أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

مواسمُ تعبيرٍ وتغبيرٍ أم حملاتُ تغييرٍ وتعيير!

آمال عوّاد رضوان - فلسطين تَحْمِلُنا أَسمَاؤنَا إِلى أَعمَاقِ مَجهُولٍ يَتنَاسَل .. نَحْنُ؛  فِكرَةُ خَلْقٍ يَتَكوَّرُ في رَحمِ المُنَى! * نُعايِنُ ظِلالَ اللهِ تَكسُو بِحَارَ الحَواسِّ؛ تُربِكُنَا أَمواجُ الرَّهبةِ .. فَنَتقوَّس وبِتثَاقُلٍ مُهتَرئٍ بَينَ تَعاريجِ الحُزنِ وشَظايَا الفَرحِ نَتَّكِئُ علَى مَسَاندِ الصَّمتِ نَنْكأُ جُروحَاً تَغفُو لِنَنْشُرَ سَوادَ الأَلَمِ حَلِيباً يَتعَشَّقهُ مِدَادُ الحَنِين * تَتَرنَّحُ قَواربُ أَحلامِنَا خَدِرةً يَتنَاثَرُها جُوعُ عَواصفِ الوقتِ الكَافِر، وفي دَوَّاماتٍ مُفرَغةِ الحُروفِ وبِوَرعِ الضَّوءِ الخافتِ الخافقِ نَرسِمُنا قِصَصاً تَتلوَّى لَوعةً في قَفصِ البَراءَة * لِبُرهَةٍ؛ نُومِضُ بَسَماتٍ تَرتشِفُ دَمعاً يَترَشَّحُ حَيرةً حَيرَى من ثُقوبِ قَلبٍ يَتَفايضُ نُوراً، ولِوَهلَةٍ؛ تَنثَني هَالاتٌ من أَسفَارِ الأَيَّام تَتشَكَّلُ رَغوةَ تَساؤلٍ على جَبينِ الفُصُول وبِخلسَةٍ؛ نَلِجُ أَحشاءَ العَمرِ بِشَهوةٍ تَعزِفُنا أَنامِلُ نَيسَان أُكذُوبةً عَلى أَوتَارِ الذَّاكرةِ والنِّسيَانِ المُتَقَاطِعَة!    Cordes croisées Par :Amal Radwan ……Traduite par : Farah Souames Nos noms nous mènent aux profondeurs d’un inconnu propageant Nous……. L’idée d’une existence roulant au cœur de l’espoir * On lorgne les ombres divines couvrant les mers des sens Les vagues de l’effroi nous déconcertent…on s’incline D’une gêne usagée Entre courbes de tristesse et étincelles de liesse On se repose sur les supports du silence Vexant des blessures qui sommeillent Ressuscitant la noirceur de la douleur en lait Passionnant l’encre de la nostalgie * Les barques de nos rêves se balancent engourdies Dispersées par l’inanition des tempêtes de temps infidèles Dans des remous vides de caractères Et la piété d’une lumière faible et palpitante Se dessinent des contes et se tordent anxieuses A la barre d’innocence * L’espace d’un instant, On scintille des sourires feutres de larmes Infiltrant la perplexité A travers un cœur perce, débordant de lueur * L’espace d’un instant, Les auréoles des périples quotidiens s’inclinent Formant une écume de question au front des saisons Et usant de cacherie On glisse aux tripes de la vie d’une passion Jouée en Avril telle un mensonge Sur Les cordes croisées de la mémoire et l’oubli آمال عوّاد رضوان - فلسطين  جَعَلْتُ قَلْبَكَ عُلّيْقَةَ مُوسَى  تَشْتَعِلُ بِاخْضِرَارِ نَارِي وَلا تَترمَّدُ ! * أنَا عُصْفورَةُ نارٍ لكِنِّي .. لا أُحْرِقُ وَلا أُرْمِدُ وَما كُنْتُ أَنْفُخُ في رَمادٍ بَل ؛ أُلْهِبُ الصُّدورَ الْمُرَمَّدَةَ بِجِمَاري *  دَعِ الدَّمْعَةَ عَلى شِفاهِ الثَّلْجِ تَسحُّ .. تَنْشَطِرُ .. عَلَّ الثَّلْج يَذوبُ .. فَلِمَ تَنتَظِر؟ مَا تِلْكَ بدَمْعَةِ نَدَمٍ ، هِيَ قَطرةُ حَياةٍ دَعْها تََهْمي فَما ذاكَ بِانْكِسَار * أنا مَن احتملَ في مِنْقارهِ جَذْوَةَ نارِ الهَوى دَعْني أُدْفِئْكَ بِها أُجَفِّفُ طَواحينَكَ المُبْتلَّةَ بِحَرَارَتي * أجِيئُكَ أُخبِّئُ لكَ تَحْتَ جَناحَيَّ غِلالَ حُبِّي فَهيِّئْ .. سيِّدي .. أَجنِحةَ عِنَاقِنَا أَثِرْ أَريَاشَهَا بِنَسائِمي لِيأْخُذْنا هَفِيفُهَا إلَى دُوَارٍ لَذِيذ !  Moineau de feu   Par :Amal Radwan Traduite par : Farah Souames   J’ai fait de ton Cœur, un roncier de Moise Brulant à la verdeur de mon feu Sans se réduire en cendre * Je suis un moineau de feu Mais Ni brulant, ni cendreux Je ne soufflais à la cendre Mais Je brulais les âmes cendreuses de mes braises * Laisse une larme sur les  lèvres de glace Couler Fendre Fondant peut être la glace Qu’attends-tu ? Ce n’est nul une larme de regret C’est une goutte de vie Laisse-la se déverser Ce n’est nul une rupture * Moi Qui supporta sur mon bec, le tison des feux de la passion Laisse-moi te réchauffer Sécher tes moulins humides De ma chaleur * Je viens à toi  Cachant sous mes ailes les fruits de ma passion Dresse les ailes de nos étreintes Marque-les de mes brises Que leur bruissement Nous emmène Dans un tourbillon délicieux آمال عوّاد رضوان - فلسطين  لا زالَ يافعًا يانعًا، لا تعرفُ أجنحتُهُ الوهّاجة ذبولاً، رغْم أنّهُ محاصرٌ بينَ قضبانِ الاحتراق، في مِرجلٍ تُزوبعُ به متاهاتُ الدّروب، وذلك؛ لِما تميّز بهِ مِن عذوبةِ موْسقتِهِ وشجنِهِ! كمثلِ حاكورةٍ صغيرةٍ، ملآى بكلِّ أنواعِ الأشجارِ المثمرةِ وأشجارِ الزّينةِ بسياج صبّارِها؛  حاكورةٌ ترعرعتْ وسطَ غابةِ الاستبدادِ وأدغالِ الاحتلالِ وأحراشِ القهرِ! حاكورةٌ نما في أحواضِها الوجعُ، وفي أحضانِها التحدّي، فدُمّرَ كثيرٌ من أعشاشِها، وهُجّر كثيرٌ من أطيارِها دون أرياشِها، في منافي الشّتاتِ والضّياع والفراغ، بلا أرض ولا سماءٍ وبلا هويّة!  إنّهُ الشّعرُ الفلسطينيُّ في الدّاخل؛ راسخُ الجذورِ منذ الجيلِ الأوّلِ، وقد اتّجهَ مؤشّرُ بوصلتِهِ صوْبَ مكانةٍ مرموقةٍ في الشّعرِ العربيّ والعالميِّ!  الشّاعرُ الفلسطينيُّ في الدّاخلِ امتطى صهوةَ ثقافتِهِ وما ترجّلَ عنها، رغمَ الاختناقِ وضيقِ التّنفّس، بل شنّ وعيَهُ وأدواتِهِ اللّغويّةَ اللاّهبةَ ضدّ مذابح الغزو، وضدّ حصْرِهِ في قواقعِ الطّائفيّةِ والأقليّةِ العربيّةِ في دولةٍ يهوديّةٍ، فعايشَ البيئةَ الجديدةَ وواكبَها بالمواجهةِ، وتصدّى لمحْوِ ذاكرتِهِ التّراثيّةِ وتاريخِ حضارتِهِ!  الشّاعرُ الفلسطينيُّ تفاعَلَ معَ العالم الخارجيِّ، ولم يكن رهينَ شعرِ المقاومةِ، كما أطلقَ الأديبُ غسّان كنفاني، ورغمَ المآسي التي يكابدُها، ما تنازلَ عن ثوابتِ وكواشينِ حواكيرِهِ، ولم يقتصرْ شعرُهُ على النّدبِ والشّجبِ فحسْب، إنّما أثمرتِ الحواكيرُ الفلسطينيّةُ ما لذَّ وطابَ مِن شعرٍ شعبيٍّ وفصيحٍ بليغٍ، يتحدّثُ فيهِ عن الحنينِ والغربةِ والمقاومةِ والتّحدّي، والحُبِّ والعِشقِ وجَمالِيات الحياةِ والمشاعرِ الإنسانيّةِ، وتعميقِ الحياةِ وتجميلِ الوجودِ وبناءِ المستقبل، من خلالِ مساحاتٍ فكريّةٍ شاسعةٍ، وانتماءاتٍ ثقافيّةٍ مختلفةٍ وبشتّى الرّؤى.  الشّاعرُ الفلسطينيُّ إنسانٌ اعترَكتْهُ الظّروفُ فعايشَ القهرَ، وتدرّبَ كيفَ يعتلي سُحُبَ الخيالِ والتّصوّر، ليُحلّقَ بأجنحةِ التّصويرِ والإبداعِ، كي يخلقَ عالمًا أجملَ مِن الحقيقة، لذا تفاعلَ معَ البيئةِ والحياةِ وظروفِها وتفاصيلِها اليوميّة بمنتهى الحساسيّةِ الإبداعيّة، وكانَ لشعرِ المقاومةِ أن يتصدّرَ المشهدَ الشّعريَّ مِن أجلِ التّحريرِ والحرّيّة المنشودَيْن، ففرَضَ نفسَهُ إعلاميًّا، وتجلّى بشكلٍ بارزٍ بما يتوافقُ والحالة الرّاهنة التي استمرّتْ واستدامتْ، وقد تُرجمَ كثيرٌ مِنَ الأشعارِ للعبريّةِ ولغاتٍ أخرى، ولوحِقَ بعضُ أصحابِها، لِما تحملُهُ مِن فِكرٍ وتحريضٍ يُعارضُ سياسةَ التّهويدِ المفروضة، وبسببِ الانتماءاتِ الحزبيّةِ، في ظلِّ غيابِ الوطنِ وسيادتِهِ الفلسطينيّة.  مِن شعرائِنا مَن سطعَ نجمُهُم وحضورُهُم في وسائلِ الإعلامِ الحزبيّة، وتركَ بصمةً زيتيّةً في الذاكرةِ الثقافيّة، وأثرًا محفورًا في سنديانِ المهرجاناتِ الثّوريّةِ والاحتفالاتِ الشّعريّةِ التّحميسيّةِ، ومنهم مَن خفَتَ نجمُهم حدَّ البصيص، وما عُرف قدْرُهم وما نالوا حقّهم، فقد توهّجَ بينَ سُحُبِ السّماءِ مَن توهّج، وناسَ بينَ الغيومِ مَن وشّحتْهُ بضبابِها، وقد حوكِم الإبداعُ الأدبيُّ حزبيًّا وسياسيًّا، وبكلِّ أسفٍ، ظلّتْ تخضعُ ثقافتُنا للامتحانِ وإثباتِ الوجودِ والحضورِ، وبقيتْ رهينةً تستعطفُ الودَّ العربيَّ حتّى اليوم، ويحاولُ فلسطينيّو إسرائيل أن ينفوا التّهمةَ المُوجَّهةَ إليهم، كي يُثبتوا أنّهم أبرياء مِن دمِ المبايعةِ أو التّسليمِ والاستسلام، وأنّهم عربٌ أقحاح ما تهوّدوا ولا تطبّعوا ولا تأسرلوا!  وفي ظلِّ التّهميشِ العربيِّ للمأساةِ المستديمةِ العليلةِ، غدا فلسطينيّو ال 48 ضّحيّةً مفخّخةً موقوتةً، ومُعلّقةَ خارجَ الأحداثِ التّاريخيّةِ والخرائطِ الجغرافيّةِ، فهم الضّحيّةُ الموصومةُ بختمٍ إسرائيليٍّ ينبغي التخلّص منه أو تذويبه، وهكذا؛ بُتِرَ شعبُنا عن شقيقِهِ الآخر في الضّفّةِ وغزّة، واستُبعِدَ عن الأمّةِ العربيّةِ وسياساتِها في صُنعِ القرار، كأنّما توقّفتْ عجَلةُ التّاريخِ عند شرْخِ النّكْبةِ دونَ حَراكٍ عربيّ مُسانِد! وكانَ للجيلِ الأوّلِ مهمّةٌ شاقّةٌ مِن خلالِ الإبداعِ الفلسطينيِّ، هو خلْق نموذج مقاومة، مِن خلال الكلمةِ الحادّةِ اللاّهبةِ، والنّاقرةِ على شريانِ وجعِ المنكوبِ ونبض معاناةِ الشّعب، إلاّ أنّ البعضَ دخلوا في مرحلةِ الاجترارِ والتقليدِ للنّموذجِ السّابق، والبعضَ لا زالَ قادرًا على تشكيلِ رؤًى فكريّةً ناضجةً مستحدثة، وإبداعيّةً متميّزة بفنّيّتِها، وبمستوًى عربيٍّ عالميٍّ، وتستمرُّ حربُ الحَرْف!  هل يجهلُ المحتلُّ ما للإعلام الوطنيّ بشتّى وسائلِهِ وتقنيّاتِهِ من دورٍ رئيسيّ هامٍّ في دعْمِ الهويّةِ الوطنيّةِ، ومن محاربةِ النّزعاتِ الطّائفيّةِ، ومن نَشْرِ الثّقافةِ المستقِلّةِ وتعزيزِ الثّقةِ والانتماءِ الوطنيِّ والقوميّ؟ وهل يخفى على المثقّفِ الواعي تأثيرُ الإعلام، وحضورُه الفعّالُ المباشرُ محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، وفي إعطاءِ المبدعُ فرصَ تطويرِ إمكاناتِهِ الأدبيّةِ والإبداعيّةِ، دونَ الولاءِ لجهةٍ ما أو حزبٍ داعم؟  طبعا لا، إنّما حُكم القويّ السّائد الجائر حجّمَ وقلّصَ للشّعبِ الأعزل إمكاناته التقنيّة التثقيفيّة، لكنّه ما استطاع أن يثبط العزيمةَ والهمّة في النّضالِ الواعي، أو يحبطَ التصدّي العنيد، من أجلِ الحفاظِ على الكيانِ الفلسطينيِّ العربيِّ لغةً وحسًّا وانتماءً، دونَ تهجينٍ أو تذويب. لكن؛ وبسبب توقّفَ الاهتمامُ والإعلامُ العربيُّ فقط عندَ أسماء محدودة مِن أدبائِنا، ونماذجَ قليلة مِن شعرائِنا، مَن بيعتْ وسُوّقتْ وتُرجمتْ وانتشرتْ كتبُهم في المكتباتِ العربيّة، ونالَ أصحابُها حصّةَ الأسدِ في تلقّي الدّعوات والمشاركةِ والانتشار عربيّا وعالميّا، وبسببِ غيابِ التّنظيماتِ الثّقافيّةِ والأدبيّةِ الوطنيّةِ المحَلّيّة المُحارَبة صهيونيًّا، فقد تولّدتْ أزمةُ غيابِ النّقدِ الحقيقيِّ الموضوعيِّ المَحلّيِّ والعربيّ، فهيّأتْ مناخًا تسودُهُ الشّلليّةُ المُتسلّقةُ البارزة، والّتي أركنتِ المواهبَ والتّجاربَ الأدبيّةَ المتميّزةَ في هوامشِ الإبداعِ، فكساها غبارُ الإهمالِ والإحباطِ دونَ تسويقٍ، بل عمدتْ على ترويجِ الرّديءِ بدلاً مِنَ الأجوَد.  وها هي واحةَ الشّعرِ الفلسطينيّةِ الزّاهيةِ لا زالتْ تزهرُ وتُثمرُ وتُظلّلُ، وتفوحُ أزاهيرُها في صحراءَ تكثرُ فيها الرّمالُ المتحرّكة لتبتلَعها، حيثُ تنعقَ فيها الأبواقُ المشبوهةُ والهِممُ الوصوليّةُ، الّتي تنعفُ الرّمالَ الحارّةَ في عيونِ المبدعينَ والمثقّفينَ والقرّاءِ والبسطاء. إضافةً إلى الشّبكةِ العنكبوتيّةِ التي لعبتِ دوْرًا هامًّا في كسْرِ الحواجزِ الجغرافيّةِ والحدودِ السّياسيّةِ المفروضة، في السّنواتِ العشرِ الأخيرةِ، كما وساعدتْ في انتشارِ الثّقافةِ الرديئةِ والجيّدة، ولكن على مستوى فرديٍّ وليس جماعيٍّ ووطنيٍّ، وهذا شقٌّ آخر من المأساةِ التي توالتْ أكثرَ من ستّة عقود!  وتاريخيًّا؛ ابتدأتْ معاناةُ الوسطِ الثّقافيّ المَحلّيِّ منذ أحداثِ النّكبةِ، بعدَ إغلاقِ المؤسّساتِ الثّقافيّةِ الفلسطينيّةِ في حيفا ويافا، اللّتيْن كانتا محطّتيْنِ هامّتين أسوةً بالعواصم العربيّة، ففي حين استقطبتا أمّ كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش والكثيرَ مِن الأدباءِ والمثقفين، وزخرتا بالمقاهي الأدبيّةِ والفنادقِ والمطابع والصّحفِ والمسارحِ والنّشاطاتِ الثّقافيّةِ المختلفةِ، وعلى مستوى عربيٍّ يُضاهي بغدادَ والشّامَ والقاهرة ثقافيًّا وحضاريًّا وتجاريًّا، فقد هُجِّرَتْ نُخَبُ شعبِنا المقتدرينَ ثقافيًّا وماديًّا، وهُدّمتِ المراكزُ الثّقافيّة، واعترى البلادُ شللٌ مؤسّساتيّ ثقافيٌّ وتفكّكاتٌ تنظيميّة، فقد صارتْ بلادُنا عبارةً عن قرى صغيرةٍ وكبيرةٍ، تفتقدُ إلى معالم المُدنِ المدنيّةِ والإبداعيّة، وتفتقرُ إلى مؤسّساتٍ وطنيّةٍ ثقافيّةٍ متطوّرة! فهل يُعيدُ الفلسطينيّونَ مجْدَ حيفا العتيق ومناخ عكّا المائج وميناءَ يافا الغابر؟ كيف؟ متى؟ ومِن أيّةِ منطلَقاتٍ يمكن أن تتجاوزَ المِحنة؟ آمال عوّاد رضوان - فلسطين  للإعلام المقروءِ والمسموع بكلّ أنواعِه متباينةِ التوجّه علاماتٌ فارقةٌ في حياةِ البشريّة، فهو لغةُ تعبيرٍ وتناغمٍ بينَ المُرسِلِ والمستقبل، يَعملُ على إيصالِ فكرةٍ أو قضيّة ما، ليجعلَ الرّأيَ العامّ يتأثرُ بها ويستجيبُ ويتفاعلُ معها سلبيًّا أو إيجابيًّا، لِما له مِن انعكاساتٍ وتداعياتٍ وتشويشاتٍ قد تخدمُ جهاتٍ مُوالية، وقد تحاربُ أخرى مُعارِضة! هل كلُّ إعلام يُساهمُ في عمليّةِ التثقيفِ والتقريب مِن الحقيقة، فيعملُ على التنوير والتبصير والإقناع وبثّ الوعي لصالح الفرد والمجتمع، وبتغطيةٍ متعدّدةِ الجوانب، أم أنّه قد يكون أحاديّ الاتّجاه، يوجّهُ الجيلَ الناشئَ بطُرُقِ المبالغةِ والتزوير والتحريف، ويدعو إلى حالةِ تحريضٍ وتقزيمٍ وتشويش وتثوير على ثوابتَ وحقائقَ يقوم عليها استقرار المجتمع؟ هل وصلت مجتمعاتُنا إلى حالةٍ مِن يقظةٍ فكريّة، ونضجٍ عاطفيّ وأمنيّ ونفسيّ تؤهّله للتمييز بين الحقيقةِ والوهم؟  هل يَعلمُ المواطنُ البسيط أنّ هناك أحزابًا وعناصرَ لها مكانتُها الدّينيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والفنيّة والثقافيّة، يمكنها أن تجرفَ الحقيقة عن مسارِها، وفي الخفاءِ تلعبُ مِن وراءِ الكواليس ألاعيب الغمّيضة والتعتيم، من خلالِ أسهُمٍ لها في الإعلام تشتري بها الذّمم، فتمنحُ الصّحف حصصًا إعلانيّة، أو مقتطعات سنويّة، أو مكافآتٍ ومخصّصاتٍ شهريّة، الأمر الذي يمنحُها القدرة على التحكّم بآليّات النّشر، ونشر ما يخدمها، أو منع أيّة مادّةٍ صحفيّةٍ مِنَ النشر، إن كان لها علاقة بها وتهدّد مصالحَها، أو تتعارضُ مع مصالحِ المحيطينِ بها؟ هل يعملُ الإعلامُ على تحقيق الحرّيّةِ والعدالة والكرامة للإنسان، ويُراعي هوامشَ الحرّيّاتِ المتفاوتةِ بينَ القرّاء، أم أنّ بعضَهُ يلهثُ وراءَ الرّبح، على حسابِ الأخلاقيّاتِ والوطن وأمنِهِ واستقرارِه؟ في الفترة الأخيرةِ تدأبُ مواقع إعلام كثيرة في إثارةِ عجاج الغبار مِن حول بلدانِنا العربيّة، فتشاركُ في جريمةِ إخفاءِ الحقائق، وتلبسُها أوهامًا قد تودي بالثقة العربيّةِ المتبقيّةِ إلى هاوياتِ اليأسِ واللاّمبالاة! وأنت الشّاهدُ على مآسي إعلامِنا، قد ينعتكَ بعضُهم بالعدائيّ المتطرّف، وقد يَصِفكَ بعضُهم بالاستسلاميّ الانهزاميّ، وقد يَعدُّكَ نفرٌ آخر معتدِالاً مُسالِمًا، وتظلُّ مرهونًا بوجهاتِ نظرٍ متعدّدة الأبعاد متباينة، تتعلقُ بثقافةِ قرّائِكَ ووعيِهم لقضايانا الرّاهنة. هل يمكننا التّعامل مع الرّأي الآخر بتوجّهاتِهِ المختلفة، كجزءٍ مِن حرّيّةِ التعبير وليس كجزءٍ من الاتّهام؟ متى؟ وكيف؟ متى يدخلُ الرّأيُ والخبرُ في معتركِ الإشاعاتِ والأباطيل؟ هل للإعلام الرّسميّ دوْرٌ في تفشّي الإشاعةِ الإعلاميّة؟ هل ستبقى منابرُنا الإعلاميّة أداةَ تَسوُّقٍ في بسطاتِ الرّأي والرّأي الآخر؟ الفنان مارسيل خليفة الملتزم فنيًّا ووطنيًّا وعربيًّا قالَ في برنامج "بلا مجاملة" بتاريخ 18-4-2011، في حلقةٍ مسجّلةٍ بُثّت في تلفزيون حنبعل التونسيّ الفضائيّ: "لا صحّة بتاتًا لأيّ أخبار عن اشتراطي مبلغ 150 ألف دولار من أجل إقامةِ حفلٍ في تونس، بمناسبة الثورة التونسيّة التي ساندتها، ولم يتّصلْ بي أحد أصلاً، مِن أجل إقامةِ حفلٍ في تونس، حتى يحقّ الحديث عن مبلغٍ ما اشترطتُه"! وما بين ترويجٍ خبرٍ تناقلتْهُ صحفٌ ومواقع إلكترونيّة وما بين نفيِهِ، يقفُ المُتتبّعُ والمُراقبُ مشدوهًا حانقًا، لِما وصلَ إليه الإعلامُ مِن تضليلٍ وتظليل! الفقرُ الموضوعيُّ واللاّمسؤولُ في بعض وسائل الإعلامِ العربيّةِ الرّسميّة والتّجاريّة يتجلّى واضحًا، فالمذيعةُ الّتي دسّت الخبرَ في وجبتِها الإعلاميّة، تحتَ بند فنانٍ ملتزم، تنفي وتبرّرُ وتُنكرُ أنّه المقصود، مِن منطلق عدم ذِكْرِ اسمِهِ في حيثيّاتِ ما أورَدتهُ في خبَرِها. هل أمرٌ كهذا، قد يضعُ تاريخًا بأكملِهِ في خانةِ التّشويهِ، سواءً كانَ الأمرُ يتعلّقُ بفنّانٍ أو بكاتب أو سياسيّ، وقد يُفضي إلى إعلان حُكم الإعدام على مسيرةٍ ناجحةٍ، بغضّ النظر عن توجُهاتِها؟ هل باتَ السّبقُ الاعلاميُّ وصناعة الإعلام تجارةٌ تفتقرُ للموضوعيّة، وتعتمدُ الإشاعة والإثارة لضمان الرّبحيّة والاستمراريّة؟  ما وجهةِ نظرِ قوانين المرئيّ والمسموع وأنظمةِ المطبوعاتِ والنّشر في دولِنا العربيّة، تجاهَ المنظومة الإعلاميّةِ الّتي تُغرّدُ خارجَ سربِ المهنيّةِ والموضوعيّة؟ في أوج المتغيّراتِ في العالم العربيّ واندلاعِ ثوراتِ التغيير، برزت إشاعاتٌ لا تخضعُ لا لرقيبٍ ولا لحسيب، إشاعاتٌ مكثفة لم يسبق لها مثيل، أضاعت المواطن العربيّ بين تعدّدِ الرّواياتِ، وبعثرته في حكاياتٍ وتفاهاتٍ تُشغلُهُ بعيدًا عن جوهرِ القضيّة، وساهمت في انهيارِ أنظمةٍ، وتفتيتِ النسيج المدنيّ بين مُؤيّدٍ ومُعارِض! هل الرّوايةُ الصّحفيّة التي صبّتْ جُلّ اهتماماتِها على جوانب النّساءِ والزواج والعشيقاتِ والأموال المنهوبةِ وغيرها، هي جزءٌ مِن الحبكاتِ الإعلاميّةِ، من أجلِ سحْقِ الأغلبيّة الصّامتة، وخلطِ حابل الحقيقةِ بنابل نقائضِها، كي تُرسّخَ حالةً مِن انعدام الثقة ما بينَ مؤسّسةِ الشّعبِ ومؤسّسةِ القيادة؟ هل يُؤخذُ على المسؤولين والمعنيّين بأمر الإعلام العربيّ مسؤوليّة ما آلت إليه الأمور، مِن نزوح إعلامِنا نحوَ النقل عن المواقع المشبوهةِ التي تُروّجُ لإخبارِ الإثارة؟  لماذا نستسلمُ للإعلامِ الغربيّ في السّرّاءِ والضّرّاء، وهو الإعلامُ الذي فتحَ قنواتِهِ على مدارِ السّاعةِ لفضح استثماراتِ "الزعماءِ والكبار"، في الوقتِ الذي كانَ بهِ بالأمس القريب يُبجّلُ بنزاهةِ هؤلاءِ الكبار، ويضعُهم على رأس قوائم المشهودِ لهم بالشّفافيّة؟ لماذا انهارَ الإعلامُ الوطنيُّ المسؤول في بعض الدّول الشقيقة، وصارَ ينطق بمستوى لغويٍّ أشبه بلغطٍ همجيٍّ يجتاحُ اللّغوَ المهنيّ؟

آمال عوّاد رضوان - فلسطين 

للإعلام المقروءِ والمسموع بكلّ أنواعِه متباينةِ التوجّه علاماتٌ فارقةٌ في حياةِ البشريّة، فهو لغةُ تعبيرٍ وتناغمٍ بينَ المُرسِلِ والمستقبل، يَعملُ على إيصالِ فكرةٍ أو قضيّة ما، ليجعلَ الرّأيَ العامّ يتأثرُ بها ويستجيبُ ويتفاعلُ معها سلبيًّا أو إيجابيًّا، لِما له مِن انعكاساتٍ وتداعياتٍ وتشويشاتٍ قد تخدمُ جهاتٍ مُوالية، وقد تحاربُ أخرى مُعارِضة!
هل كلُّ إعلام يُساهمُ في عمليّةِ التثقيفِ والتقريب مِن الحقيقة، فيعملُ على التنوير والتبصير والإقناع وبثّ الوعي لصالح الفرد والمجتمع، وبتغطيةٍ متعدّدةِ الجوانب، أم أنّه قد يكون أحاديّ الاتّجاه، يوجّهُ الجيلَ الناشئَ بطُرُقِ المبالغةِ والتزوير والتحريف، ويدعو إلى حالةِ تحريضٍ وتقزيمٍ وتشويش وتثوير على ثوابتَ وحقائقَ يقوم عليها استقرار المجتمع؟

هل وصلت مجتمعاتُنا إلى حالةٍ مِن يقظةٍ فكريّة، ونضجٍ عاطفيّ وأمنيّ ونفسيّ تؤهّله للتمييز بين الحقيقةِ والوهم؟

هل يَعلمُ المواطنُ البسيط أنّ هناك أحزابًا وعناصرَ لها مكانتُها الدّينيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والفنيّة والثقافيّة، يمكنها أن تجرفَ الحقيقة عن مسارِها، وفي الخفاءِ تلعبُ مِن وراءِ الكواليس ألاعيب الغمّيضة والتعتيم، من خلالِ أسهُمٍ لها في الإعلام تشتري بها الذّمم، فتمنحُ الصّحف حصصًا إعلانيّة، أو مقتطعات سنويّة، أو مكافآتٍ ومخصّصاتٍ شهريّة، الأمر الذي يمنحُها القدرة على التحكّم بآليّات النّشر، ونشر ما يخدمها، أو منع أيّة مادّةٍ صحفيّةٍ مِنَ النشر، إن كان لها علاقة بها وتهدّد مصالحَها، أو تتعارضُ مع مصالحِ المحيطينِ بها؟
هل يعملُ الإعلامُ على تحقيق الحرّيّةِ والعدالة والكرامة للإنسان، ويُراعي هوامشَ الحرّيّاتِ المتفاوتةِ بينَ القرّاء، أم أنّ بعضَهُ يلهثُ وراءَ الرّبح، على حسابِ الأخلاقيّاتِ والوطن وأمنِهِ واستقرارِه؟
في الفترة الأخيرةِ تدأبُ مواقع إعلام كثيرة في إثارةِ عجاج الغبار مِن حول بلدانِنا العربيّة، فتشاركُ في جريمةِ إخفاءِ الحقائق، وتلبسُها أوهامًا قد تودي بالثقة العربيّةِ المتبقيّةِ إلى هاوياتِ اليأسِ واللاّمبالاة!
وأنت الشّاهدُ على مآسي إعلامِنا، قد ينعتكَ بعضُهم بالعدائيّ المتطرّف، وقد يَصِفكَ بعضُهم بالاستسلاميّ الانهزاميّ، وقد يَعدُّكَ نفرٌ آخر معتدِالاً مُسالِمًا، وتظلُّ مرهونًا بوجهاتِ نظرٍ متعدّدة الأبعاد متباينة، تتعلقُ بثقافةِ قرّائِكَ ووعيِهم لقضايانا الرّاهنة.
هل يمكننا التّعامل مع الرّأي الآخر بتوجّهاتِهِ المختلفة، كجزءٍ مِن حرّيّةِ التعبير وليس كجزءٍ من الاتّهام؟ متى؟ وكيف؟
متى يدخلُ الرّأيُ والخبرُ في معتركِ الإشاعاتِ والأباطيل؟
هل للإعلام الرّسميّ دوْرٌ في تفشّي الإشاعةِ الإعلاميّة؟
هل ستبقى منابرُنا الإعلاميّة أداةَ تَسوُّقٍ في بسطاتِ الرّأي والرّأي الآخر؟
الفنان مارسيل خليفة الملتزم فنيًّا ووطنيًّا وعربيًّا قالَ في برنامج "بلا مجاملة" بتاريخ 18-4-2011، في حلقةٍ مسجّلةٍ بُثّت في تلفزيون حنبعل التونسيّ الفضائيّ:
"لا صحّة بتاتًا لأيّ أخبار عن اشتراطي مبلغ 150 ألف دولار من أجل إقامةِ حفلٍ في تونس، بمناسبة الثورة التونسيّة التي ساندتها، ولم يتّصلْ بي أحد أصلاً، مِن أجل إقامةِ حفلٍ في تونس، حتى يحقّ الحديث عن مبلغٍ ما اشترطتُه"!
وما بين ترويجٍ خبرٍ تناقلتْهُ صحفٌ ومواقع إلكترونيّة وما بين نفيِهِ، يقفُ المُتتبّعُ والمُراقبُ مشدوهًا حانقًا، لِما وصلَ إليه الإعلامُ مِن تضليلٍ وتظليل!
الفقرُ الموضوعيُّ واللاّمسؤولُ في بعض وسائل الإعلامِ العربيّةِ الرّسميّة والتّجاريّة يتجلّى واضحًا، فالمذيعةُ الّتي دسّت الخبرَ في وجبتِها الإعلاميّة، تحتَ بند فنانٍ ملتزم، تنفي وتبرّرُ وتُنكرُ أنّه المقصود، مِن منطلق عدم ذِكْرِ اسمِهِ في حيثيّاتِ ما أورَدتهُ في خبَرِها.
هل أمرٌ كهذا، قد يضعُ تاريخًا بأكملِهِ في خانةِ التّشويهِ، سواءً كانَ الأمرُ يتعلّقُ بفنّانٍ أو بكاتب أو سياسيّ، وقد يُفضي إلى إعلان حُكم الإعدام على مسيرةٍ ناجحةٍ، بغضّ النظر عن توجُهاتِها؟

هل باتَ السّبقُ الاعلاميُّ وصناعة الإعلام تجارةٌ تفتقرُ للموضوعيّة، وتعتمدُ الإشاعة والإثارة لضمان الرّبحيّة والاستمراريّة؟

ما وجهةِ نظرِ قوانين المرئيّ والمسموع وأنظمةِ المطبوعاتِ والنّشر في دولِنا العربيّة، تجاهَ المنظومة الإعلاميّةِ الّتي تُغرّدُ خارجَ سربِ المهنيّةِ والموضوعيّة؟
في أوج المتغيّراتِ في العالم العربيّ واندلاعِ ثوراتِ التغيير، برزت إشاعاتٌ لا تخضعُ لا لرقيبٍ ولا لحسيب، إشاعاتٌ مكثفة لم يسبق لها مثيل، أضاعت المواطن العربيّ بين تعدّدِ الرّواياتِ، وبعثرته في حكاياتٍ وتفاهاتٍ تُشغلُهُ بعيدًا عن جوهرِ القضيّة، وساهمت في انهيارِ أنظمةٍ، وتفتيتِ النسيج المدنيّ بين مُؤيّدٍ ومُعارِض!
هل الرّوايةُ الصّحفيّة التي صبّتْ جُلّ اهتماماتِها على جوانب النّساءِ والزواج والعشيقاتِ والأموال المنهوبةِ وغيرها، هي جزءٌ مِن الحبكاتِ الإعلاميّةِ، من أجلِ سحْقِ الأغلبيّة الصّامتة، وخلطِ حابل الحقيقةِ بنابل نقائضِها، كي تُرسّخَ حالةً مِن انعدام الثقة ما بينَ مؤسّسةِ الشّعبِ ومؤسّسةِ القيادة؟

هل يُؤخذُ على المسؤولين والمعنيّين بأمر الإعلام العربيّ مسؤوليّة ما آلت إليه الأمور، مِن نزوح إعلامِنا نحوَ النقل عن المواقع المشبوهةِ التي تُروّجُ لإخبارِ الإثارة؟

لماذا نستسلمُ للإعلامِ الغربيّ في السّرّاءِ والضّرّاء، وهو الإعلامُ الذي فتحَ قنواتِهِ على مدارِ السّاعةِ لفضح استثماراتِ "الزعماءِ والكبار"، في الوقتِ الذي كانَ بهِ بالأمس القريب يُبجّلُ بنزاهةِ هؤلاءِ الكبار، ويضعُهم على رأس قوائم المشهودِ لهم بالشّفافيّة؟
لماذا انهارَ الإعلامُ الوطنيُّ المسؤول في بعض الدّول الشقيقة، وصارَ ينطق بمستوى لغويٍّ أشبه بلغطٍ همجيٍّ يجتاحُ اللّغوَ المهنيّ؟
تعليقات