اليومُ العالميُّ لمناهضةِ تعسّفاتِ الشّرطةِ في 15 آذار

آمال عوّاد رضوان - فلسطين تَحْمِلُنا أَسمَاؤنَا إِلى أَعمَاقِ مَجهُولٍ يَتنَاسَل .. نَحْنُ؛  فِكرَةُ خَلْقٍ يَتَكوَّرُ في رَحمِ المُنَى! * نُعايِنُ ظِلالَ اللهِ تَكسُو بِحَارَ الحَواسِّ؛ تُربِكُنَا أَمواجُ الرَّهبةِ .. فَنَتقوَّس وبِتثَاقُلٍ مُهتَرئٍ بَينَ تَعاريجِ الحُزنِ وشَظايَا الفَرحِ نَتَّكِئُ علَى مَسَاندِ الصَّمتِ نَنْكأُ جُروحَاً تَغفُو لِنَنْشُرَ سَوادَ الأَلَمِ حَلِيباً يَتعَشَّقهُ مِدَادُ الحَنِين * تَتَرنَّحُ قَواربُ أَحلامِنَا خَدِرةً يَتنَاثَرُها جُوعُ عَواصفِ الوقتِ الكَافِر، وفي دَوَّاماتٍ مُفرَغةِ الحُروفِ وبِوَرعِ الضَّوءِ الخافتِ الخافقِ نَرسِمُنا قِصَصاً تَتلوَّى لَوعةً في قَفصِ البَراءَة * لِبُرهَةٍ؛ نُومِضُ بَسَماتٍ تَرتشِفُ دَمعاً يَترَشَّحُ حَيرةً حَيرَى من ثُقوبِ قَلبٍ يَتَفايضُ نُوراً، ولِوَهلَةٍ؛ تَنثَني هَالاتٌ من أَسفَارِ الأَيَّام تَتشَكَّلُ رَغوةَ تَساؤلٍ على جَبينِ الفُصُول وبِخلسَةٍ؛ نَلِجُ أَحشاءَ العَمرِ بِشَهوةٍ تَعزِفُنا أَنامِلُ نَيسَان أُكذُوبةً عَلى أَوتَارِ الذَّاكرةِ والنِّسيَانِ المُتَقَاطِعَة!    Cordes croisées Par :Amal Radwan ……Traduite par : Farah Souames Nos noms nous mènent aux profondeurs d’un inconnu propageant Nous……. L’idée d’une existence roulant au cœur de l’espoir * On lorgne les ombres divines couvrant les mers des sens Les vagues de l’effroi nous déconcertent…on s’incline D’une gêne usagée Entre courbes de tristesse et étincelles de liesse On se repose sur les supports du silence Vexant des blessures qui sommeillent Ressuscitant la noirceur de la douleur en lait Passionnant l’encre de la nostalgie * Les barques de nos rêves se balancent engourdies Dispersées par l’inanition des tempêtes de temps infidèles Dans des remous vides de caractères Et la piété d’une lumière faible et palpitante Se dessinent des contes et se tordent anxieuses A la barre d’innocence * L’espace d’un instant, On scintille des sourires feutres de larmes Infiltrant la perplexité A travers un cœur perce, débordant de lueur * L’espace d’un instant, Les auréoles des périples quotidiens s’inclinent Formant une écume de question au front des saisons Et usant de cacherie On glisse aux tripes de la vie d’une passion Jouée en Avril telle un mensonge Sur Les cordes croisées de la mémoire et l’oubli آمال عوّاد رضوان - فلسطين  جَعَلْتُ قَلْبَكَ عُلّيْقَةَ مُوسَى  تَشْتَعِلُ بِاخْضِرَارِ نَارِي وَلا تَترمَّدُ ! * أنَا عُصْفورَةُ نارٍ لكِنِّي .. لا أُحْرِقُ وَلا أُرْمِدُ وَما كُنْتُ أَنْفُخُ في رَمادٍ بَل ؛ أُلْهِبُ الصُّدورَ الْمُرَمَّدَةَ بِجِمَاري *  دَعِ الدَّمْعَةَ عَلى شِفاهِ الثَّلْجِ تَسحُّ .. تَنْشَطِرُ .. عَلَّ الثَّلْج يَذوبُ .. فَلِمَ تَنتَظِر؟ مَا تِلْكَ بدَمْعَةِ نَدَمٍ ، هِيَ قَطرةُ حَياةٍ دَعْها تََهْمي فَما ذاكَ بِانْكِسَار * أنا مَن احتملَ في مِنْقارهِ جَذْوَةَ نارِ الهَوى دَعْني أُدْفِئْكَ بِها أُجَفِّفُ طَواحينَكَ المُبْتلَّةَ بِحَرَارَتي * أجِيئُكَ أُخبِّئُ لكَ تَحْتَ جَناحَيَّ غِلالَ حُبِّي فَهيِّئْ .. سيِّدي .. أَجنِحةَ عِنَاقِنَا أَثِرْ أَريَاشَهَا بِنَسائِمي لِيأْخُذْنا هَفِيفُهَا إلَى دُوَارٍ لَذِيذ !  Moineau de feu   Par :Amal Radwan Traduite par : Farah Souames   J’ai fait de ton Cœur, un roncier de Moise Brulant à la verdeur de mon feu Sans se réduire en cendre * Je suis un moineau de feu Mais Ni brulant, ni cendreux Je ne soufflais à la cendre Mais Je brulais les âmes cendreuses de mes braises * Laisse une larme sur les  lèvres de glace Couler Fendre Fondant peut être la glace Qu’attends-tu ? Ce n’est nul une larme de regret C’est une goutte de vie Laisse-la se déverser Ce n’est nul une rupture * Moi Qui supporta sur mon bec, le tison des feux de la passion Laisse-moi te réchauffer Sécher tes moulins humides De ma chaleur * Je viens à toi  Cachant sous mes ailes les fruits de ma passion Dresse les ailes de nos étreintes Marque-les de mes brises Que leur bruissement Nous emmène Dans un tourbillon délicieux آمال عوّاد رضوان - فلسطين  لا زالَ يافعًا يانعًا، لا تعرفُ أجنحتُهُ الوهّاجة ذبولاً، رغْم أنّهُ محاصرٌ بينَ قضبانِ الاحتراق، في مِرجلٍ تُزوبعُ به متاهاتُ الدّروب، وذلك؛ لِما تميّز بهِ مِن عذوبةِ موْسقتِهِ وشجنِهِ! كمثلِ حاكورةٍ صغيرةٍ، ملآى بكلِّ أنواعِ الأشجارِ المثمرةِ وأشجارِ الزّينةِ بسياج صبّارِها؛  حاكورةٌ ترعرعتْ وسطَ غابةِ الاستبدادِ وأدغالِ الاحتلالِ وأحراشِ القهرِ! حاكورةٌ نما في أحواضِها الوجعُ، وفي أحضانِها التحدّي، فدُمّرَ كثيرٌ من أعشاشِها، وهُجّر كثيرٌ من أطيارِها دون أرياشِها، في منافي الشّتاتِ والضّياع والفراغ، بلا أرض ولا سماءٍ وبلا هويّة!  إنّهُ الشّعرُ الفلسطينيُّ في الدّاخل؛ راسخُ الجذورِ منذ الجيلِ الأوّلِ، وقد اتّجهَ مؤشّرُ بوصلتِهِ صوْبَ مكانةٍ مرموقةٍ في الشّعرِ العربيّ والعالميِّ!  الشّاعرُ الفلسطينيُّ في الدّاخلِ امتطى صهوةَ ثقافتِهِ وما ترجّلَ عنها، رغمَ الاختناقِ وضيقِ التّنفّس، بل شنّ وعيَهُ وأدواتِهِ اللّغويّةَ اللاّهبةَ ضدّ مذابح الغزو، وضدّ حصْرِهِ في قواقعِ الطّائفيّةِ والأقليّةِ العربيّةِ في دولةٍ يهوديّةٍ، فعايشَ البيئةَ الجديدةَ وواكبَها بالمواجهةِ، وتصدّى لمحْوِ ذاكرتِهِ التّراثيّةِ وتاريخِ حضارتِهِ!  الشّاعرُ الفلسطينيُّ تفاعَلَ معَ العالم الخارجيِّ، ولم يكن رهينَ شعرِ المقاومةِ، كما أطلقَ الأديبُ غسّان كنفاني، ورغمَ المآسي التي يكابدُها، ما تنازلَ عن ثوابتِ وكواشينِ حواكيرِهِ، ولم يقتصرْ شعرُهُ على النّدبِ والشّجبِ فحسْب، إنّما أثمرتِ الحواكيرُ الفلسطينيّةُ ما لذَّ وطابَ مِن شعرٍ شعبيٍّ وفصيحٍ بليغٍ، يتحدّثُ فيهِ عن الحنينِ والغربةِ والمقاومةِ والتّحدّي، والحُبِّ والعِشقِ وجَمالِيات الحياةِ والمشاعرِ الإنسانيّةِ، وتعميقِ الحياةِ وتجميلِ الوجودِ وبناءِ المستقبل، من خلالِ مساحاتٍ فكريّةٍ شاسعةٍ، وانتماءاتٍ ثقافيّةٍ مختلفةٍ وبشتّى الرّؤى.  الشّاعرُ الفلسطينيُّ إنسانٌ اعترَكتْهُ الظّروفُ فعايشَ القهرَ، وتدرّبَ كيفَ يعتلي سُحُبَ الخيالِ والتّصوّر، ليُحلّقَ بأجنحةِ التّصويرِ والإبداعِ، كي يخلقَ عالمًا أجملَ مِن الحقيقة، لذا تفاعلَ معَ البيئةِ والحياةِ وظروفِها وتفاصيلِها اليوميّة بمنتهى الحساسيّةِ الإبداعيّة، وكانَ لشعرِ المقاومةِ أن يتصدّرَ المشهدَ الشّعريَّ مِن أجلِ التّحريرِ والحرّيّة المنشودَيْن، ففرَضَ نفسَهُ إعلاميًّا، وتجلّى بشكلٍ بارزٍ بما يتوافقُ والحالة الرّاهنة التي استمرّتْ واستدامتْ، وقد تُرجمَ كثيرٌ مِنَ الأشعارِ للعبريّةِ ولغاتٍ أخرى، ولوحِقَ بعضُ أصحابِها، لِما تحملُهُ مِن فِكرٍ وتحريضٍ يُعارضُ سياسةَ التّهويدِ المفروضة، وبسببِ الانتماءاتِ الحزبيّةِ، في ظلِّ غيابِ الوطنِ وسيادتِهِ الفلسطينيّة.  مِن شعرائِنا مَن سطعَ نجمُهُم وحضورُهُم في وسائلِ الإعلامِ الحزبيّة، وتركَ بصمةً زيتيّةً في الذاكرةِ الثقافيّة، وأثرًا محفورًا في سنديانِ المهرجاناتِ الثّوريّةِ والاحتفالاتِ الشّعريّةِ التّحميسيّةِ، ومنهم مَن خفَتَ نجمُهم حدَّ البصيص، وما عُرف قدْرُهم وما نالوا حقّهم، فقد توهّجَ بينَ سُحُبِ السّماءِ مَن توهّج، وناسَ بينَ الغيومِ مَن وشّحتْهُ بضبابِها، وقد حوكِم الإبداعُ الأدبيُّ حزبيًّا وسياسيًّا، وبكلِّ أسفٍ، ظلّتْ تخضعُ ثقافتُنا للامتحانِ وإثباتِ الوجودِ والحضورِ، وبقيتْ رهينةً تستعطفُ الودَّ العربيَّ حتّى اليوم، ويحاولُ فلسطينيّو إسرائيل أن ينفوا التّهمةَ المُوجَّهةَ إليهم، كي يُثبتوا أنّهم أبرياء مِن دمِ المبايعةِ أو التّسليمِ والاستسلام، وأنّهم عربٌ أقحاح ما تهوّدوا ولا تطبّعوا ولا تأسرلوا!  وفي ظلِّ التّهميشِ العربيِّ للمأساةِ المستديمةِ العليلةِ، غدا فلسطينيّو ال 48 ضّحيّةً مفخّخةً موقوتةً، ومُعلّقةَ خارجَ الأحداثِ التّاريخيّةِ والخرائطِ الجغرافيّةِ، فهم الضّحيّةُ الموصومةُ بختمٍ إسرائيليٍّ ينبغي التخلّص منه أو تذويبه، وهكذا؛ بُتِرَ شعبُنا عن شقيقِهِ الآخر في الضّفّةِ وغزّة، واستُبعِدَ عن الأمّةِ العربيّةِ وسياساتِها في صُنعِ القرار، كأنّما توقّفتْ عجَلةُ التّاريخِ عند شرْخِ النّكْبةِ دونَ حَراكٍ عربيّ مُسانِد! وكانَ للجيلِ الأوّلِ مهمّةٌ شاقّةٌ مِن خلالِ الإبداعِ الفلسطينيِّ، هو خلْق نموذج مقاومة، مِن خلال الكلمةِ الحادّةِ اللاّهبةِ، والنّاقرةِ على شريانِ وجعِ المنكوبِ ونبض معاناةِ الشّعب، إلاّ أنّ البعضَ دخلوا في مرحلةِ الاجترارِ والتقليدِ للنّموذجِ السّابق، والبعضَ لا زالَ قادرًا على تشكيلِ رؤًى فكريّةً ناضجةً مستحدثة، وإبداعيّةً متميّزة بفنّيّتِها، وبمستوًى عربيٍّ عالميٍّ، وتستمرُّ حربُ الحَرْف!  هل يجهلُ المحتلُّ ما للإعلام الوطنيّ بشتّى وسائلِهِ وتقنيّاتِهِ من دورٍ رئيسيّ هامٍّ في دعْمِ الهويّةِ الوطنيّةِ، ومن محاربةِ النّزعاتِ الطّائفيّةِ، ومن نَشْرِ الثّقافةِ المستقِلّةِ وتعزيزِ الثّقةِ والانتماءِ الوطنيِّ والقوميّ؟ وهل يخفى على المثقّفِ الواعي تأثيرُ الإعلام، وحضورُه الفعّالُ المباشرُ محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، وفي إعطاءِ المبدعُ فرصَ تطويرِ إمكاناتِهِ الأدبيّةِ والإبداعيّةِ، دونَ الولاءِ لجهةٍ ما أو حزبٍ داعم؟  طبعا لا، إنّما حُكم القويّ السّائد الجائر حجّمَ وقلّصَ للشّعبِ الأعزل إمكاناته التقنيّة التثقيفيّة، لكنّه ما استطاع أن يثبط العزيمةَ والهمّة في النّضالِ الواعي، أو يحبطَ التصدّي العنيد، من أجلِ الحفاظِ على الكيانِ الفلسطينيِّ العربيِّ لغةً وحسًّا وانتماءً، دونَ تهجينٍ أو تذويب. لكن؛ وبسبب توقّفَ الاهتمامُ والإعلامُ العربيُّ فقط عندَ أسماء محدودة مِن أدبائِنا، ونماذجَ قليلة مِن شعرائِنا، مَن بيعتْ وسُوّقتْ وتُرجمتْ وانتشرتْ كتبُهم في المكتباتِ العربيّة، ونالَ أصحابُها حصّةَ الأسدِ في تلقّي الدّعوات والمشاركةِ والانتشار عربيّا وعالميّا، وبسببِ غيابِ التّنظيماتِ الثّقافيّةِ والأدبيّةِ الوطنيّةِ المحَلّيّة المُحارَبة صهيونيًّا، فقد تولّدتْ أزمةُ غيابِ النّقدِ الحقيقيِّ الموضوعيِّ المَحلّيِّ والعربيّ، فهيّأتْ مناخًا تسودُهُ الشّلليّةُ المُتسلّقةُ البارزة، والّتي أركنتِ المواهبَ والتّجاربَ الأدبيّةَ المتميّزةَ في هوامشِ الإبداعِ، فكساها غبارُ الإهمالِ والإحباطِ دونَ تسويقٍ، بل عمدتْ على ترويجِ الرّديءِ بدلاً مِنَ الأجوَد.  وها هي واحةَ الشّعرِ الفلسطينيّةِ الزّاهيةِ لا زالتْ تزهرُ وتُثمرُ وتُظلّلُ، وتفوحُ أزاهيرُها في صحراءَ تكثرُ فيها الرّمالُ المتحرّكة لتبتلَعها، حيثُ تنعقَ فيها الأبواقُ المشبوهةُ والهِممُ الوصوليّةُ، الّتي تنعفُ الرّمالَ الحارّةَ في عيونِ المبدعينَ والمثقّفينَ والقرّاءِ والبسطاء. إضافةً إلى الشّبكةِ العنكبوتيّةِ التي لعبتِ دوْرًا هامًّا في كسْرِ الحواجزِ الجغرافيّةِ والحدودِ السّياسيّةِ المفروضة، في السّنواتِ العشرِ الأخيرةِ، كما وساعدتْ في انتشارِ الثّقافةِ الرديئةِ والجيّدة، ولكن على مستوى فرديٍّ وليس جماعيٍّ ووطنيٍّ، وهذا شقٌّ آخر من المأساةِ التي توالتْ أكثرَ من ستّة عقود!  وتاريخيًّا؛ ابتدأتْ معاناةُ الوسطِ الثّقافيّ المَحلّيِّ منذ أحداثِ النّكبةِ، بعدَ إغلاقِ المؤسّساتِ الثّقافيّةِ الفلسطينيّةِ في حيفا ويافا، اللّتيْن كانتا محطّتيْنِ هامّتين أسوةً بالعواصم العربيّة، ففي حين استقطبتا أمّ كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش والكثيرَ مِن الأدباءِ والمثقفين، وزخرتا بالمقاهي الأدبيّةِ والفنادقِ والمطابع والصّحفِ والمسارحِ والنّشاطاتِ الثّقافيّةِ المختلفةِ، وعلى مستوى عربيٍّ يُضاهي بغدادَ والشّامَ والقاهرة ثقافيًّا وحضاريًّا وتجاريًّا، فقد هُجِّرَتْ نُخَبُ شعبِنا المقتدرينَ ثقافيًّا وماديًّا، وهُدّمتِ المراكزُ الثّقافيّة، واعترى البلادُ شللٌ مؤسّساتيّ ثقافيٌّ وتفكّكاتٌ تنظيميّة، فقد صارتْ بلادُنا عبارةً عن قرى صغيرةٍ وكبيرةٍ، تفتقدُ إلى معالم المُدنِ المدنيّةِ والإبداعيّة، وتفتقرُ إلى مؤسّساتٍ وطنيّةٍ ثقافيّةٍ متطوّرة! فهل يُعيدُ الفلسطينيّونَ مجْدَ حيفا العتيق ومناخ عكّا المائج وميناءَ يافا الغابر؟ كيف؟ متى؟ ومِن أيّةِ منطلَقاتٍ يمكن أن تتجاوزَ المِحنة؟ آمال عوّاد رضوان - فلسطين  مناشداتٌ تَبلُغُنا للتّضامن مع قضايا إنسانيّةٍ عديدة، كإغلاقِ وسيلةِ إعلامٍ ومُقاضاتِها، بحُجّةِ التّشهيرِ والخطابِ الكاذب، لمجرّدِ تناوُلِ مواضيع حقوقيّة أو وطنيّة!ومناشداتٌ أخرى تُبلِغُنا عن اختفاءٍ قسريٍّ وتفشّي عمليّاتِ توقيفٍ واحتجازٍ تعسّفيّ، وتُطالبُ بالإفراجِ عن أطفالٍ ونساءٍ اختُطِفوا للاتّجارِ بهم أو لتزويجِهم، واحتجازِ نساءٍ وفتيان ومواطنينَ ولاجئينَ، ورعايا أجانب بدون جنسيّات ترفضُ دائرةُ الأمنِ الوطنيّة والمخابرات طلباتِ لجوئِهِم وقرارات ترحيلِهم، واحتجاز كُتّابٍ وأدباء وصحفيّينَ وطلاّبٍ ونشطاء وسياسيّينَ ومُعارضينَ ومُتمرّدين ومُحرّضين اختُطِفوا دونَ إعلامِ أُسَرِهِم، ودونَ معرفةِ أسبابِ الحجْزِ ومُدّتِهِ ونتائجِه، ودون معرفةِ الجهةِ الّتي اعتقلَتْهم، إن كانتْ مِنَ الشّرْطةِ أو أعوانِ الدّولة، ودونَ معرفةِ مكان احتجازِهِم: في مراكزِ شرْطة، قواعدَ عسكريّةٍ، سجونٍ سرّيّةٍ وغيرِ رسميّة، أو في مقرّاتِ المخابرات!؟ كثيرٌ مِنَ المُدَّعى عليهم تقومُ الشّرطةُ بتوقيفِهم دونَ إجراءاتٍ قانونيّةٍ أو خارجَ رقابةٍ قضائيّة ورسميّةٍ لوزارةِ العدل، وبناءً على أقوالِ شهودٍ مجهولي الهُويّةِ، فتتذرّعُ بظروفٍ استثنائيّةٍ لتبريرِ التّعذيب، وتُمارسُ انتهاكاتٍ خطيرةً بحقّهم، بأنماطٍ مُتعسّفةٍ واعتقالاتٍ سِرّيّةٍ وعلنيّةٍ، واستجوابِهم وتهديدِهم وملاحقتِهم وتعذيبِهم، فتُعرّضُهم للاعتداءِ والاغتصابِ وللعنفِ الجنسيّ وتشويهِ الأعضاءِ التّناسليّة، بضروبٍ مُهينةٍ ومعاملاتٍ لا إنسانيّةٍ، لانتزاعِ اعترافاتِهم القسْريّةِ أو لِحمْلِهم على التّوقيعِ على مَحاضِرَ لم يَقرؤوها، فلا تُتيحُ لهم الاتّصالَ بمُحامٍ لإعدادِ الدّفاع، ولا تستمعْ إلى شهودِ الدّفاع، بل تُعيقُ محاكمَتَهم ولا تسمحُ بالطّعنِ في حُكم صادرٍ بحقّهم، وقد تُنفّذُ فيهم عقوبةَ الإعدامِ وخارجَ القضاء! لمَن ينبغي التّوجّهَ بالتّظلُّم؟ هل لهؤلاءِ المُحتجَزينَ ضماناتٌ حقوقيّةٌ؟ ما هي؟ وكيفَ يمكنُ إنصافُهم وتقديمُ الشّكاوى ورصْدُ هذهِ الانتهاكاتِ والتّصدّي لها؟ ما مسؤوليّةُ مَن يُمارسون شتّى أشكالِ التّعذيب، والمتواطئينَ والمشاركينَ مِن حيث العِقاب؟ الجمعيّةُ العامّةُ في الأممِ المُتّحدةِ اعتمدت الاتّفاقيّة في قرارِها في 10-12-1994، وبدأ الانضمامُ والتّوقيعُ في 4-2-1985، والتّنفيذ في 26-6-1987. الدّولةُ الطّرفُ الّتي وقّعت الاتفاقيّةَ، لديها مُنظّماتٌ حقوقيّةٌ دوليّةٌ تتطرّقُ إلى وضعيّةِ حقوقِ الإنسان، وتشريعاتٍ واتّفاقيّاتٍ دوليّة في هذا المجال، مِن حيث حقّ الفردِ في عدَمِ التّعرّضِ لجميعِ أشكالِ التّعذيب، واعتمادِ القانونِ الجنائيّ الّذي يُحرّمُ ممارسةَ التّعذيبِ والعنفِ الجنسيّ والممارساتِ التّقليديّةِ الضّارة، فالتّعذيبُ محظورٌ بشكلٍ مُطْلقٍ ومُدانٌ بحسب القانون، لاتّسامِهِ بخطورةٍ بالغةٍ على الضّحايا. أهمُّ الضّماناتِ للمُحتجَزين: أن يُعلموا بسببِ توقيفِهم والتّهمِ المُوجّهةِ إليهم، والاتّصال بأُسَرِهِم وبمُحامٍ والاستفادةِ بمساعدةٍ قانونيّة، والخضوعِ للفحصِ الطّبّيّ، وإعادةِ النّظرِ في شرعيّةِ احتجازِهم وِفْقًا للمعاييرِ الدّوليّةِ وليسَ لدستورِ الدّولة، وتخفيفِ عقوباتِ الإعدامِ عن سجناء عنبرِ الموت، وتأمينِ الحمايةِ المنصوصِ عليها في الاتّفاقيّة! هل هناكَ تعريفاتٌ واضحةٌ بخصوصِ أشكالِ التّعذيبِ، تدخلُ في نطاقِ الاتّفاقيّةِ وتَحُولُ دونَ تعسّفِ السّلطة؟ هل حكوماتُنا تتمتّعُ بإرادةٍ سياسيّةٍ عادلةٍ ومُهيّأةٌ لتنفيذِها؟ ماذا عن الجهازِ القضائيّ حينَ يتعرّضُ لتدخّلاتِ الجهازِ التّنفيذيّ، ولضغطٍ سياسيٍّ وحالاتِ تخويفٍ وتهديدٍ وعزْلٍ وفصْلٍ وتواترٍ، وفرْضِ اعترافاتٍ مُنتزَعةٍ بواسطةِ التّعذيب؟ هل هناكَ متابعاتٌ للتّوصياتِ والاقتراحاتِ بخصوصِ الشّكاوى المُتعلّقةِ بانتهاكاتِ حقوقِ الإنسان، ورصْدِ المَرافِقِ الصّحيّة، ومُلاحقةِ القضايا التي يُثبَتُ فيها التّعذيبُ وسوءُ المعاملة، وإحالة الاستنتاجاتِ إلى النّيابةِ العامّةِ وتقديم بياناتٍ وإحصاءات؟ وهل التّحقيقاتُ حقًّا تُوكَلُ إلى الإداراتِ الاتّحاديّةِ للتّحقيقاتِ الجنائيّةِ وللمَحاكِم، ويُعهَدُ بها إلى هيئاتٍ مستقلّةٍ، ومكاتبَ إداريّةٍ مُخوّلةٍ بمصداقيّةٍ عادلةٍ، لضمانِ حمايةِ وإنصافِ مُقدِّمي الشّكاوى، وعدمِ تهديدِهم وتزويرِ أدلّتِهم؟ وماذا عن لغةِ التّحايلِ الّتي تتمُّ بتسجيلِ تاريخِ اعتقالٍ مُزوَّرٍ وتمديدُهُ، مِن أجل التّمويهِ والتّهرّبِ وعدمِ الامتثالِ للقوانينِ الدّوليّة؟ وماذا عن امتثالِ الشّرْطةِ لأوامرِ المحكمةِ، بالإفراجِ عن المُشتبَهِ بهِ بكفالةٍ دونَ احتجازِهِ المُطوّلِ في الحبْسِ الاحتياطيّ، ثمّ تصفيته خارجَ القضبان؟ وماذا عن القوّةِ العسكريّةِ حينَ تقومُ بتنفيذِ مهامّ القانونِ بدلاً مِنَ الشّرطة، في حالاتِ النّزاعاتِ المُسلّحةِ الّتي لم تُعلَنْ فيها حالةُ الطّوارئ، وبمنتهى التّحايلِ تستخدمُ القوّةَ الفتّاكةَ في المُظاهرات؟ وماذا عن حالاتٍ يُقاضى ويُعاقَبُ فيها ذوو الرّتَبِ المُتدنّيةِ المتورّطينَ في حالاتِ قتلٍ وتعذيب، بإيعازٍ مِن ذوي رُتبٍ عاليةٍ لا تَطالُهم يدُ القانون! هل تتمتّعُ دولُنا بتدابيرَ سريعةٍ وفعّالةٍ لتكفلَ تمتّعُ جميعِ المُحتجَزينَ عمليًّا، بجميعِ الضّماناتِ الحقوقيّةِ القانونيّةِ الأساسيّةِ منذُ بدْءِ احتجازِهم؟ هل تعمل دولُنا الأطراف على تدريبٍ إلزاميٍّ في مجالِ حقوقِ المُحتجَزين، للقضاةِ ومُوظّفي السّجون والشّرطة والمخابراتِ وأفرادِ الجيش، بدوراتٍ وحلَقاتٍ دراسيّةٍ ومحاضراتٍ متعلّقةٍ بحقوقِ الإنسان، للتّزوّدِ بوعيٍ ومهاراتٍ وتقنيّاتِ تحقيقاتٍ مناسِبةٍ لاستجوابِ الأفراد، تَحظُرُ التّعذيبَ بشكلٍ مُطْلَقٍ؟ هل تُعزّزُ قدراتِ مكاتبِ مُحامي الدّفاعِ، لإسداءِ خدماتِ المساعدةِ القانونيّة؟ وفي المجالِ الطّبّيّ، هل تُجري تدريباتٍ تتعلّقُ بكيفيّةِ الكشْفِ عن آثارِ التّعذيبِ، واستخدامِ دليلِ التّقصّي والتّوثيقِ الفعّاليْنِ لضروبِ التّعذيب؟ هل تفحصُ وتُقيّمُ مدى نجاحِ هذهِ الدّوراتِ التّعليميّة، وتُقدّمُ ﺭﻋﺎﻳﺔً صحّيّةً ﺗﻀﻤَﻦُ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴّﺔَ فحوصِ الطّبّ الشّرعيّ، وتقبلُ الاﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕِ كأدلّةٍ في الإجراءاتِ الجنائيّةِ والمَدنيّة؟ هل تتعاونُ معَ المُنظّماتِ غيرِ الحكوميّةِ واللّجانِ الدّوليّةِ كالصّليبِ الأحمر وغيرِها مِنَ الآليّاتِ الدّوليّةِ المستقلّة؟ وهل تسمحُ لهم بزياراتٍ فجائيّةٍ أو بانتظامٍ بعمليّاتِ تفتيشٍ وتقييمٍ، للسّجونِ والمَرافقِ الإصلاحيّةِ ومَرافقِ الاحتجاز، للرّصْدِ المنهجيّ لأماكنِ الحرمانِ مِنَ الحُرّيّة، كي توفّرَ الحمايةَ للضحايا، والخدماتِ القانونيّةِ والطّبّيّة والنفسيّة وخدماتِ إعادةِ التّأهيل؟ هل تُشجّعُ وسائلَ الإعلامِ بنشْرِ الوعيِ والإعلانِ عن المُنظّماتِ غيرِ الحكوميّةِ كعنوانٍ للتّظلّم؟ وختامًا... وعلى ضوْءِ أحداثِ الانتفاضاتِ في دولِ شرْقِنا ومنذُ عقودٍ، هل هناكَ حقًّا إجراءاتٌ ومقاضاةٌ للجُناةِ مُنتهِكي الحّرّيّاتِ، ومعاقبتُهم بجزاءاتٍ مناسِبةٍ ومُلاحقاتٍ قانونيّةٍ تأديبيّة؟

آمال عوّاد رضوان - فلسطين 

مناشداتٌ تَبلُغُنا للتّضامن مع قضايا إنسانيّةٍ عديدة، كإغلاقِ وسيلةِ إعلامٍ ومُقاضاتِها، بحُجّةِ التّشهيرِ والخطابِ الكاذب، لمجرّدِ تناوُلِ مواضيع حقوقيّة أو وطنيّة!ومناشداتٌ أخرى تُبلِغُنا عن اختفاءٍ قسريٍّ وتفشّي عمليّاتِ توقيفٍ واحتجازٍ تعسّفيّ، وتُطالبُ بالإفراجِ عن أطفالٍ ونساءٍ اختُطِفوا للاتّجارِ بهم أو لتزويجِهم، واحتجازِ نساءٍ وفتيان ومواطنينَ ولاجئينَ، ورعايا أجانب بدون جنسيّات ترفضُ دائرةُ الأمنِ الوطنيّة والمخابرات طلباتِ لجوئِهِم وقرارات ترحيلِهم، واحتجاز كُتّابٍ وأدباء وصحفيّينَ وطلاّبٍ ونشطاء وسياسيّينَ ومُعارضينَ ومُتمرّدين ومُحرّضين اختُطِفوا دونَ إعلامِ أُسَرِهِم، ودونَ معرفةِ أسبابِ الحجْزِ ومُدّتِهِ ونتائجِه، ودون معرفةِ الجهةِ الّتي اعتقلَتْهم، إن كانتْ مِنَ الشّرْطةِ أو أعوانِ الدّولة، ودونَ معرفةِ مكان احتجازِهِم: في مراكزِ شرْطة، قواعدَ عسكريّةٍ، سجونٍ سرّيّةٍ وغيرِ رسميّة، أو في مقرّاتِ المخابرات!؟
كثيرٌ مِنَ المُدَّعى عليهم تقومُ الشّرطةُ بتوقيفِهم دونَ إجراءاتٍ قانونيّةٍ أو خارجَ رقابةٍ قضائيّة ورسميّةٍ لوزارةِ العدل، وبناءً على أقوالِ شهودٍ مجهولي الهُويّةِ، فتتذرّعُ بظروفٍ استثنائيّةٍ لتبريرِ التّعذيب، وتُمارسُ انتهاكاتٍ خطيرةً بحقّهم، بأنماطٍ مُتعسّفةٍ واعتقالاتٍ سِرّيّةٍ وعلنيّةٍ، واستجوابِهم وتهديدِهم وملاحقتِهم وتعذيبِهم، فتُعرّضُهم للاعتداءِ والاغتصابِ وللعنفِ الجنسيّ وتشويهِ الأعضاءِ التّناسليّة، بضروبٍ مُهينةٍ ومعاملاتٍ لا إنسانيّةٍ، لانتزاعِ اعترافاتِهم القسْريّةِ أو لِحمْلِهم على التّوقيعِ على مَحاضِرَ لم يَقرؤوها، فلا تُتيحُ لهم الاتّصالَ بمُحامٍ لإعدادِ الدّفاع، ولا تستمعْ إلى شهودِ الدّفاع، بل تُعيقُ محاكمَتَهم ولا تسمحُ بالطّعنِ في حُكم صادرٍ بحقّهم، وقد تُنفّذُ فيهم عقوبةَ الإعدامِ وخارجَ القضاء!
لمَن ينبغي التّوجّهَ بالتّظلُّم؟ هل لهؤلاءِ المُحتجَزينَ ضماناتٌ حقوقيّةٌ؟ ما هي؟ وكيفَ يمكنُ إنصافُهم وتقديمُ الشّكاوى ورصْدُ هذهِ الانتهاكاتِ والتّصدّي لها؟
ما مسؤوليّةُ مَن يُمارسون شتّى أشكالِ التّعذيب، والمتواطئينَ والمشاركينَ مِن حيث العِقاب؟
الجمعيّةُ العامّةُ في الأممِ المُتّحدةِ اعتمدت الاتّفاقيّة في قرارِها في 10-12-1994، وبدأ الانضمامُ والتّوقيعُ في 4-2-1985، والتّنفيذ في 26-6-1987.
الدّولةُ الطّرفُ الّتي وقّعت الاتفاقيّةَ، لديها مُنظّماتٌ حقوقيّةٌ دوليّةٌ تتطرّقُ إلى وضعيّةِ حقوقِ الإنسان، وتشريعاتٍ واتّفاقيّاتٍ دوليّة في هذا المجال، مِن حيث حقّ الفردِ في عدَمِ التّعرّضِ لجميعِ أشكالِ التّعذيب، واعتمادِ القانونِ الجنائيّ الّذي يُحرّمُ ممارسةَ التّعذيبِ والعنفِ الجنسيّ والممارساتِ التّقليديّةِ الضّارة، فالتّعذيبُ محظورٌ بشكلٍ مُطْلقٍ ومُدانٌ بحسب القانون، لاتّسامِهِ بخطورةٍ بالغةٍ على الضّحايا.
أهمُّ الضّماناتِ للمُحتجَزين:
أن يُعلموا بسببِ توقيفِهم والتّهمِ المُوجّهةِ إليهم، والاتّصال بأُسَرِهِم وبمُحامٍ والاستفادةِ بمساعدةٍ قانونيّة، والخضوعِ للفحصِ الطّبّيّ، وإعادةِ النّظرِ في شرعيّةِ احتجازِهم وِفْقًا للمعاييرِ الدّوليّةِ وليسَ لدستورِ الدّولة، وتخفيفِ عقوباتِ الإعدامِ عن سجناء عنبرِ الموت، وتأمينِ الحمايةِ المنصوصِ عليها في الاتّفاقيّة!
هل هناكَ تعريفاتٌ واضحةٌ بخصوصِ أشكالِ التّعذيبِ، تدخلُ في نطاقِ الاتّفاقيّةِ وتَحُولُ دونَ تعسّفِ السّلطة؟
هل حكوماتُنا تتمتّعُ بإرادةٍ سياسيّةٍ عادلةٍ ومُهيّأةٌ لتنفيذِها؟
ماذا عن الجهازِ القضائيّ حينَ يتعرّضُ لتدخّلاتِ الجهازِ التّنفيذيّ، ولضغطٍ سياسيٍّ وحالاتِ تخويفٍ وتهديدٍ وعزْلٍ وفصْلٍ وتواترٍ، وفرْضِ اعترافاتٍ مُنتزَعةٍ بواسطةِ التّعذيب؟
هل هناكَ متابعاتٌ للتّوصياتِ والاقتراحاتِ بخصوصِ الشّكاوى المُتعلّقةِ بانتهاكاتِ حقوقِ الإنسان، ورصْدِ المَرافِقِ الصّحيّة، ومُلاحقةِ القضايا التي يُثبَتُ فيها التّعذيبُ وسوءُ المعاملة، وإحالة الاستنتاجاتِ إلى النّيابةِ العامّةِ وتقديم بياناتٍ وإحصاءات؟
وهل التّحقيقاتُ حقًّا تُوكَلُ إلى الإداراتِ الاتّحاديّةِ للتّحقيقاتِ الجنائيّةِ وللمَحاكِم، ويُعهَدُ بها إلى هيئاتٍ مستقلّةٍ، ومكاتبَ إداريّةٍ مُخوّلةٍ بمصداقيّةٍ عادلةٍ، لضمانِ حمايةِ وإنصافِ مُقدِّمي الشّكاوى، وعدمِ تهديدِهم وتزويرِ أدلّتِهم؟
وماذا عن لغةِ التّحايلِ الّتي تتمُّ بتسجيلِ تاريخِ اعتقالٍ مُزوَّرٍ وتمديدُهُ، مِن أجل التّمويهِ والتّهرّبِ وعدمِ الامتثالِ للقوانينِ الدّوليّة؟
وماذا عن امتثالِ الشّرْطةِ لأوامرِ المحكمةِ، بالإفراجِ عن المُشتبَهِ بهِ بكفالةٍ دونَ احتجازِهِ المُطوّلِ في الحبْسِ الاحتياطيّ، ثمّ تصفيته خارجَ القضبان؟
وماذا عن القوّةِ العسكريّةِ حينَ تقومُ بتنفيذِ مهامّ القانونِ بدلاً مِنَ الشّرطة، في حالاتِ النّزاعاتِ المُسلّحةِ الّتي لم تُعلَنْ فيها حالةُ الطّوارئ، وبمنتهى التّحايلِ تستخدمُ القوّةَ الفتّاكةَ في المُظاهرات؟
وماذا عن حالاتٍ يُقاضى ويُعاقَبُ فيها ذوو الرّتَبِ المُتدنّيةِ المتورّطينَ في حالاتِ قتلٍ وتعذيب، بإيعازٍ مِن ذوي رُتبٍ عاليةٍ لا تَطالُهم يدُ القانون!
هل تتمتّعُ دولُنا بتدابيرَ سريعةٍ وفعّالةٍ لتكفلَ تمتّعُ جميعِ المُحتجَزينَ عمليًّا، بجميعِ الضّماناتِ الحقوقيّةِ القانونيّةِ الأساسيّةِ منذُ بدْءِ احتجازِهم؟
هل تعمل دولُنا الأطراف على تدريبٍ إلزاميٍّ في مجالِ حقوقِ المُحتجَزين، للقضاةِ ومُوظّفي السّجون والشّرطة والمخابراتِ وأفرادِ الجيش، بدوراتٍ وحلَقاتٍ دراسيّةٍ ومحاضراتٍ متعلّقةٍ بحقوقِ الإنسان، للتّزوّدِ بوعيٍ ومهاراتٍ وتقنيّاتِ تحقيقاتٍ مناسِبةٍ لاستجوابِ الأفراد، تَحظُرُ التّعذيبَ بشكلٍ مُطْلَقٍ؟
هل تُعزّزُ قدراتِ مكاتبِ مُحامي الدّفاعِ، لإسداءِ خدماتِ المساعدةِ القانونيّة؟
وفي المجالِ الطّبّيّ، هل تُجري تدريباتٍ تتعلّقُ بكيفيّةِ الكشْفِ عن آثارِ التّعذيبِ، واستخدامِ دليلِ التّقصّي والتّوثيقِ الفعّاليْنِ لضروبِ التّعذيب؟
هل تفحصُ وتُقيّمُ مدى نجاحِ هذهِ الدّوراتِ التّعليميّة، وتُقدّمُ ﺭﻋﺎﻳﺔً صحّيّةً ﺗﻀﻤَﻦُ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴّﺔَ فحوصِ الطّبّ الشّرعيّ، وتقبلُ الاﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕِ كأدلّةٍ في الإجراءاتِ الجنائيّةِ والمَدنيّة؟
هل تتعاونُ معَ المُنظّماتِ غيرِ الحكوميّةِ واللّجانِ الدّوليّةِ كالصّليبِ الأحمر وغيرِها مِنَ الآليّاتِ الدّوليّةِ المستقلّة؟ وهل تسمحُ لهم بزياراتٍ فجائيّةٍ أو بانتظامٍ بعمليّاتِ تفتيشٍ وتقييمٍ، للسّجونِ والمَرافقِ الإصلاحيّةِ ومَرافقِ الاحتجاز، للرّصْدِ المنهجيّ لأماكنِ الحرمانِ مِنَ الحُرّيّة، كي توفّرَ الحمايةَ للضحايا، والخدماتِ القانونيّةِ والطّبّيّة والنفسيّة وخدماتِ إعادةِ التّأهيل؟
هل تُشجّعُ وسائلَ الإعلامِ بنشْرِ الوعيِ والإعلانِ عن المُنظّماتِ غيرِ الحكوميّةِ كعنوانٍ للتّظلّم؟
وختامًا...
وعلى ضوْءِ أحداثِ الانتفاضاتِ في دولِ شرْقِنا ومنذُ عقودٍ، هل هناكَ حقًّا إجراءاتٌ ومقاضاةٌ للجُناةِ مُنتهِكي الحّرّيّاتِ، ومعاقبتُهم بجزاءاتٍ مناسِبةٍ ومُلاحقاتٍ قانونيّةٍ تأديبيّة؟
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-