زعيمنا البطل؛ أنت تعرفنا أكثر من أنفسنا، نحن شعب طيب، عواطفنا رقيقة، حاجاتنا الأساسية هي التي تحركنا، حينما نجوع نصدق الشائعات، وتتقاذفنا الأهواء، ويستغلنا تجار الحروب والنكبات ، وحينما نغضب نقتات من لحومنا، هكذا هي طبيعتنا، نتصرف أولا وبعد أن تسيل دماؤنا نفكر ، نقدم على المخاطر حتى وإن كان الإقدام ضد أنفسنا، لأننا حينما نؤمن بشيء نموت دونه، ويزداد اندفاعنا كلما كانت عقولنا غير مستقرة وعواطفنا نهبا للدعايات، وحاجاتنا الأساسية غير متوفرة.
كلنا نحبك لأننا نعرفك، ونعرف معاناتك معنا، وأنت تحبنا لأنك منا، وتشعر بمعاناتنا، فهلا سمحت لنا بأن نحملك عبئا آخر فوق أعبائك؟! نحن ندرك أن بعضنا جاحدون، وأننا أعداء أنفسنا، لكن كثيرا منا يمكن أن تثق فيه، وتحمله المسئولية، وبعضنا محتاج إلى أن ترده إلى طريق الوطن، وقد يكون رده إلى الطريق قاسيا ، فليحدث ذلك، نحن موافقون ومباركون، ومحتاجون لتقسو علينا، ينبغي أن تضرب بعضنا لنستقيم كلنا ، نحن نوكلك لضرب الفاسدين فينا، لا نطالبك بأن تعدمهم قبل محاكمتهم، ولا نطمع أن تقدم كل الفاسدين دفعة واحدة؛ نحن نرجو أن تقدم فقط ثلاثة أو أربعة من رموز الفساد إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، ستكون ضربة معلم تعيد إلينا استقرار نفوسنا ، وتوقف كيد من يكيد لنا، وتلجم الأفواه المتشدقة باسم الفساد.
تقول تقارير مجلس النواب- يا زعيمنا- إن أحدهم قد سيطر على ستين كيلو متر من أراضي الدولة في الحديدة، فهل ستسكت عليه حتى يعلن دولته المستقلة على الأرض اليمنية؟ لقد صنعت الوحدة، ولممت شملنا بعد الفرقة والعذاب، فنرجو أن تحفظ جمعنا، و توقف مشاريع الفاسدين ، لأننا لم نعد نحتملهم ..إننا نعاهدك –يازعيمنا- رجالا ونساء، مطيعين وعصاة، أن نكون معك قلبا واحدا، ونعدك ألا تسمع صوتا انفصاليا ولا صوتا معارضا إذا ضربت ضربتك واتخذت القرار الاستثنائي، نريد منك يا زعيمنا أن تحيد مشاعرك الإنسانية هذه الأيام، لأننا لا نستحق المزيد من التسامح ، دعنا نشعر أننا يجب أن نحاسب على تصرفاتنا، دعنا نعيد الثقة بقدرة الدولة على إيقاف الفاسدين عند حدهم، دعنا نرفع رؤوسنا أمام الخارج بأن لدينا قضاء عادل يحاكم الكبار قبل الصغار، ولن يحدث ذلك إلا إذا ضربت ضربتك أنت، لقد عودتنا أن تكون صاحب المبادرات العظيمة، ولن يبادر أحد إن لم تبادر أنت، فأنت خير من يستشرف مستقبل اليمن، ويعرف أسس بنائه.