وكالة أخبار المرأة "
أما إذا شاء القدر وتمكنت من المرور من " مدخل النساء" وهو أمر مستحيل لغير النساء، لذلك أشرح لك بعض ما تتميز به أقسام النساء. تتميز بالصغر، والاهمال الذي يصبح معه المكان غير لائقا انسانيا ومع هذا ليس بوسع النساء غير المرور من " مدخل النساء " إلى قسم النساء لانجاز معاملة، أو للصلاة رغم أن التكييف معطل، والبسط متربة والجدر متسخة والمقاعد مهترئة، أو لحضور ندوة لا يشاهدون المتحدث ولا يتداخلون إلا بصعوبة لأن الطرف الآخر يسقط وجودهم وعليهن القيام بمناورات عديدة كي يثبتن حضورهن في وعي الطرف الآخر!
أصعب ما يواجهني خلال سفري من أي مطار من مطاراتنا، هو المرور من مدخل النساء، لأن المدخل بدون باب، لكن عليه ستارة كثيفة لا يمكنك المرور دون ملامستها مهما اجتهدت كي تتفادى ما التصق بها من أوساخ وروائح لكنك لا بد ممسك بها بيديك أو برأسك أو بكتفك كي تمر منها وهذا وضع كارثي بمعنى الكلمة، لأنه لا أحد فكر في إجراء عملية تنظيف دوري لتلك الستائر الأزلية!
تلك صورة تعرفها جيدا كل المسافرات من مطاراتنا، وهي تعطي صورة غير انسانية لمعاملة النساء، في وطن يفخر مليكه بهن، لذلك أرجو أن يتم ولو مرة في السنة تبادل الأماكن بين الرجال والنساء كي يكتشف الرجال ماذا يعني " مدخل النساء"
مدخل النساء، كأنه قسم للعزل؛ عزل النساء عن الحراك الفكري والسياسي والخبرات الحياتية التي لا يمكن اكتسابها دون اتصال مباشر مع كافة الأطراف، خصوصا والرجل له السبق في كافة المجالات، كيف يمكن اكتساب الخبرات والنساء في العزل؟!
كيف تتمكن عضوات المجلس البلدي من القيام بمهامهن وهن معزولات في قسم جانبي أو أعلى؟ هو أولا وأخيرا، ليس أكثر من " مدخل نساء" يحجب فاعليتهن وحماسهن ويظل انجازهن مهما "علا" لا يؤخذ به إلا بصفته الأنثوية لا الانسانية!
ربما هناك من يقول أن مشكلات النساء السعوديات أكبر من اختزالها في " مدخل للنساء" كلام صحيح جدددددا " لكن " معظم النار من مستصغر الشرر" لأن " مدخل النساء" هو العقبة التي تعيق المرأة من مباشرة أمورها، ومن تحقيق تقدم في مختلف المشاركات مع شريكها الرجل وبهذا سيظل حلم العالمية بمافيها نوبل " حلم إبليس في الجنة" لا تحدثني عن النساء اللاتي حققن تميزا على المستوى الدولي لأنهن تحررن مبكرا من " مدخل النساء" درسن وعملن في أجواء من الحرية المسؤولة والانفتاح الواعي وبما تمتعن به من ذكاء وتميز، فحققن ما حققن دوليا وأصبحن محل فخر وتقدير حق لهن.
عندما أشاهد النساء في اليمن اندهش من هذا الحضور الطاغي وأتساءل أين " مدخل النساء" المرأة اليمنية تتولى المناصب القيادية وتشارك في الأحزاب السياسية، تقود المسيرات وتناضل ولم تتأثر أمومتها أو تفقد أنوثتها أو حشمتها، وأذكر المراة اليمنية لأنهن الأقرب إلى ثقافتنا، ولأني عرفت منهن كثيرات ناشطات سياسيات، ومسئولات حكوميات وأكاديميات وداعيات
ولا أظن المرأة السعودية أقل منهن اعتزازا بحشمتهن.